القاهرة أول سبتمبر 2018 /قبيل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين، أشاد سفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين الصين ومصر باعتبارها نموذجا للتعاون الصيني الإفريقي.
وقال سونغ في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إنه "بفضل الجهود المشتركة للجانبين، يسرنا أن نشهد الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر وقد بلغت مستوى جديدا".
وأشار السفير الصيني إلى أن البلدين حافظا على تنسيق وثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية في السنوات الأخيرة، مضيفا أن العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين تعززها الزيادة السريعة في التجارة والاستثمار الثنائيين وكذلك التعاون في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الرئيسية.
وتابع قائلا إن الصين حافظت في عام 2017 على مكانتها كأكبر شريك تجاري ومصدر للواردات بالنسبة لمصر، فيما واصلت الاستثمارات الصينية ارتفاعها بوتيرة سريعة.
فقد بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر في عام 2017 ما قيمته 10.83 مليار دولار أمريكى، بينما بلغ عدد المواطنين الصينيين الذين زاروا مصر ارتفاعا قياسيا وهو 300 ألف.
وأشار السفير إلى أن "البلدين حققا أيضا تقدما واعدا في التبادلات الثنائية والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، وحماية البيئة".
ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي، الذي زار الصين عدة مرات منذ توليه منصبه عام 2014، في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي المقرر عقدها يومي 3 و4 سبتمبر.
وقال سونغ إن "زيارات الرئيس السيسي تعكس الأهمية التي يوليها الرئيس المصري لتنمية العلاقات بين الصين ومصر".
وسوف تعقد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي تحت عنوان "الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجميع".
ومن خلال القمة، ستعمل الصين على ربط مبادرة الحزام والطريق بأجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، والإستراتيجيات التنموية الخاصة بالبلدان الإفريقية، حسبما قال سونغ.
تهدف المبادرة، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا بطول مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.
وذكر سونغ أن إفريقيا تعد امتدادا طبيعيا وتاريخيا لمبادرة "الحزام والطريق" إذ أنها تذخر بوفرة من الموارد الطبيعية والبشرية بالإضافة إلى إمكانات سوق ضخمة.
ومن ناحية أخرى، تعمل الصين على تنفيذ سياسات إعادة الهيكلة الاقتصادية والتحديث الصناعي، تدعمها في ذلك رؤوس المال والتكنولوجيات والمعدات الفعالة من حيث التكلفة، هكذا أشار سونغ.
وقال "إن الجانبين يمكن أن يكمل كل منهما الآخر لتحقيق التنمية المشتركة"، لافتا إلى أن التعاون الصيني الإفريقي يمثل التطلع المشترك لشعبي الجانبين.
ولدى تأكيده على أن التعاون بين الصين ومصر يمكن اعتباره نموذجا للتعاون بين الصين والدول الإفريقية، أعرب سونغ عن اعتقاده بأن زيارة السيسي المرتقبة للصين ستعزز تنمية العلاقات الصينية الإفريقية.
وقال سونغ إن مصر، باعتبارها بلدا أفريقيا، تعد عضوا مهما في منتدى التعاون الصيني الإفريقي وقدمت إسهامات هامة له.
واختتم السفير الصيني حديثه قائلا "في العام المقبل، ستتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي. وأعتقد أن مشروعات التعاون الصينية الإفريقية الجديدة التي ستقترحها قمة بكين ستنفذ بشكل جيد خلال فترة رئاسة مصر".