تخطط المملكة العربية السعودية بناء قناة مائية على طول الحدود البرية بين المملكة وقطر، أطلق عليه "مشروع قناة سلوى"، ويبلغ طول القناة 60 كيلومترا وعرض 200 متر وبعمق 15-20 مترا، وبالتالي تشكل حاجزا اصطناعيا بين المملكة العربية السعودية وقطر، وتحول الأخيرة الى جزيرة معزولة. وذلك وفقا للتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام في الشرق الاوسط مؤخرا.
ووفقا للخطة، ستقوم المملكة العربية السعودية بتحويل جزء من الحدود البرية مع قطر الى قاعدة عسكرية أيضا، ويصبح الجزء الآخر من المنطقة محطة تخزين نفايات المفاعلات النووية. وفي نفس الوقت، ستقوم دولة الامارات بإنشاء محطة للنفايات النووية في موقع قريب الى الحدود مع قطر. وذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي يدعم الخطة بقوة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي أن صمت قطر على مشروع «قناة سلوى» دليل فشل قطر في إدارة أزمتها وحلها.
في يونيو 2017، أعلنت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر وفرض عقوبات اقتصادية بحجة أن قطر " داعم للإرهاب " و" تهدد الامن القومي"، كما اعلنت بعد ذلك العديد من الدول الاخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ولم يتم حل هذا الاضطراب الدبلوماسي حتى اليوم. ووفقا لتقرير محطة الإذاعة والتلفزيون السعودية، عقد وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الأربعة اجتماعا في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض قبل بضعة أيام لتنسيق حول الازمة القطرية، وقد اكدت الدول الاربعة من جديد على ضرورة امتثال قطر للمطالب 13 التي طرحتها، معتقدين أن هذا هو الاساس الضروري لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
لقد بذلت قطر الكثير من الجهود للخروج من العزلة الدبلوماسية، حيث زار أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني الولايات المتحدة منذ وقت ليس ببعيد، لمناقشة حل الازمة القطرية مع مسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى. والجدير بالذكر، أن وزارة الخارجية الامريكية وافقت على بيع قطر أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 300 مليون دولار. وأصدرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع لوزارة الدفاع الامريكية في بيان إنها أبلغت الكونجرس بموافقتها على إمكانية بيع هذه الأسلحة الى قطر، وأن مبيعات الأسلحة " لا تغير من التوازن العسكري الأساسي في المنطقة". كما أشار البيان إلى أن قطر قوة مهمة للحفاظ على الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط، وأن مصالح الدفاع المشتركة بين البلدين تحافظ على علاقاتهما. وتعتبر زيارة امير قطر الى الولايات المتحدة جزءا مهما من حل الازمة الدبلوماسية. لكن، قبل هذه الزيارة، زار ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة أيضا، ووقع مع الجانب الأمريكي على شراء أسلحة تتجاوز قيمتها 3.6 مليارات دولار أمريكي.
تسعى الولايات المتحدة الى الحفاظ على التوازن في علاقاتها بدول الخليج انطلاقا من اعتبارات استراتيجية، من ناحية، تعتبر دول الخليج حلفاء تقليديين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الاوسط. لذلك، تتطلع الولايات المتحدة الى التفاوض بين الدول المعنية وحل الازمة القطرية بهدوء.
وأشار محللون إلى أنه ليس من الحكمة بناء القناة التي ستزيد عزلة دولة قطر وتزيد من حدة التناقضات والعداء بين الجانبين، وتزيد من تعقيد حل هذه القضية الشائكة. وأن الطريق الصحيح لإخماد الازمة القطرية يكون فقط بالحوار من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية.