واشنطن 25 إبريل 2018 / قال خبراء أمريكيون إن الاجتماع المقبل بين زعيمي كوريا الجنوبية وكوريا الديمقراطية قد يبدأ عملية إنهاء المواجهة الحالية، لكنه لن يكون نقطة النهاية في حد ذاته.
وتم بناء زخم إيجابي حول شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة قبل الاجتماع المرتقب غدا الجمعة في قرية الهدنة بانمونجوم بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.
-- ما الذي جعل الاجتماع ممكنا؟
قال المحللون إن حسن النية بين الكوريتين الناجم عن الدبلوماسية التي أحاطت بدورة ألعاب بيونغتشانغ الأولمبية الشتوية وقضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة جعل اجتماع مون - كيم ممكنا.
وقد أزال إعلان بيونغ يانغ يوم السبت الماضي وقف اختباراتها النووية والصاروخية بعيدة المدى، جنبا إلى جنب مع جهود أخرى حسنة النية في الأشهر الأخيرة، العوائق الممكنة أمام الحوار وأدى إلى تعزيز الثقة المتبادلة.
وقال دان ماهافي، نائب الرئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الدفعة المتعلقة بالأولمبياد من قبل زعيمي البلدين قللت من مستوي التوتر في شبه الجزيرة وقادت إلى الحوار.
وقال تروي ستانغارون، كبير المديرين بمعهد الاقتصاد الكوري بواشنطن، إن الفضل الهائل يجب أن يعود إلى دولة مثل الصين "في خلق البيئة اللازمة للقمة المقبلة بين الكوريتين".
وأضاف أنه بدون هذه الجهود المتواصلة لدفع الحوار مع كوريا الديمقراطية" ما كان العالم وصل إلى المكان الذي نحن فيه اليوم"، موضحا أن مشاركة بيونغ يانغ في دورة ألعاب بيونغتشانغ الأولمبية ساعدت في "تحويل قصة المواجهة في شبه الجزيرة الكورية الى قصة حوار".
وقال مايكل مازار، العالم السياسي البارز بمؤسسة راند الأمريكية، لوكالة ((شينخوا))، إن العامل الرئيسي الذي جعل الاجتماع ممكنا يتلخص في "رغبة كيم في تحسين العلاقات مع المنطقة وربما الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالتبعية".
وأضاف "إحساسي الشخصي هو أن حملة الضغوط القصوى ربما قد أثرت على التوقيت لكنها لم تغير من أساسيات استراتيجية كيم".
وأشار مازار إلى أن شهية كوريا الديمقراطية لإقامة علاقات أفضل لعبت أيضا دورا مهما.
وتابع قائلا: "من الواضح أن إدارة مون أخذت خطا مختلفا تماما عن الإدارة السابقة، وما كانت القمة من الممكن أن تحدث بدون هذا التغيير".
-- ما هي التحديات التي تواجه الاجتماع؟
أكد ماهافي على ضرورة مواصلة جهود تخفيف التوترات وإزالة التوترات المتعلقة بالبرامج النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية من أجل نجاح الاجتماع.
وقال إن "كيفية عمل كيم ومون معا سيحدد النغمة الأساسية للاجتماع المقترح بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية، غير أن هذا يكتنفه أيضا مجموعة واسعة من العوامل التي يتعين التفكير فيها".
وبرأي ستانغارون، فإن اجتماع كيم-مون المرتقب هو اجتماع حول "بدء عملية وليس حل القضايا".
وأضاف أن "أكثر المجالات إلحاحا بالنسبة للكوريتين لبدء المحادثات هي نزع السلاح النووي وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية".
وقال هناك تقارير ومؤشرات على أن الزعيمين سيعلنان نهاية الحرب الكورية، "لكن يجب علينا أن نفكر أكثر في أنه بداية لعملية إنهاء الصراع بدلا من كونه نقطة نهاية في حد ذاته".
واستطرد أن التحدي الأهم لدفع العملية للأمام قد يأتي من مطالب بيونغ يانغ بتخفيف العقوبات أو طلب مساعدات اقتصادية في مقابل التخلي عن مخزونها النووي.
لكن بالنسبة لمازار، فإن القضية الرئيسية الوحيدة لاجتماع كيم-مون تتمثل في الشكل الدقيق لعنصر نزع السلاح النووي و"ما إذا كان الأمر يستلزم وجود اتفاق هناك".
وقال إن النبأ السار هو أن جميع الأطراف المعنية منفتحة على تسوية جيوسياسية ودبلوماسية كبيرة لقضية شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف "السؤال هو: هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على العيش مع شئ أدنى من نزع فوري وكامل ويمكن التحقق منه للسلاح النووي؟ وما هو بالضبط الذي نقلته إلى كوريا الجنوبية قبل الاجتماع بين الكوريتين؟"
-- كيف سيحدد الاجتماع المستقبل؟
قال ستانغارون لوكالة ((شينخوا)) إن تأثير اجتماع كيم-مون على العلاقات بين الكوريتين قد يكون "طفيفا" في البداية.
وأوضح "العقوبات من المحتمل أن تبقى في مكانها لبعض الوقت. ويتعين على الكوريتين الإبداع في تحسين العلاقات بينهما".
وأشار إلى أن "الهدف الأكثر الحاحا للقمة سيكون خلق بيئة مواتية لقمة كيم-ترامب".
وبالنسبة لمازار، فإن التأثير الأهم للاجتماع -- إذا وافق الزعيمان على إنهاءه بخارطة طريق متفق عليها حول القضية النووية ومجموعة من المبادرات الأوسع -- سيكون وضع سياق محدد للغاية للقمة المرتقبة بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال "لا أتوقع أن تفعل سول أي شئ يفاجئ الولايات المتحدة، لكن يجب علينا أن نرى".
وأضاف الخبراء أن الاجتماع قد يخلق حتى مساحة لتخفيض الأسلحة التقليدية بشكل كبير، وهو ما يمكن أن يمثل دفعة حقيقية لجهود نزع السلاح العالمية.