منذ فترة طويلة ومن خلال التعاون المالي والاستثماري مع افريقيا، ركزت الصين على المشاكل الرئيسية مثل نقص المال وتخلف وضع البنية التحتية، لمساعدة الدول الافريقية على دفع مسيرة التصنيع والتحديث. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، يواصل التعاون المالي بين الصين وافريقيا توسيع المجالات وترقية مستوى التعاون.
ومن مايو الى نهاية أغسطس من كل عام، يستقبل مصنع رئيسي لشركة صينية افريقية لتنمية صناعة القطن فترة ذروة الانتاج في مدينة شيباتا بزامبيا، وقد تأسس هذا المصنع باستثمارات مشتركة بين صندوق التنمية الصيني الافريقي وشركة نسيج من تسينغداو شاندونغ الصينية. وبالاعتماد على قطن زامبيا الرفيع الجودة وعالية كمية الإنتاج، يتبنى المصنع نموذج طلب "الشركة-المزارع"، ويحفز حماسة المزارعين لزراعة القطن ويرفع مداخيل المزارعين. وحتى اليوم، أسست شركة الصين وافريقيا لتنمية صناعة القطن مصانعا في 3 دول افريقية وهي زامبيا، ملاوي وموزمبيق. ويستفيد منها أكثر من 200 ألف أسرة مزارعة محليا، ما دفع التعاون الصيني الافريقي في مجال التحديث الزراعي.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2015، عن ضخ 5 مليارات دولار لصندوق التنمية الصيني الافريقي، ليصل حجمه الى 10 مليارات دولار. وقد استثمر الصندوق أكثر من 4.6 مليارات دولار ل92 مشروعا في 36 دولة افريقية، ودفع الشركات الصينية للاستثمار على افريقيا بنحو 23 مليار دولار. والآن، تشمل استثمارات الصندوق على مجالات البنية التحتية والزراعة والإنتاج وغيرها، وأعاد فوائد اقتصادية واجتماعية للدول الافريقية.
في هذا الصدد، قال وانغ لو بين الممثل الرئيسي للمكتب التمثيلي لبنك الصين الصناعي والتجاري في افريقيا إن البنوك وغيرها من المؤسسات المالية تبنى جسرا للتعاون الصيني الافريقي. والى حد نهاية مارس هذا العام، حقق العمل المشترك بين بنك الصين الصناعي والتجاري وبنك جنوب افريقيا القياسي أكبر بنك تجاري في جنوب افريقيا التمويل الناجح ل35 مشروعا، وتحريك أكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات على افريقيا، ودعم بناء دفعة كبيرة من مشاريع معيشة الشعب ذات الأهمية الكبيرة لتنمية افريقيا.
كما يجلب التعاون المالي بين الصين والدول الافريقية أفكار الخدمات المالية المتقدمة لشعب افريقيا، ويوفر وسيلة الدفع الآمنة والسهلة، ما يدفع بقوة بناء النظام المالي الحديث في افريقيا.
في الوقت الراهن، يمكن سحب المال من معظم آلات الصرف للبنوك الأربعة الرئيسية في جنوب افريقيا استخداما بطاقات يونيون باي. في الواقع، يمكن استخدام يونيون باي في 50 دولة افريقية، وهناك المزيد من البنوك الافريقية المحلية تصدر بطاقات تخدم يونيون باي. وقال موكويلي، المدير التنفيذي لبنك بوست أوغندا ان معدل استقبال بطاقات يونيون باي في آلات الصرف والمحلات في أوغندا يتجاوز على 80%.
أشاد المدير العام لبنك جنوب افريقيا الذي زار الصين لمرات عديدة بالخدمات المالية في الصين قائلا انه في الصين، يمكن للناس أن يخرج البيت حاملا هاتفا واحدا ليفعل كل شيء. ويثق في أنه مع تعميق التعاون المالي مع الصين، المزيد من شعب افريقيا سوف يستمتع بخدمات الدفع عبر الهاتف النقال بشكل آمن وسهل.
تعتبر افريقيا محطة هامة لبناء الحزام والطريق. وخلال السنوات الخمس منذ طرحها، تجرب المؤسسات المالية المنتجات المالية المتعددة لتقديم الدعم المالي المتعدد في المجالات المختلفة في إطار التلاحم بين بناء الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية في الدول الافريقية.
صرح محمد الطريبى مدير بنك مصر انه منذ طرح مبادرة الحزام والطريق، شهد التعاون المصري الصيني تعميقا شديدا في شتى المجالات. وقد وقع البنكان المركزين في البلدين في نهاية عام 2016 على اتفاقية مبادلة العملات المحلية الثنائية، لتسهيل التجارة والاستثمارات الثنائية وتعزيز التعاون المالي بين الجانبين.
وقبيل انطلاقه الى بكين لحضور قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي التي ستعقد في 3-4 سبتمبر، قال الطريبى ان بناء الحزام والطريق عزز المبادلات المالية بين الصين والدول الافريقية بما فيها مصر، وهو يتطلع من القمة الى صخ قوة جديدة للتعاون المالي بين الجانبين.