عدن، اليمن 6 أغسطس 2019 (شينخوا) تواصلت الاحتجاجات الغاضبة التي نظمها مؤيدي الانفصال في محافظة عدن جنوب اليمن اليوم (الثلاثاء) لليوم الثاني على التوالي، للتنديد بالهجوم الصاروخي الأخير الذى ضرب قاعدة عسكرية في المدينة الساحلية.
وتجمع مئات من المحتجين المؤيدين للانفصال في الساحة العامة (ساحة العروض) في حي خور مكسر بعدن للتعبير عن غضبهم إزاء الهجومين المميتين قبل أيام، مما أدى إلى مقتل العشرات من الجنود الجنوبيين.
وحضر زعماء قبائل الجنوب، يؤيدون الانفصال، المظاهرة وتعهدوا بمواصلة الاحتجاج والتصعيد ضد "جماعة الحوثي والمتعاونين معهم في داخل المؤسسات بمحافظة عدن"، كم هددوا بطرد الحكومة اليمنية من مقرها في جنوب اليمن.
وفي وقت سابق اليوم، عقد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك مؤتمرا صحفيا، حيث ألقى باللوم على الأحزاب السياسية الموالية للحكومة لتعاونها مع الحوثيين الذين هاجموا عدن بصاروخ باليستي يوم الخميس الماضي.
وقال بن بريك "لقد شكلنا لجنة عليا للتحقيق في الهجوم على قاعدة للجيش وتم إرسال أجزاء من الصاروخ إلى التحالف الذي تقوده السعودية لفحصه وقد تم تحديد نوعه".
وأضاف أن "الصاروخ الباليستي أطلق من منطقة مجاورة في الضواحي الشمالية الغربية من عدن"، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى بسبب استمرار التحقيق في الحادثة.
وكان الهدف من إطلاق الصاروخ الحوثي هو اغتيال جميع القادة السياسيين الجنوبيين رفيعي المستوى وضباط الجيش، بمن فيهم قائد قوات التحالف التي تقودها السعودية في عدن، بحسب ما صرح به هاني بن بريك خلال المؤتمر الصحفي.
وأضاف "أنهم (الحوثيون) والجهات المتعاونة معه كانوا يخططون لقصف العرض العسكري في اللحظات الأولى لكي يتم قتل جميع القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية بمن فيهم قائد قوات التحالف العربي لكن ذلك حدث بينما كان قائد التحالف الذي تقوده السعودية على وشك الدخول إلى قاعدة الجيش وعاد من بوابة المعسكر لحظة وقوع الانفجار".
وتعهد القائد المؤيد للانفصال بمواصلة دعم التحالف الذي تقوده السعودية في القتال ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن.
لكنه توعد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليآ بالطرد من عدن، مشيرا إلى أن احتجاجات سلمية ستطالب بذلك وسيتولى المجلس الانتقالي حماية المتظاهرين.
وبعد المؤتمر الصحفي، تدفقت أعداد كبيرة من المتظاهرين من المقاطعات الجنوبية المجاورة وانضمت إلى المظاهرة في ميدان ساحة العروض بعدن.
وتوعد عدد من زعماء القبائل الجنوبية بطرد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من عدن خلال الأيام المقبلة، متهمين بعض أعضائها بتسريب معلومات إلى الحوثيين في صنعاء.
وقالوا في بيان إن "تعاون بعض المسؤولين في الحكومة، وخاصة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ساعد الحوثيين في مهاجمة عدن".
وجاب المتظاهرون الغاضبون أحياء عدن مطالبين بالتصعيد العسكري ضد المتمردين الحوثيين والمتعاونين المحليين المتمركزين في المدينة الساحلية الجنوبية.
وأكدت السلطات الطبية المحلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن حوالي 58 شخصا لقوا حتفهم نتيجة لهجوم الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون وتفجير سيارة مفخخة ضد موقعين مختلفين في عدن.
وفي يوم الخميس الماضي، سقط صاروخ باليستي أطلق من قبل الحوثيين على عرض عسكري أقيم في قاعدة الجلاء العسكرية التابعة لقوات الدعم والاسناد في منطقة البريقة بعدن، مما أسفر عن مقتل العشرات بمن فيهم كبار القادة العسكريين الجنوبيين.
وفي مكان آخر في عدن، استهدف تفجير عنيف بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية مركزا للشرطة في حي الشيخ عثمان وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود في مكان الحادث.
وجاب المتظاهرون الغاضبون العديد من أحياء عدن وطالبوا " قادة الجيش الجنوبي بتصعيد الموقف عسكريا ضد الحوثيين والذين أعلنوا مسؤوليتهم عن مهاجمة عدن"، وطالبوا بطرد "الحكومة التي يسيطر عليها حزب الاخوان المسلمين الإصلاح".
وقال أحد المتظاهرين خلال المظاهرة المناهضة للحوثيين "نطالب بالانتقام والثأر لقتل جنودنا وقادتنا".
ويخشى المراقبون اليمنيون من أن تؤدي الهجمات المميتة الأخيرة، خاصة هجوم الصاروخ البالستي الحوثي على عدن، إلى مزيد من التصعيد العسكري في الدولة العربية التي مزقتها الحرب.
وتوقعوا أن يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للانفصال والذي يقود الآلاف من القوات المدربة تدريبا جيدا بشن مزيد من الهجمات ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ومنها مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر أو في أماكن آخرى للانتقام من هجمات عدن.
وذكرت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي ومقره عدن أن التحقيقات ما تزال جارية لاكتشاف المزيد من التفاصيل حول الهجمات القاتلة التي ضربت عدن.
وبعد أيام من الهجوم، تم نشر قوات الأمن المدعومة بالعربات المدرعة حول المنشآت الحكومية الرئيسية والقواعد العسكرية الموجودة في أحياء مختلفة من عدن.
كما أقامت قوات الأمن بنصب عدة نقاط تفتيش جديدة حول المداخل والتقاطعات الرئيسية في المدينة.
وتعتبر عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، حيث تقيم فيها الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية منذ العام 2015.
وتدور في الدولة العربية الفقيرة حربا أهلية منذ أواخر العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون معظم أنحاء البلاد واستولوا على جميع المحافظات الشمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء.