بكين 30 سبتمبر 2020 (شينخوا) استخدم فريق دولي بقيادة باحثين صينيين تكنولوجيا تحرير الجينات لإنتاج نماذج "خنزير 3.0"، وهي قفزة إلى الأمام في زراعة الأعضاء الحيوانية لإنقاذ الأرواح البشرية.
وفي ورقة نشرت مؤخرا في مجلة "نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ"، قدم باحثون من الصين والولايات المتحدة معلومات عن الإنتاج الناجح للخنازير التي تكون أعضاءها أكثر توافقا مع الجهاز المناعي البشري وخالية من الفيروسات القهقرية داخلية المنشأ النشطة للخنازير (PERV).
وقالت يانغ لو هان، المؤلفة المراسلة للورقة والمؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة تشيهان للتكنولوجيا الحيوية، إن هناك فجوة كبيرة بين عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء وعدد الأعضاء المتاحة في جميع أنحاء العالم.
ولطالما كان هناك أمل في تخفيف هذه المشكلة من خلال زرع الأعضاء الحيوانية، وهو مفهوم يعرف باسم زرع الأعضاء بين الكائنات الحية.
وتم تعزيز توافق جهاز المناعة وتخثر الدم للخنزير 3.0 مع الجهاز المناعي البشري وتم القضاء على الفيروسات القهقرية داخلية المنشأ. وتظهر الخنازير المهندسة أيضًا وظائف فسيولوجية وخصوبة طبيعية.
وفي عام 2017، أنتجت يانغ وفريقها الدفعة الأولى من الخنازير الحية الخالية من الفيروسات القهقرية داخلية المنشأ، ما مهد الطريق لزرع الأعضاء بين الكائنات الحية. وفي عام 2018، ولد الخنزير 2.0، مما عالج المخاوف بشأن التوافق المناعي بين الخنازير والإنسان.
وكانت الخنازير مرشحة واعدة بشكل خاص بسبب حجمها وخصائصها الفسيولوجية المماثلة للبشر. ولكن أحد أكبر مخاوف السلامة هو أن معظم الثدييات، بما في ذلك الخنازير، تحتوي على أجزاء متكررة كامنة من الفيروسات القهقرية في جينومها، وموجودة في جميع خلاياها الحية، وهي غير ضارة لمضيفيها الأصليين ولكنها يمكن أن تسبب المرض لأنواع أخرى.
وقالت يانغ إنهم يختبرون الآن وظائف الأعضاء والسلامة خلال دراسات الحيوانات الرئيسية قبل المرحلة السريرية.
وقال جيمس إف. ماركمان، رئيس قسم جراحة زرع الأعضاء في مستشفى ماساتشوستس العام والمؤلف المشارك للورقة، إن الخنزير 3.0 يظهر التقدم الحاسم نحو ما يمكن أن يكون خيارًا تحويليًا حقًا لملايين المرضى.
كما قام بتأليف الورقة باحثون من جامعة هارفارد وجامعة تشجيانغ الصينية وجامعة يوننان الزراعية ومستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة وشركة eGenesis للتكنولوجيا الحيوية ومقرها ماساتشوستس.
وقالت يانغ لوكالة أنباء شينخوا إن الفجوة في زراعة الأعضاء والسرطان وكوفيد-19 هي قضايا عالمية. وأشارت إلى أن فريقها يريد الحفاظ على اتصال وثيق مع العلماء والأطباء البارزين والوكالات التنظيمية في جميع أنحاء العالم، من أجل إنشاء منتجات معترف بها عالميا.
وقالت يانغ إن الدراسة ليست سوى الخطوة الأولى تجاه زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية. ويظل التوافق الوظيفي للأعضاء بين الأنواع يشكل تحديا للباحثين. كما لا نعرف ما إذا كانت أعضاء الخنازير المزروعة يمكن أن تعمل بشكل كامل مثل الأجهزة البشرية الأصلية في الحفاظ على إفراز الهرمونات والتوازن الأيضي.
ويقوم الباحثون حاليا باختبار ما إذا كانت الرئيسيات التي خضعت لعمليات زرع كلى خنازير قادرة على الحفاظ على توازن الماء والملح لأجسامها.
وأشارت يانغ إلى أن زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية تواجه أيضا تحديات في الأخلاق والإشراف التنظيمي. "كيف يمكننا أن نوازن بين المبادئ الأخلاقية للحيوان وإمدادات الأعضاء؟ كيف يمكننا الإشراف على معاهد البحوث وتوجيهها في تطوير التقنيات ذات الصلة بطريقة نشطة ومسؤولة؟ هناك أسئلة تحتاج إلى إجابة".
وأشارت إلى أن اللوائح والمبادئ التوجيهية الأخلاقية والوعي العام تأتي عادة بعد تقدم التكنولوجيا. ويجب على الباحثين التفكير في هذه الأسئلة وتبادل منطقهم للتفكير، لدفع هذه التكنولوجيا حقا حتى تتمكن من تغيير المجتمع.