القاهرة 12 أغسطس 2019 (شينخوا) أكد السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ أنه على الرغم من المسافة الجغرافية البعيدة التى تفصل بين الصين ومصر، إلا أنه تربط بينهما الثقة المتبادلة والدعم المتبادل والفهم المتبادل، منوها بأنه عندما تعاني مصر من المحن، تقف الصين دائما إلى جانبها لدعم قضاياها العادلة.
وقال لياو الذي تولي مهام منصبه أخيرا، في مقال كتبه بجريدة ((الأهرام)) كبرى الجرائد الرسمية المصرية نشر في عددها الصادر اليوم (الإثنين) تحت عنوان "مستقبل مشرق للتعاون الصينى المصرى (1)"، إن سفارة الصين لدى مصر تقع على ضفاف نهر النيل الجميل الذى يعتز ويفتخر الشعب المصرى به، ويمثل نهر النيل النهر الأم المصرى الذى ولدت الحضارة المصرية العظيمة فى حضنه.
وأضاف أنه وبالنسبة إلى الأبناء الصينيين، النهر الأصفر هو النهر الأم لهم الذى يعد مهد الأمة الصينية والحضارة الصينية، منوها بأن النهر الأصفر ونهر النيل قد وهبا للأمتين الصينية والمصرية صفات الذكاء والاجتهاد والمتانة والشجاعة والمودة التى نحتاج اليها اليوم كشروط مسبقة لبناء العالم المتناغم.
وطرح السفير الصيني بالقاهرة فرضية لا يمكن تحقيقها جغرافيا قائلا "اسمحوا لى أن أقدم فرضية لا يمكن تحقيقها جغرافيا: كيف ستكون القصص بين الحضارتين الصينية والمصرية، إذا التقي النهر الأصفر مع نهر النيل؟".
وأوضح أن أسرة هان الملكية الصينية أوفدت مبعوثا إلى الاسكندرية، ولعب التبادل التجارى عبر طريق الحرير القديم دور جسر التواصل بين الصين ومصر قبل أكثر من 2100 سنة، ابتداء من عهد أسرة تانغ الملكية الصينية، انتقل الخزف والحرير وصناعة الورق والطباعة من الصين إلى مصر تدريجيا من خلال طريق الحرير القديم.
وأكد لياو أنه عندما تعاني مصر من المحن، تقف الصين دائما إلى جانبها لدعم قضاياها العادلة، خلال حرب قناة السويس فى أكتوبر العام 1956، قال الرئيس الصيني الأسبق ماو تسي دونغ "إن الصين تدعم بثبات جهود الرئيس جمال عبدالناصر فى تأميم قناة السويس، مشيدا بأنه بطل البلاد"، كما نظم أهالى بكين مظاهرات تعبيرا عن الدعم للشعب المصري.
وقال "لن ننسى الدعم المصرى المهم لاستعادة المقعد الشرعى لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة فى سبعينيات القرن الماضي".
وأكد السفير الصيني لدى مصر أنه على الرغم من المسافة الجغرافية البعيدة التى تفصل بين الصين ومصر، إلا أنه تربط بينهما الثقة المتبادلة والدعم المتبادل والفهم المتبادل، وفي القرن الـ21، تشهد العلاقات الصينية المصرية طفرة كبيرة تحت رعاية رئيسي البلدين.
وأضاف أنه فى العام 2014، قام فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي بزيارته الرئاسية الأولى إلى الصين، حيث تمت ترقية العلاقات الصينية المصرية إلى مستوى علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة، الأمر الذى أدخل التعاون الصينى المصرى إلى طريق سريع، وأثني فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي على العلاقات الصينية - المصرية قائلا إنها تعتبر نموذجا يحتذى للعلاقات بين دول العالم.
وأوضح لياو أنه في يناير العام 2016، قام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بالزيارة التاريخية لمصر، حيث أصدر الجانبان البرنامج التنفيذى لتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة الصينية - المصرية الذى يساهم فى إحلال التنمية الشاملة والمتسارعة للعلاقات الصينية المصرية وتسريع وتيرة مشاركة مصر في بناء الحزام والطريق، فمنذ توليه رئاسة الجمهورية، قام فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بست زيارات إلى الصين وعقد تسعة لقاءات مع فخامة الرئيس الصيني الأمر الذى أرشد العلاقات الثنائية إلى حقبة جديدة.
وقال "أشعر بالشرف العظيم والمسئولية الكبيرة، بصفتي سفير جمهورية الصين الشعبية الـ17 لدى جمهورية مصر العربية، يشبه العمل الدبلوماسى سباق التتابع، وأنا مصمم على حسن أداء مهمتي على أساس ما قام به أسلافي من الأداء الممتاز، مستعدا لبذل قصارى الجهد لتنفيذ التوافق المهم الذى توصل إليه فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وفخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي".
ونوه السفير الصيني بالقاهرة بأن التعاون الصيني المصرى يتقدم إلى الأمام، مثل النهرين المتدفقين، الآن يشهد العالم تغيرات غير مسبوقة، وتمر العلاقات الصينية المصرية بمرحلة تاريخية جديدة، الأمر الذى يحملنا مسئولية جديدة، حيث تعمل مصر على التنمية والإصلاح بخطى متسارعة، ويقفز معدل النمو الاقتصادى المصرى إلى مقدمة دول العالم.
وأشاد بأن الربط الوثيق بين رؤية مصر 2030 ومبادرة الحزام والطريق يضفي مزيدا من القوة المحركة على استدامة تطور علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة الصينية المصرية.
وأوضح لياو أنه يصادف هذا العام الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية التى تخطو نحو الاشتراكية ذات الخصائص الصينية فى العصر الجديد بخطوات حثيثة، وتمر حاليا الصين ومصر بمرحلتهما التنموية الحاسمة، حيث يفتح تطابق إستراتيجياتهما التنموية آفاقا أوسع للتعاون بينهما.