مسؤول فلسطيني: اتفاق الطاقة "يحرر" قطاع الكهرباء من السيطرة الإسرائيلية ويشمل غزة

رام الله 2 مايو 2018 / أعلن مسؤول فلسطيني اليوم (الأربعاء) أن الاتفاق الذي وقعته أمس الثلاثاء شركة النقل الوطنية الفلسطينية كناقل حصري للكهرباء في فلسطين مع شركة الكهرباء الإسرائيلية "يحرر" قطاع الطاقة الكهربائية الفلسطيني من السيطرة الإسرائيلية الكاملة ويشمل قطاع غزة.

ووقعت سلطة الطاقة الفلسطينية باسم شركة النقل الوطنية للكهرباء الثلاثاء مع شركة الكهرباء الإسرائيلية اتفاقا يقضي بتنظيم العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية في مجال الطاقة تدريجيا ونقل إدارة توزيع الكهرباء في الضفة الغربية إلى شركة النقل الفلسطينية، وذلك بعد مفاوضات دامت أكثر من ثلاث سنوات، حسب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم.

وقال ملحم في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاتفاق ينص على شراء كهرباء من الشركة الإسرائيلية بقيمة 2.8 مليار شيكل سنويا (أكثر من 770 مليون دولار)، وتسوية ديون شركة الكهرباء الإسرائيلية المستحقة على شركة كهرباء القدس والبالغة 915 مليون شيكل على 48 دفعة بكفالة السلطة الفلسطينية.

وتابع أن الاتفاق، الذي تم توقيعه ضمن تفاهمات كان أحرزها سابقا وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، مع مسؤولين إسرائيليين يتضمن وضع الأسس المنظمة لتزويد الكهرباء للمناطق الفلسطينية.

وبموجب الاتفاق سيكون قطاع الطاقة الكهربائية الفلسطيني قد وضع قدمه على طريق "تحريره" من السيطرة الإسرائيلية الكاملة، والتي استمرت لعقود طويلة، حسب ملحم.

وأضاف أن الاتفاق سيتيح التزود بمصادر الطاقة الكهربائية من خلال بناء محطات توليد جديدة للطاقة بالوسائل التقليدية والمتجددة أو شراء الطاقة من دول مجاوره مثل الأردن ومصر من خلال شبكات النقل الوطنية الفلسطينية بعد أن أصبحت شبكة الكهرباء الحالية مملوكة للجانب الفلسطيني، الأمر الذي يصب في جهة تقليل الاعتماد على الجانب الإسرائيلي، وشراء الطاقة الكهربائية من إسرائيل وغيرها من الدول المجاورة بسعر (التكلفة) وبتعرفة خاصة.

ومضى قائلا إن الاتفاق سيوفر كذلك الإمكانيات لبناء نظام كهربائي فلسطيني متكامل بعناصره الثلاثة الرئيسية من توليد ونقل وتوزيع للكهرباء، بما يعود بالفائدة على المواطن الفلسطيني.

وأشار إلى أن الاتفاق "تضمن كذلك تنظيم نقل الطاقة الكهربائية وتوريدها من إسرائيل إلى الجانب الفلسطيني من خلال تخفيض ودمج نقاط الربط بديلا عن النظام السابق، والذي كان يعتمد على 250 نقطة ربط للضغط العالي، فضلا عن تنظيم آلية دفع فواتير الكهرباء وتحديد الحقوق والواجبات لكل طرف ووضع آلية لحل النزاعات بين الجانبين".

وأضاف ملحم أن سلطة الطاقة وشركة النقل الفلسطينية ستتمكن من تشغيل محطات التحويل الرئيسية والتزود من خلالها بالطاقة الكهربائية، وتشغيل شبكات نقل وطنية والتي استكمل بناء أربع منها، وهي الجلمة، نابلس، رام الله، وترقوميا.

إضافة إلى ذلك، سيكون الجانب الفلسطيني مؤهلا من خلال الاتفاق للحصول على أسعار منافسة، بحسب ملحم، "لأننا نكون قد ربطنا على نظام الضغط العالي" لاستيراد الكهرباء بسعر الجملة، فضلا عن تحديد وحصر العلاقة مع إسرائيل في هذا المجال من خلال شركة النقل الوطنية للطاقة الكهربائية فقط.

وأسست السلطة الفلسطينية شركة النقل الوطنية للكهرباء (PETL) في العام 2013، وهي أول شركة حكومية تُشرف على بناء وتشغيل منظومة نقل وطنية للطاقة الكهربائية، والجهة الوحيدة المخوّلة لشراء الطاقة الكهربائية ونقلها للسوق الفلسطينية.

وقد صادق مجلس الوزراء الفلسطيني عام 2013 على قرار تسجيل الشركة كشركة حكومية عامة.

وتدير الشركة حاليا أول محطة افتتحتها السلطة الفلسطينية في يوليو الماضي لتحويل الطاقة الكهربائية التي تعمل بالضغط العالي إلى الضغط المتوسط في جنين، وتسعى إلى تشغيل ثلاث محطات تحويل أخرى للتيار الكهربائي في كل من نابلس ورام الله والخليل.

ولدى الفلسطينيين محطة توليد طاقة واحدة في قطاع غزة فيما لا توجد أي محطة في الضفة الغربية ويتم شراء الكهرباء من مصر والأردن وإسرائيل.

وبحسب ملحم، يبلغ استهلاك الضفة الغربية وقطاع غزة من الطاقة الكهربائية نحو 1300 ميجاوات، موزعة بين 500 ميجاوات لقطاع غزة، و800 ميجاوات في الضفة الغربية يتم استيراد معظمها من إسرائيل ضمن سعر يتم فرضه دون وجود أي دور للجانب الفلسطيني بتحديده.

وقال ملحم إن ذلك أدى إلى جعل أسعار الكهرباء في فلسطين من أعلى الأسعار على المستوى العالمي.

وتابع ملحم أن الاتفاق المذكور يشمل كذلك قطاع غزة على أن يتم بدء سريانه عند تمكين السلطة الفلسطينية من تسلم مسؤولياتها فيه.

يشار إلى أنه في الرابع من أبريل الماضي أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني توقيع اتفاقية مع البنك العربي لتوفير تمويل على شكل قرض بقيمة 20 مليون دولار لتمويل بناء ثلاث محطات للطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في شمال الضفة الغربية.

وجرى توقيع الاتفاقية في حينه بين شركة تابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني والبنك العربي لبناء المحطات الثلاث في مدن أريحا بقدرة 7.5 ميجاوات وطوباس بقدرة 9 ميجاوات وجنين بقدرة 5 ميجاوات.

وتزود شركة الكهرباء الإسرائيلية الضفة الغربية بالكهرباء من خلال شركات فلسطينية، وهي كهرباء القدس، وكهرباء الشمال، وكهرباء طوباس، وشركة جنوب الخليل، فيما تعتمد بعض القرى على الكهرباء من إسرائيل بشكل مباشر.