تعليق: تطوير اللقاحات يجب أن لايتحول إلى سباق ومنافسة

سيكون بامكان العالم اعلان النصر على الوباء، حينما يتخلص آخر بلد في العالم منه. ولذا يجب على المجتمع الدولي تعزيز التعاون في مجال بحث وتطوير اللقاحات، بدلاً من تبادل التهم واللوم والتصرف بأنانية واحتكار الموارد الطبية.

مازالت جائحة فيروس كورونا المستجد في مرحلة الانتشار العالمي الواسع، ولذا فإن اللقاح سيلعب دورا رئيسيا في انتصار البشرية النهائي على الوباء. وهوما يستوجب التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الربحية والشركات لتسريع الأبحاث في مجال اللقاحات وتطويرها. ومع ذلك، يحاول قادة بعض البلدان احتكار لقاحات طورتها شركات بلدان أخرى وانتزاع براءات اختراع إنتاج اللقاح. وقد تسببت هذه التصرّفات الأنانية من بعض قادة العالم في تسييس الوباء وأضرّت بالوحدة العالمية في مكافحة الوباء والحفاظ على أمن الصحة العامة.

يجب أن تصبح اللقاحات منتجًا عالميا عامًا، وأن تكون درعًا دفاعيًا ضد المرض في جميع أنحاء العالم، ويجب ألا تصبح أبدًا سلاحًا للهجوم وإلقاء التهم. وقد دعا مؤتمر القمة العالمية للقاحات الذي عقد في يونيو من هذا العام الحكومات والمنظمات الدولية إلى العمل معًا لجمع الأموال لدعم التطعيم. وصوتت الجمعية العامة الرابعة والسبعون لإصدار قرار شامل بشأن فيروس كورونا المستجد منذ وقت ليس ببعيد، داعية الدول الأعضاء إلى الالتزام بتقديم وسائل التشخيص وطرق العلاج والأدوية واللقاحات عالية الجودة والآمنة والفعالة، في الوقت المناسب وبأسعار معقولة. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش على ضرورة اعتبار اللقاحات "منتجًا عامًا عالميًا"، مؤكدا على أن فيروس كورونا المستجد لا يعرف الحدود. كما دعا إلى معارضة احتكار اللقاحات. ودعت منظمة الصحة العالمية بشكل متكرر إلى تجنب التنافس في عملية تطوير وإمداد اللقاحات. وطلبت من العالم تعزيز التضامن والتعاون من أجل تقاسم المخاطر والفوائد، وإيجاد لقاح جديد آمن وفعال. حيث جسّدت هذه الأصوات التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي وأثبتت بشكل كامل أنه فقط من خلال الوحدة والتعاون ودعم قيم الإنصاف والعدالة في بحث وتطوير وإنتاج وتوزيع اللقاحات، يمكننا حماية المصالح المشتركة للعالم بشكل أفضل.

وقد عملت الصين من جهتها على المساهمة بشكل نشط في بحث وتطوير اللقاحات ومشاركة النتائج مع الدول الأخرى. حيث تمكن الباحثون الصينيون بسرعة قصوى من عزل وتحديد سلالات الفيروس ومشاركة تسلسل الجينوم الكامل للفيروس مع منظمة الصحة العالمية. مما وفر أساسًا مهمًا للعلماء في جميع أنحاء العالم لإجراء أبحاث الأدوية واللقاحات والتشخيص. وشدد الرئيس شي جين بينغ على المبادرة الصينية في العديد من المناسبات الدولية: "بعد انهاء عملية تطوير اللقاح وطرحه للاستخدام، سيتم اعتماده كمنتج عام عالمي، لتقديم المساهمة الصينية في تحقيق إمكانية وصول الدول النامية إلى اللقاح وقدرتها على تحمل تكاليفه... يجب جعل اللقاحات ميسورة التكلفة ومتاحة لجميع البلدان وجميع اسكان العالم ... وقد دخلت الصين بالفعل في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للعديد من اللقاحات، وستُستخدم هذه اللقاحات كمنتج عام عالمي بعد اكتمال البحث والتطوير ووضعه موضع الاستخدام، وستعطى الأولوية للبلدان النامية. " كما أكد الرئيس الصيني، على استعداد الصين لإعطاء الأولوية للبلدان الأفريقية في الوصول إلى اللقاح الصيني بعد الانتهاء من تطويره، واستخدامه بنجاح.

وتمتلك الصين في الوقت الحالي 11 لقاحا لفيروس كورونا المستجد قيد التجارب السريرية، منها 4 لقاحات دخلت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وقامت شركات اللقاحات الصينية بتوقيع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات في العديد من البلدان لتنفيذ التجارب السريرية للمرحلة الثالثة بشكل مشترك.

ان الفيروس لايعترف بالحدود، وتطوير اللقاحات يجب أن لايتحول إلى سباق ومنافسة، لأن انتصار العالم على الوباء لن يتحقق إلا عند تخلص اخر دولة في العالم من الوباء نهائيا. ولذا يجب على المجتمع الدولي تعزيز التعاون في مجال بحث وتطوير اللقاحات، بدلاً من تبادل التهم واللوم والتصرف بأنانية واحتكار الموارد الطبية. ومن جهتها ستعمل الصين بجد على الايفاء بالتزاماتها في كفاح العالم من أجل القضاء على فيروس كورونا، بمشاركة لقاحاتها وخبراتها، لترسيخ روح المصير المشترك للبشرية.