بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، نظم مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية المنتدى الصيني ـ العربي للإصلاح والتنمية يوم 23 ابريل الجاري في بكين، بحضور أكثر من 50 مسؤول حكومي وخبراء وباحثين من الجانبين لمناقشة مواضيع ذات صلة بتبادل الخبرات والتجارب في الإدارة والحكم، وتحقيق الازدهار والتقدم المشترك، والمفاهيم الصينية وطريق التنمية، ودفع بناء مبادرة "الحزام والطريق" في إطار آفاق الانفتاح الجديد.
أشاد الممثلون العرب المشاركون في المنتدى بالإنجازات التي حققتها الصين من خلال سياسة الإصلاح والانفتاح بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. وقال رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف: " شهدت الصين تغيرات هائلة خلال الأربعين سنة من الإصلاح والانفتاح، والجديرة بالاعتراف العالمي." مضيفا:" الحزب الشيوعي الصيني هو حزب يخدم الشعب ولديه القدرة في التغلب على الصعوبات، حيث استطاع في غضون بضعة عقود تحويل الصين الى اقتصاد قوي." وقال بصراحة:" نحن حريصون على أن نستوحي وأن نستلهم من التجربة الصينية."
ويعتقد سفير البحرين في الصين أنور عبد الله، أن سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين رؤية بعيدة النظر لم يسبق لها مثيل. مضيفا:" تعلمنا نقطة مهمة من الصين كدولة نامية: طالما هناك إرادة وعزيمة، فإنه من خلال العمل الجاد يمكننا تحقيق التنمية والوطنية والتجديد الوطني."
وقد أكد المشاركون في المنتدى أهمية تعزيز تبادل الخبرات في مجال الاصلاح والتنمية وحكم البلاد بين الصين والعالم العربي. وقال احمد برواري سفير العراق لدى الصين في لقاء صحفي مع صحيفة الشعب اليومية أن الحكومة العراقية ملتزمة بمكافحة الفساد وتضييق الخناق على البيروقراطية. مضيفا، لقد لاحظنا ايضا جهود الصين التي لم يسبق لها مثيل في مكافحة الفساد منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وقد حققت نتائج ملحوظة. مشيرا الى أن العزم والعمل عنصران رئيسيان ومهمان في نجاح مكافحة الفساد في الصين، ما يوفر خبرة قيمة لنا.
في الواقع، لا يمكن فصل تطور الصين عن العالم، ولا يمكن فصل تطور العالم عن الصين. وقد اشاد المندوبون العرب المشاركون في المنتدى بالبرامج والدور الذي تلعبه الصين في العالم. وقال حمزه العمري القائم بالأعمال بالسفارة الاردنية ببكين:" أن مبادرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ جاءت في الوقت المناسب. " مضيفا:" ستساعد المبادرة على بناء الثقة المتبادلة بين العالم العربي والصين، ووضع اساسا صلبا لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك."
ومنذ وقت ليس ببعيد، أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب قرارا يؤكد أن العالم العربي سيعزز الحوار والتعاون مع الصين في إطار " الحزام والطريق". وأشار مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ إلى دور بناء " الحزام والطريق" المهم في دفع عملية الإصلاح والتنمية للصين والدول العربية.
ومن جانبه، قال محمد الشافعي القائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين، أن الدول العربية والصين أقامتا علاقات مبنية على التعاون الشامل والتنمية المشتركة عبر التاريخ، كما ضخت مبادرة " الحزام والطريق" حيوية جديدة في النمو الاقتصادي والتنمية الإقليمية. مضيفا، " الصين تلقى ترحيبا دائما من قبل الشعوب العربية." كما أشار سفير البحرين في الصين أنور عبد الله، الى أن مبادرة " الحزام والطريق" جلبت إمكانات تعاون هائلة بين الدول العربية والصين، وأن الدول العربية مستعدة لتقديم الدعم للشركات الصينية المستثمرة فيها، معربا عن ثقته في إمكانية الصين تحقيق المزيد من الرفاهية للدول العربية.
وقال حمزه العمري القائم بالأعمال بالسفارة الاردنية ببكين:" الاردن من اوائل الدول التي استجابت لمبادرة " الحزام والطريق"، كما أصدرت الحكومة الاردنية قانون استثمار أكثر جاذبية، لتلبية احتياجات المستثمرين الصينيين، وجذب المزيد من راس المال الصيني للاستثمار في الاردن."
ويعتقد أنور الشريعان استاذ مساعد في قسم الاقتصاد بجامعة الكويت أن الصين كدولة نامية توفر تجربة مهمة للبلدان الأخرى التي تستكشف طريق التنمية. وأن الصين تساهم بنشاط في القضايا الإقليمية الساخنة وتساهم بنشاط في استقرار المنطقة ووضع نموذج للتنمية السلمية باعتبار السلام والتنمية هما الاتجاه العام.