إعلام أمريكي: 7 دقائق من الهراء لترامب في الأمم المتحدة |
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا مدته 7 دقائق أثناء المناقشة العامة للدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في 22 سبتمبر الجاري. لكن خلال خطابه القصير، ذكر ترامب الصين 11 مرة، وأعاد مجددا تحميل الصين المسؤولية على الوباء. وهناك من وصف خطاب ترامب بأنه 7 دقائق من الهراء.
حينما كان ترامب يلقي خطابه، تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد 19 في الولايات المتحدة 200 ألف شخص؛ كانت مدينة نيويورك، التي كان من المفترض أن تحتضن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة، غارقة في الوباء. وكانت الصين قد أبلغت منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة ودول أخرى بالوباء فور اكتشافها له، وشاركت التسلسل الجيني للفيروس مع دول العالم في أسرع وقت ممكن. لكن لأكثر من نصف عام، ظلّت ادارة ترامب تتجاهل المعلومات الواردة إليها من الصين. كما ظل من هم في السلطة يتجاهلون الحياة ولا يحترمون العلم، لتتحول أرقام الوفيات التي تجاوزت سقف المئتي ألف، علامة على الفشل الأمريكي. لكن من أجل المصالح الانتخابية، يلجأ بعض الساسة الأمريكيين، إلى اتهام الصين وتشويهها في محاولة للتهرب من مسؤولياتهم والتغطية على تقصيرهم في مواجهة الوباء.
وأشارت بي بي سي وغيرها وعدة وسائل اعلام أجنبية، أن خطاب ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة مثل خدعة أخرى، تهدف إلى تضليل الناخبين. ومحاولة أخرى منه لصرف النظر عن فشله في احتواء الوباء.
وفي الحقيقة، إن الأكاذيب الأمريكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تخرج عن المألوف ولم تقدم شيئا جديدا. وإلى جانب أنها كانت عارية من الصحة، فهي لم تثر الاهتمام أيضا. بل مثلت استعراضا سياسيا على مسرح دولي، يعكس روح الهيمنة المترسخة لدى أمريكا، كقوة عظمى وحيدة ومسيطرة على العالم.
قبل خمسة وسبعين عامًا، اتفقت مختلف دول العالم، على انشاء منظمة الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الدولية الأكثر عالمية وتمثيلية وسلطة، في مسعى "إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب التي عانت منها البشرية مرتين." وبعد خمسة وسبعين عامًا، وفي وقت بات العالم يحتاج فيه إلى الوحدة والتعاون مرة أخرى، نرى كيف أن الولايات المتحدة لا تتراجع عن مسؤوليتها كقوة عظمى فحسب، بل وتدعو إلى الأحادية من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتحدث عن العقوبات وتحرض على الصراعات. وفي 11 سبتمبر، أجازت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى الوحدة في مكافحة الوباء بأغلبية ساحقة. لكن الولايات المتحدة صوتت ضده بشكل تعسفي ووقفت على الضفة الأخرى ل 169 دولة. وفي خطاب قصير مدته 7 دقائق، لم يتردد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن نشر "الفيروس السياسي" بشكل تعسفي في محاولة للضغط على جميع الدول.
ليس هناك بلد له الحق في السيطرة على الشؤون العالمية والتحكم في مصير البلدان الأخرى. وقد غادر المجتمع الدولي شريعة الغاب منذ زمن، وآن للولايات المتحدة أن تستيقظ من أحلامها. وازدراء رحاب الأمم المتحدة أمر غير مقبول، وجميع دول العالم لن تقبل بمنطق الهيمنة.