عدن، اليمن 20 فبراير 2019 /أعلنت الأمم المتحدة أن ممثلين من الأطراف المتحاربة في اليمن وافقوا على بدء المرحلة الأولى من عملية سحب القوات من مدينة الحُديدة الواقعة على البحر الأحمر.
وذكرت الأمم المتحدة أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن سحب القوات المتحاربة من ميناء الحديدة الرئيسي وميناءين صغيرين، ومنشأة تابعة للأمم المتحدة تحتفظ بحبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.
ومع ذلك، فإن فرص الانسحاب الفوري للأطراف المتحاربة من ميناء الحديدة في المستقبل القريب ضئيلة للغاية وتواجه العديد من العقبات، وفقا لما قاله مراقبون سياسيون من اليمن.
وبعد ساعات قليلة من إعلان الأمم المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق، أرسل الحوثيون تعزيزات عسكرية كثيفة إلى خطوط المواجهة في مقاطعة الحُديدة، وفقا لمصادر عسكرية.
وقال محمد الأحمدي، وهو سياسي وكاتب، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحوثيين قوضوا كل محاولات تحقيق السلام في الحديدة واستخدموا الاتفاقات السابقة كغطاء لإعادة ترتيب عملياتهم العسكرية.
وأضاف الأحمدي "الحوثيون أعلنوا قبولهم الانسحاب من موانئ الحديدة في تقارير إعلامية فقط، ولكن على أرض الواقع يواصلون حشد مقاتليهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة."
واستطرد أن بعض العقبات التي تواجه الاتفاق هي أن "الحوثيين لن يقبلوا أن تدير سلطات تابعة للحكومة موانئ الحديدة ومنشآت أخرى في الحديدة بعد انسحابهم."
وقال الأحمدي "دائما ما تتعرض آمال اليمنيين في إنهاء هذا الصراع المدمر إلى الصدمة بسبب تعنت الحوثيين الذين يرفضون تطبيق الاتفاقات ويواصلون احتلال المؤسسات الحكومية بالقوة المسلحة."
وقال المحلل السياسي ياسين تميمي لـ((شينخوا)) إن وضع قادة الحوثيين شروطاً جديدة قبل تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق يشير إلى أن اتفاقية الحديدة لن تحقق نتائج إيجابية.
وأضاف المحلل السياسي "طالب الحوثيون بإعادة فتح المطار الدولي في صنعاء ودفع رواتب شهرية للموظفين في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، كشرط مسبق للبدء في سحب قواتهم من الحديدة."
وقال تميمي إن الحديدة تعتبر موقعا جيوسياسيا مهما بالنسبة للحوثيين الذين لن يقبلوا خسارتها بسهولة، مضيفا أن " المناطق الساحلية الغربية في اليمن تُستخدم كبوابة للحوثيين لتلقي دعم عسكري من حلفائهم."
وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء ، قال مسؤولون من وسائل إعلام محلية لـ((شينخوا)) إن أربعة أشخاص قتلوا عندما سقطت قذائف هاون أطلقها حوثيون على مناطق سكنية في منطقة حيس بمحافظة الحديدة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الإثنين، عن تطلعه إلى تطبيق المرحلة الأولى من انسحاب القوات من الحديدة ، "والتي ستقوم بها على الفور" الأطراف المتحاربة في اليمن، بحسب متحدث باسم الأمم المتحدة.
وينص اتفاق تم التوصل إليه في استوكهولم في ديسمبر 2018، على أنه يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين سحب قواتهم من مدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسي.
وتعد الحديدة أكبر ميناء على البحر الأحمر في اليمن، وتستقبل نحو 70 في المئة من واردات الغذاء والوقود إلى اليمن.
وتوجد بمطاحن البحر الأحمر الآن حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر، وهي معرضة للتعفن، وفقا لما ذكره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتم العمل بوقف إطلاق النار في المنطقة، كجزء من اتفاق استوكهولم، منذ ديسمبر، ولكن مازال العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية لا يستطيعون الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر.
ويهدف نزع السلاح من المنطقة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين المعرضين لخطر المجاعة بسبب الحرب الأهلية التي دخلت الآن عامها الرابع.
كما اتفقت الأطراف اليمنية أيضا، بشكل مبدئي، على المرحلة الثانية من إعادة النشر المتبادل للقوات. ومن المتوقع عقد الاجتماع القادم بشأن انسحاب القوات خلال أسبوع، من أجل إنهاء الاتفاق بشأن المرحلة الثانية.