تقرير: نتائج مخجلة لأول زيارة يقوم بها مايك بومبيو الى الشرق الاوسط

قام وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو خلال الفترة ما بين 28 الى 30 ابريل بزيارة منطقة الشرق الاوسط تشمل المملكة العربية السعودية واسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية. وتعتبر أول رحلة يقوم بها مايك بومبيو الى منطقة الشرق الأوسط بعد توليه حقيبة الخارجية، بغرض تعزيز العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة وتنسيق المواقف بشأن قضايا متعددة مثل الاتفاقية النووية الإيرانية، والحفاظ على الهيمنة والتأثير الأمريكي على مجرى الاحداث في الشرق الأوسط.

وقبل ساعات فقط من أن تطأ اقدام مايك بومبيو ارض المملكة العربية السعودية، تعرضت مدينة جيزان في جنوب المملكة لهجوم بثمانية صواريخ أطلقها القوات الحوثية المسلحة. وقد قام الحوثيون بإطلاق صواريخ متكررة على الأراضي السعودية خلال الفترة الأخيرة. وفي هذا الصدد، اتهمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية إيران بإمداد القوات الحوثية المسلحة بالصواريخ، في حين نفى الجانب الايراني ذلك.

ذكرت وسائل الإعلام في الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واسرائيل لديهم لغة مشتركة بشأن احتواء إيران. ويشتهر مايك بومبيو بموقفه الصارم ضد إيران، حيث اتهم إيران خلال مؤتمر صحفي عقد عقب اختتام المحادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم 29 ابريل بتزويد القوات الحوثية المسلحة بالأسلحة والتدخل في الشؤون السورية والعراقية ما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها. وقال عادل الجبير وزير الشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية أن بلاده تؤيد تماما السياسة الامريكية تجاه إيران، ودعا الى تشديد العقوبات ضد إيران. كما أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمايك بومبيو أثناء زيارته لإسرائيل دليلا جديدا بشأن برنامج التطوير السري للأسلحة النووية الإيراني في ملف يشمل عشرات الآلاف من المعلومات. وقال مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تتطلع الى العمل عن كثب مع حلفاءها الأقوياء مثل إسرائيل من أجل كبح إيران. ومن جانبه، ردت إيران في 30 إبريل على أنها لن تتخلى ابدا عن تطويرها للصواريخ البالستية، وأن الخطاب المناهض لإيران لا معنى له.

قال مايك بومبيو في مؤتمر صحفي مشترك مع أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني المحطة الأخيرة في جولته الى الشرق الأوسط في 30 ابريل، أن "حل الدولتين" أحد الحلول الممكنة للقصية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وأن الحل النهائي يقرره الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، كما حث الجانب الفلسطيني على العودة الى مسار الحوار السياسي. وردا على ذلك، أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد في اليوم ذاته على أن فلسطين لن تقبل الولايات المتحدة كوسيط وحيد لعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كما لن تقبل فلسطين بما يسمى " اتفاقية القرن" الامريكية لعملية السلام في الشرق الاوسط لكونها استبعدت قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية من المفاوضات. 

بالإضافة الى ما سبق ذكره أعلاه، يعتبر حل الازمة الخليجية والوساطة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ودولة قطر هدفا آخر لرحلة مايك بومبيو الى الشرق الاوسط. حيث اعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر في 5يونيو من العام الماضي عن قطع علاقاتهم مع دولة قطر وفرض عقوبات عليها بسبب دعم قطر للإرهاب وتعريض الامن الاقليمي للخطر. وإن استمرار عاصفة الازمة الخليجية حتى اليوم وسوء العلاقة بين قطر ودول الخليج الاخرى حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط غير مواتي للتعاون المشترك بينهما بشأن احتواء إيران. وقد حث مايك بومبيو خلال هذه الرحلة كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودول الخليج الاخرى على انهاء الازمة وازالة خلافاتهم والحفاظ على الوحدة. ومع ذلك، فإن ما حث اليه مايك بومبيو على الارجح أنه مجرد تمني في ظل اتساع الشرخ الذي احدثه قطع العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول خليج اخرى وقطر.