تقرير: الصين تعودت على المراوغة واللامصداقية الأمريكية

لم يمض وقت طويل على نهاية الجولة الثانية عشر من المفاوضات الصينية الأمريكية التي دارت في شنغهاي مؤخرا، حتى أعلنت الولايات المتحدة مجددا وبشكل أحادي عن إضافة 10% من الرسوم على ماقيمته 300 مليار دولار أمريكي من السلع الصينية المصدرة اليها. في هذا الصدد قام المعهد الوطني الصيني للدراسات التنموية والاستراتيجية لجامعة الشعب الصيني في 5 اغسطس الجاري بتنظيم ندوة أكاديمية تناولت الاحتكاكات التجارية الصينية الأمريكية. حيث أجمع المشاركون في الندوة على أن التصعيد الأمريكي الجديد للاحتكاكات التجارية يعكس مراوغة الجانب الامريكي وفقدانه للمصداقية، وأكدوا على أن زيادة الرسوم لا تخدم مصلحة الشعبين الصيني والأمريكي ومصالح شعوب العالم ولا تلائم اتجاه العولمة الاقتصادية. وفي ذات الوقت اشاروا إلى أن الاقتصاد الصيني يمتلك المرونة الكافية لمواجهة التحديات الخارجية، مؤكدين على ضرورة التمسك بالانضباط الاستراتيجي وتركيز الجهود على اتمام المهام الداخلية على أفضل وجه، وتحويل الضغوط الخارجية إلى قوة دفع عالية الجودة للتنمية.

ويرى تونغ جيا دونغ، نائب الرئيس السابق لجامعة نانكاي أن الادارة الأمريكية تتوهم بأنها تستطيع تدمير الاقتصاد الصيني والتجارة الخارجية الصينية مقابل خسارة مؤقتة يمكنها تحملها، وبالتالي إعادة الفارق في القوة الاقتصادية بينها وبين الصين ومواصلة الحفاظ على الهيمنة العالمية.

أما وانغ شياو سونغ، الباحث في المعهد الوطني الصيني للدراسات التنموية والاستراتيجية، فيرى أن الولايات المتحدة تعمل باستمرار على تصعيد الاحتكاكات التجارية، بهدف الحصول على أفضلية في التفاوض وانتزاع تنازل كبير من الصين. ويرى أن السبب الأعمق وراء ذلك هو عدم اعترافها بنموذج التنمية في الصين.

ونبّه الخبراء المشاركين في الندوة إلى ضرورة الحفاظ على الانضباط الاستراتيجي واتمام المهام المحلية على أحسن وجه وتعزيز التنمية السليمة، في مواجهة المناورات التجارية الأمريكية المستمرّة.

ويعتقد تونغ جيا دونغ أن أمريكا لن تتوقف عن قمع منافسيها طالما ظلت في وضع ملاحقة، وقد أثبتت التجربة التاريخية هذه النقطة مرارًا وتكرارًا. "لذلك يجب ألا يكون لدى الصين الاستعداد الذهني لحرب طويلة الأمد فحسب، بل يجب أن تتمتع بالشجاعة الكافية لمواجهة البيئة الخارجية المتغيرة باستمرار".

ورأى الخبراء المشاركون أن الاقتصاد الصيني يتمتع بمرونة قوية وفريدة من نوعها، كما أشاروا إلى أن الحكومة الصينية تمتلك حزمة من الأدوات السياسية الكافية والخبرة الغنية في التعامل مع الأزمات، بما يمكنها من كبح تأثير الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية.

كما شدّد الخبراء المشاركون على أن التعامل الفعال مع الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية، يستوجب اعتماد تنمية عالية الجودة ومنفتحة.