بيروت 8 أغسطس 2019 (شينخوا) شجبت (هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية) في بيان اليوم (الخميس) بيانا كانت أصدرته السفارة الأمريكية في بيروت يوم أمس الأربعاء حول أحداث (قبرشمون) في جبل لبنان وقالت إنه يعد "تدخلا في الشؤون الداخلية" و "سعي لاثارة الفتنة".
وكانت سفارة الولايات المتحدة في لبنان قد أعلنت في بيان يوم أمس أنها تدعم إجراء معالجة قضائية عادلة وشفافة ودون أي تدخل سياسي، في أحداث عنف الجبل، مشددة على رفضها أي محاولة لاستغلال الحادثة بهدف تعزيز أهداف سياسية، وأنها أبلغت السلطات اللبنانية أنها تتوقع أن يتم التعامل مع هذه الأزمة بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية.
واندلعت أحداث عنف مسلحة في 30 يونيو الماضي في منطقة الجبل لدى محاولة مناصري (الحزب التقدمي الاشتراكي) بزعامة وليد جنبلاط قطع عدد من الطرق احتجاجا على تصريحات لوزير الخارجية ورئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل خلال زيارة قام بها إلى عدد من قرى الجبل اعتبرت مثيرة للفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز.
وأدت الأحداث إلى مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عضو (الحزب الديمقراطي اللبناني) وحليف باسيل، إضافة إلى جرح آخرين من الحزبين (الديمقراطي) و (الاشتراكي) وكلاهما يمثلان الطائفة الدرزية.
وفي حين يعتبر (الحزب الديمقراطي) و (التيار الوطني الحر) أن حادث (قبرشمون) كان "كمينا" يستهدف الوزير الغريب والوزير باسيل ينفي (الحزب الاشتراكي) هذا الاتهام.
وقال بيان هيئة تنسيق لقاء الأحزاب إن بيان السفارة "يشكل تدخلا سافرا وفظا في الشؤون الداخلية للبنان، وسعيا واضحا لإثارة الفتنة عبر إذكاء الصراعات ودعم الأطراف الموالية لها ضد أطراف أخرى، والتشكيك بدور ونزاهة القضاء اللبناني".
واعتبرت الهيئة أن "التدخل الأمريكي يرتقي إلى مستوى الإعتداء على سيادة واستقلال لبنان".
وأكدت أن تدخلات السفارة لمنع لبنان من الاستقرار تحول دون تحرره من براثن السيطرة والهيمنة الاستعمارية الأمريكية التي تحظر على لبنان تسليح جيشه والحصول على المساعدات اللازمة لحل أزماته، كما تحظر عليه إعادة توطيد علاقاته المميزة مع سوريا وإعادة النازحين إليها.
وطالبت الهيئة "وزير الخارجية جبران باسيل باستدعاء السفيرة الأمريكية في لبنان وتوجيه التحذيرات الشديدة لها، ووضع حد لكافة أشكال التدخل السافرة في شؤون لبنان الداخلية، من خلال تخطي الأصول والأعراف الدبلوماسية".
بدوره، أدان (حزب الله) في بيان بشدة موقف السفارة الأمريكية واعتبره تدخلا "سافرا وفظا" في الشؤون الداخلية اللبنانية، و"يشكل إساءة بالغة للدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية".
ورفض الحزب "تدخل السفارة في نزاع سياسي محلي وقضية مطروحة أمام القضاء اللبناني القادر منفردا على القيام بواجباته على أكمل وجه".
وأضاف الحزب في بيان أن "غاية السفارة الأمريكية هي اضفاء المزيد من التعقيد على الأزمة الراهنة... ومحاولة تعميق الانقسام في الوضع الداخلي اللبناني".
في المقابل، رأى (الحزب التقدمي الاشتراكي) في بيان علق فيه على الموقف الأمريكي بأنه "يعكس نظرة الغرب القلقة تجاه ما يحدث في لبنان من تدجين وتدخل سافر في شؤون القضاء ومحاولة تركيب ملف غير مطابق لنتائج التحقيقات".