كيرنز، استراليا 5 سبتمبر 2018 / اختتمت في مدينة كيرنز اليوم (الأربعاء) الدورة السنوية الخامسة من تدريبات كواري التي تشارك فيها القوات المسلحة الصينية والاسترالية والأمريكية.
وشارك في مهمة التدريب الثلاثية التي استمرت ثمانية أيام على سواحل أقصى شمال استراليا، 30 من نخبة الجنود من مشاة البحرية الصينية والجيش الاسترالي والجيش الأمريكي ومشاة البحرية الأمريكية.
ومن خلال تحقيق التمازج بين الفرق الثلاث، قال الليفتنانت كولونيل هاب ماناينا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إننا نقوم بشكل أساسي بعمل كل شيء معا، وهذا هو بيت القصيد، لبناء فريق عمل والسعي بجد لفعل الأشياء معا، هذا ما نحاول القيام به".
وقد تم تكليف الفرق، التي ركزت على تدريب مليء بالمغامرات، تكليفها بالتجديغ عبر الجزر في منطقة الحاجز المرجاني العظيم وتسلق أعلى جبل في ولاية كوينزلاند وهو جبل بارتل فرير، والهبوط من على قمم الجبال، والغوص قفزا من فوق المنحدرات.
وأوضح ماناينا أن "هذه التدريبات المشتركة تساعدنا على بناء الثقة والقدرة على التحمل".
وقد أصبحت تدريبات كواري السنوية، التي بدأت عام 2014، منصة هامة للقوات المسلحة للدول الثلاث لتعميق الفهم المتبادل وتعزيز الثقة.
وقد شهد هذا العام أول ظهور لأفراد مشاة البحرية الصينية في تدريبات كواري السنوية، الذين حازت جهودهم الشاقة على تقييم مرتفع من ضابط الجيش الاسترالي والأمريكي.
وذكر ماناينا "إنهم متحمسون للغاية ويسعدهم العمل مع الجميع...فقد كانوا مثل ماعز الجبال ولم يهابوا المرتفعات، وهو أمر رؤيته مدهشة حقا".
ومع محدودية لغة التخاطب، كان على الفرق في الغالب استخدام لغة الإشارة لتحديد الكيفيه التي يمكنهم بها تنفيذ المهام.
وقال ماناينا "أي نشاط قمنا به، يرون فقط كيفيه تنفيذه ويستوعبونه بنسبة 100 في المائة".
أما قائد القوة البحرية التناوبية في داروين الكولونيل الأمريكي جاي شنيل، فقال "عندما توضع في مثل هذه المواقف، تعرف نفسك وتتعلم الاعتماد على الفريق الذي تتعامل معه"، مضيفا "إنهم يفهمون نقاط قوتهم وضعفهم بشكل أفضل بكثير بعد قيامهم بهذا النوع من التدريب".
واتفق الكولونيل الصيني البارز بمشاة البحرية تشن وي دونغ مع نظيره الأمريكي، قائلا إن التدريب الصعب عاد بفائدة كبيرة على جميع المشاركين، مضيفا أن "هذه المناورات ستساعد في تعزيز تطوير مشاة البحرية الصينية".
وقال "لقد تعلم جنودنا العديد من مهارات البقاء وعززوا قدرتهم على التعامل مع العمليات الميدانية".
وأشار إلى أن "هذا النوع من التدريبات المشتركة يعمق أيضا التفاهم والصداقة بين القوات المسلحة والدول الثلاث، ويرسي أساسا جيدا لمزيد من التبادلات والأنشطة مستقبلا".
ولكن بالإضافة إلى التعلم من الآخر خلال المهام، ذكرت فتاة الكشافة بمشاة البحرية الصينية تشن تشي في ختام اليوم إن الجنود الصينيين ستتاح أمامهم فرصة لتعليم الأمريكيين والاستراليين تقينات الكونغ فو القتالية مقابل نصائح حول مهاراتهم في السباحة.
وقالت إن "زملائنا من الفرق الأجنبية في غاية الود والتعاون. في بعض الأحيان نواجه مشكلات في التواصل، لكن ذلك لا يعد مشكلة لأننا نستطيع حل الأمور باستخدام لغة الإشارة".
وذكرت "أفضل شئ اكتسبته من التدريبات هو أنني تجاوزت حدودى الخاصة"، مشيرة إلى أن "كل الأماكن والأنشطة كانت غير مألوفة بالنسبة لنا، ولكن كان علينا مواجهتها والتغلب على جميع التحديات لأننا نمثل الجنود الصينيين".
ومن ناحية أخرى، لم يكن الجنود المشاركين في تدريبات كواري الأفراد العسكريين الوحيدين المنخرطين في أنشطة في هذه اللحظة.
فقد أرسلت الصين أيضا سفينة حربية للمشاركة في أكبر تدريبات عسكرية بحرية باستراليا تجري قبالة داروين شمالي استراليا.
وبدأت تدريبات كاكادو، التي تشارك فيها 27 دولة، في عطلة نهاية الأسبوع وستشهد مشاركة 23 سفينة و21 طائرة وغواصة وأكثر من 3 آلاف فرد في مجموعة من الأنشطة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتعد هذه المرة الأولي في التاريخ التي تشارك فيها الصين في هذه التدريبات النصف سنوية.