الأمم المتحدة 29 سبتمبر 2020 (شينخوا) أسدل الستار على المداولات العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بشكل إيجابي حيث أعربت الغالبية العظمى من قادة العالم والمندوبين الوطنيين عن دعمهم القوي للتعددية والأمم المتحدة.
وقال فولكان بوزكير، رئيس الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ختام أعمال القمة الافتراضية:" أظهر قادتنا السياسيون التزامهم إزاء التعددية والأمم المتحدة من خلال حضورهم الافتراضي. وأكدت الغالبية العظمى هذا الالتزام في خطاباتهم".
وأضاف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "اعترف الكثيرون أن التعددية تمثل النظام الأكثر فاعلية لمواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ".
وفي إشارة إلى أن الاجتماع "كان موضوعيا واستثنائيا"، حيث لم يتمكن قادة العالم لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة من الحضور الشخصي، شدد بوزكير على أن "ذلك لم يمنع التعددية من العمل على أعلى المستويات".
وقال إن "رؤساء الدول والحكومات والوزراء وضعوا جدول أعمال كاملا، لا يدعم الأولويات التي حددتها فحسب، بل يوفر أيضا إرشادات محسّنة بشأن الخطوات اللازمة للتغلب على التحديات التي نواجهها"، مشيرا إلى أن "السمة المضافة للتصريحات التمهيدية للمندوبين الدائمين كانت رائدة وحافظت على روح المناسبة".
وبينما أكد بوزكير أنه يمكن للدول ذات السيادة أن تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة، أوضح أن" القادة كانوا واضحين في أن الحلول، في عالم مترابط ومتشابك، لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الإجراءات المتعددة الأطراف، في وجود الأمم المتحدة في المركز".
وأعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن "يعتمد بشدة" في العام المقبل والأشهر المقبلة على الدول الأعضاء وقادتها لدعمه في هذا الصدد.
وقال: "أحثكم على البقاء إيجابيين والنظر إلى الصورة الأكبر. هناك شيء واحد واضح: نحن أقوى معا"، مؤكدا أن المشاورات العالمية خلال الدورة كشفت أن هذا هو بالضبط ما يريده الناس في جميع أنحاء العالم.
وشدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على "تضامن أكبر، وتعاون وتنسيق دولي أقوى، وأمم متحدة أكثر قوة".
وفي حديثه عن كوفيد-19، قال بوزكير إن "الدعوة إلى التضامن من المستحيل تجاهلها في سياق الجائحة الحالية".
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "أشارت كل دولة عضو في بياناتها إلى العواقب الكارثية لهذا المرض. كان هناك اعتراف واضح بأن المرض الذي يتجاهل الحدود العالمية يتطلب حلا يخدمنا جميعا. لقد واجهنا جميعا التحديات الناشئة عن الوباء".
وأشار إلى أن "الإجراءات الأحادية الجانب فشلت في وقف انتشاره"، مؤكدا "الحاجة إلى بذل جهود كبيرة لمكافحة الوباء الحالي والاستعداد للصدمات الصحية في المستقبل".
وفي حديثه عن "القضايا الثلاث" التي سيتناولها خلال رئاسته، سردها بوزكير بالترتيب قائلا: "أولا، نظام الإنذار المبكر: تهيئة الظروف لمنع ظهور مرض آخر؛ ثانيا، الشمولية في مناهج التعامل مع الأزمة؛ وثالثا، المساواة في الحصول على اللقاحات المستقبلية".
ودعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: "في الدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوباء في وقت لاحق من هذا العام، أشجعكم على تقديم حلول سياسية بشأن هذه القضايا الثلاث، لتعزيز التعاون وإعادة العالم إلى المسار الصحيح باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وقال: "إنني أؤيد بشدة الدعوة إلى توزيع اللقاحات بشكل عادل، ليس فقط من منظور عملي، ولكن أيضا من منظور أخلاقي".
وانتقل بوزكير إلى التعافي من الجائحة، قائلا إن كوفيد-19 هو اختبار عملي "كشف عن نقاط ضعفنا والمجالات التي يجب علينا تعزيزها معا".
وأضاف "لقد سررت لسماع العديد من الدول الأعضاء تعترف بفرصة إعادة البناء بشكل أفضل لذا فنحن أكثر استعدادا للأزمة المستقبلية. نعلم جميعا أنه يجب علينا بناء المرونة الآن للاستعداد لما سيأتي غدا. ونعلم أن لدينا خارطة طريق لتحقيق ذلك: أجندة 2030".
وتابع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "لذا، أرحب بالدعم الساحق الذي أظهره القادة تجاه أهداف التنمية المستدامة وعقد العمل كأفضل طريقة للقضاء على الفقر وإنقاذ الكوكب وبناء عالم أكثر سلاما".
وفي إشارة إلى تغير المناخ والعمل المناخي، قال بوزكير إن "العديد منكم يتخذون خطوات لتقديم مساهمات مُحسَّنة محددة وطنيا قبل كوب 26 (مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسغو) في العام المقبل، وهو ما أرحب به بحرارة. لكنني أشجع الآخرين على اتباع وتعزيز الجهود نحو كوب 26 في غلاسغو".
وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد أدت الجائحة إلى تحويل الموارد والاهتمام. لكن تغير المناخ لا يزال يمثل أكبر تهديد طويل الأجل للبشرية. ومع استعار الحرائق، وارتفاع مستويات سطح البحر، وفقدان التنوع البيولوجي، هناك حاجة ملحة إلى مواصلة أهدافنا المناخية ودمجها في خططنا لإعادة البناء بشكل أفضل من الجائحة".
وقال "سأعمل معكم بشكل وثيق لجعل كوب 26 علامة بارزة في سعينا المتبادل لمواجهة تحديات المناخ. كما أتطلع إلى مناقشة أهمية التنوع البيولوجي، لا سيما فيما يتعلق بالأمراض، في أول قمة للتنوع البيولوجي للأمم المتحدة غدا".
وفيما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين، قال بوزكير إن مخاوف المتحدثين "قائمة على أسس جيدة بالنظر إلى العواقب المدمرة للصراعات المختلفة في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "لقد أدت الجائجة قط إلى تفاقم هذا الوضع. وبصفتي ممثل الأعضاء ككل، وضمن ولايتي، أعتزم متابعة الإلحاح الذي حددتموه مع مجلس الأمن والأمين العام".
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "بعد 75 عاما من تأسيس هذه المنظمة، لا تزال الصراعات محتدمة في جميع أنحاء العالم، ولا تزال هناك العديد من الأزمات طال أمدها بدون حل. يمكننا إيجاد حلول عملية، إذا تضافرت الجهود، لمنع عدم الاستقرار وتحقيق السلام الدائم" .
وفي إشارة إلى دعوة وقف إطلاق النار التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة في مارس، قال بوزكير "الآن هو وقت التنفيذ"، مضيفا "يرجى دراسة الآثار اليومية لهذه النزاعات المدمرة على المدنيين العاديين، بما في ذلك بعض الفئات الأكثر ضعفا، مثل النساء والأشخاص النازحين".
وفيما يتعلق بالانتشار النووي، قال إنه يشكل "مصدر قلق رئيسيا"، مضيفا أنه يرحب باتخاذ خطوات باتجاه نزع السلاح النووي، بما في ذلك دعم خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني).
وقال "إنني أرحب بالتزام الدول الأعضاء المستمر بمناطق خالية من الأسلحة النووية والتصديق على معاهدات نزع السلاح وعدم الانتشار وتنفيذها".
وأشار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن "السلام هو أكثر من مجرد غياب للحرب، لكنني شعرت بالتشجيع عندما سمعت بالالتزام القوي بنزع السلاح، وهو أداة حاسمة في منع نشوب النزاعات، إلى جانب الدبلوماسية الوقائية"، مضيفا "أدرك أيضا أن تحقيق توافق في الآراء بشأن هذه القضايا صعب. هناك حاجة لجهود حثيثة لتجاوز الانقسامات وأنا مستعد للعمل معكم ومع مجلس الأمن والأمين العام للمساعدة في إزالة الفجوات وتحسين الثقة".
وقال "أتطلع إلى مناقشة هذا الأمر بمزيد من التفصيل خلال الاجتماع الكامل رفيع المستوى بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له في يوم الجمعة الموافق 2 أكتوبر".
وبعد أن اختتم بوزكير تصريحاته حول التحديات التي قال إنها هائلة، قال إن "إمكانيات الحلول" هائلة أيضا، مؤكدا أنه "بالعمل معا، يمكننا التغلب عليها. يجب أن نكون شاملين قدر الإمكان في مداولاتنا".
وقال بوزكير "لم تحقق الأمم المتحدة بعد المساواة بين الجنسين. لا يمكننا أن نتقاعس. أعول على دعمكم في الأول من أكتوبر، حيث نحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة".
وأوضح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه خلال فترة ولايته، سيسعى "لإشراك المجتمع المدني بطريقة هادفة لسماع مجموعة متنوعة من الأصوات".