تجاوزت المظاهرات والحوادث العنيفة المتعمدة التي أقدمت عليها المعارضة في هونغ كونغ لأكثر من شهر نطاق المظاهرات السلمية، وابتعدت عن مسار التعبير عن المطالب وشوهت الحادث نفسه. وكما نعلم جميعًا، تعود أسباب اندلاع المظاهرات الى اقتراح تعديل قانون المجرمين الهاربين والمساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية من قبل حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وبالرغم من اعلان الأخيرة عن تعليق التعديلات وتوقف العمل التشريعي المقابل تمامًا، إلا أن العناصر المتطرفة لم تتوقف عن المظاهرات، وأنما كثفت الحوادث أيضا، حيث أقدموا على إغلاق مكتب الحكومة المركزية للاتصال بهونغ كونغ ، ودنسوا الشعار الوطني، وحاصروا مركز الشرطة، وضربوا الشرطة، وأهانوا العلم الوطني، بل وصاحوا بشعار "استقلال هونغ كونغ" في تجمع غير قانوني، ما تلف حكم القانون في هونغ كونغ، ولمسوا أيضًا مبدأ "دولة واحدة ونظامين". وهناك دلائل تشير الى أن العناصر المتطرفة العنيفة لا تهدف إلى مناهضة تعديل القانون، وإنما ببساطة تدمر هونغ كونغ وتدمر "دولة واحدة ونظامين".
لن تتسامح أي حضارة أو مجتمع سيادة القانون مع تفشي العنف. لقد رأينا تعرض شرطة هونغ كونغ كحارس للنظام الاجتماعي لضغط هائل طوال فترة انتشار المظاهرات. وقد وافقت شرطة المنطقة الإدارية الخاصة دائمًا على إقامة المظاهرات السلمية وتقديم المساعدة اللازمة وفقًا للقانون في هونغ كونغ. ومع ذلك، استخدمت العناصر المتطرفة العنيفة المسيرة السلمية كغطاء، لتخطوا فيها كل مرة القاعدة الأساسية لسيادة القانون، وهاجموا الشرطة بالطوب وقضبان الحديد وحتى القنابل الحارقة، واستخدموا السوائل السامة والضارة، والمساحيق لمهاجمة الشرطة، بل وأصابت الشرطة بأفعال مروعة أيضا، كما قاموا بالتحريض على كراهية الشرطة ولعنوا أفرادها أيضا. ولا تزال شرطة هونغ كونغ متمسكة بواجبها وتفانيها في ظل المعاناة الشخصية والعائلية على حد سواء، فهي رائعة ومهنيتُها العالية تستحق الثناء من شعب هونغ كونغ.
هددت أعمال العنف بشكل خطير السلامة العامة لهونغ كونغ، ولها تأثير خطير على سيادة القانون والنظام الاجتماعي والمعيشة الاقتصادية والصورة الدولية. وقد كانت صناعة التجزئة أول من يعاني، وتراجع حجم مبيعاتها بشكل حاد لأكثر من شهر. وأن ما يقلق الناس هو احتمالية تدمير استمرار هذه الحوادث المتكررة أساس سيادة القانون وبيئة الأعمال والنظام الاجتماعي والقاعدة الاقتصادية الأخرى لهونغ كونغ. ومن منظور الوضع الحالي، فإن وقف العنف بشكل فعال لا يعتمد على شرطة هونغ كونغ بمفردها فقط، وإنما يجب على الجميع في هونغ كونغ أن يدرك خطورة الوضع الحالي، وأن يتصرفوا بشكل كامل، وأن يقفوا ضد العنف ويقاوموه، وأن يقولوا بحزم "لا" للقوى التي تحاول تدمير "دولة واحدة ونظامين"، والتوقيف بحزم نشر العبث وتدمير هونغ كونغ وتدميرها، ودعم بحزم فرض شرطة هونغ كونغ القانون بصرامة لوقف العنف.
هونغ كونغ هي هونغ كونغ الصينية. ويرتبط ازدهار واستقرار هونغ كونغ برفاهية أكثر من 7 ملايين مواطن، ويتعلق بسيادة البلد وأمنه ويرتبط بمستقبل ومصير "دولة واحدة ونظامين". وأن الحكومة المركزية تدعم بقوة شرطة هونغ كونغ والإدارات ذات الصلة والقضاء في معاقبة الانتهاكات العنيفة ومحاكمة المسئولية الجنائية للمجرمين.