دمشق 25 أبريل 2018 / واصل الجيش السوري لليوم السابع على التوالي معاركه ضد مقاتلي تنظيمي (داعش) و (جيهة النصرة) في جنوب العاصمة دمشق، لتأمين جنوب دمشق لتصبح امنة بشكل كامل، وأنباء عن تقدمه باتجاه منطقة الحجر الأسود الذي يسيطر عليه تنظيم (داعش)، بحسب مصدر عسكري والاعلام الرسمي السوري.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأربعاء) إن "الجيش السوري يواصل ضرباته المركزة على مواقع وتحصينات التنظيمات الإرهابية في جنوب دمشق"، مؤكدا أن الجيش السوري يخوض معارك شرسة مع تنظيم (داعش) في الحجر الأسود وحي القدم.
وأشار المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الجيش السوري ونتيجة تلك الغزارة النارية المركزة وتحليق الطيران الحربي المكثف، تمكن من الدخول إلى حي المآذنية على أطراف الحجر الأسود ويسيطر على العديد من المباني بعد تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة.
وأكد المصدر العسكري أن الجيش السوري يتبع سياسية القضم الصغيرة في معاركه بجنوب دمشق بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، والعمل على تقطيع اوصال المسلحين في مناطق تواجدهم في مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم.
من جانبها، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) إن وحدات الجيش السوري وجهت منذ منتصف الليلة الماضية، بناء على معلومات استخباراتية ورصد دقيق، ضربات مكثفة على مواقع انتشار "الإرهابيين" في الحجر الأسود.
وتابعت الوكالة، أن وحدات الجيش البرية تواصل تقدمها في محاور عدة، تزامناً مع زيادة الضربات الجوية.
وقالت مصادر معارضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن طائرات الجيش النظامي مع أخرى تابعة لروسيا شنت أكثر من 50 غارة خلال ساعات الصباح الأولى من يوم (الأربعاء)، على مخيم اليرموك وحيي القدم والتضامن ومدينة الحجر الأسود.
وخاضت وحدات الجيش بإسناد من سلاح الجو يوم (الثلاثاء)، اشتباكات عنيفة على محاور عملياتها في منطقة الحجر الأسود، وحققت وحدات الاقتحام تقدما في منطقة الجورة بحي القدم، وخاصة بعد السيطرة منذ بداية العملية العسكرية على المزارع المجاورة والتي تفصل بين الحي وشارع الثلاثين.
وقالت قناة (الإخبارية) السورية الرسمية يوم (الثلاثاء)، إن الجيش النظامي بدأ عملية برية جديدة تستهدف الخنادق والأنفاق في الحجر الأسود.
وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن " القصف ما زال مستمرا من قبل الطائرات الحربية لمناطق في حي الحجر الأسود والقدم صباح اليوم، بالتزامن مع قصف صاروخي وضربات مكثفة على المناطق ذاتها"، مشيرا إلى أن قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية كانت قد استهدفت بعد منتصف ليل (الثلاثاء – الأربعاء) مناطق في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود ترافقت مع سقوط صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض- أرض على مناطق في الحجر الأسود.
وفي سياق منفصل، دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى بلدة الرحيبة بالقلمون الشرقي بعد انتهاء عملية إخراج الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة إلى الشمال السوري ، بحسب التلفزيون السوري .
وأشار التلفزيون إلى أن المئات من أهالي البلدة تجمعوا في الساحة العامة حاملين الأعلام الوطنية وصور الرئيس السوري بشار الأسد ومرددين الهتافات والأهازيج التي تمجد الجيش السوري.
وبث التلفزيون السوري لقطات لدخول وحدات من الشرطة إلى مقر الناحية ورفعت العلم الوطني وسط هتافات الأهالي المحتشدين في الساحة العامة .
كما ضبطت وحدات الهندسة مئات العبوات الناسفة في أوكار الإرهابيين وفككت العشرات منها خلال تمشيط الأراضي الزراعية والمناطق المحيطة بالبلدة لاستكمال عوامل الأمن والأمان حفاظاً على حياة المدنيين.
ودخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي بلدة جيرود في القلمون الشرقي أمس بعد إخراج الإرهابيين وعائلاتهم من البلدة وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين تجمعوا بالآلاف في الساحة العامة للبلدة وشوارعها وجالوا بمسيرات حاشدة في أرجائها حاملين الأعلام الوطنية.
وتم إخراج 124 حافلة تقل المئات من الإرهابيين وعائلاتهم من منطقة القلمون الشرقي إلى شمال سوريا خلال الأيام الأربعة الماضية وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي أعلن عن التوصل إليه يوم الجمعة تمهيداً لإعلانها خالية من الإرهاب ودخول مؤسسات الدولة إليها.
وتم يوم الجمعة الماضية، التوصل إلى اتفاق في منطقة القلمون الشرقي يقضي بخروج المسلحين من الرحيبة، جيرود ، والناصرية ، على أن يبدأ تنفيذه صباح اليوم التالي .
ويقضي الاتفاق بتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وخروج المسلحين الى ادلب وجرابلس.
وكان الجيش السوري وروسيا وجهوّا، أخيراً رسالة إنذار لمسلحي المعارضة في القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق، إما قبول حكم الدولة أو الرحيل عن المنطقة.
وتعتبر منطقة القلمون الشرقي آخر معاقل المعارضة في ريف دمشق، تسيطر عليها فصائل من قوات "أحمد العبدو" و "جيش الإسلام" و "أحرار الشام"، وتسعى دمشق لعقد اتفاقات مصالحة في المنطقة.