رام الله 29 مارس 2018 / ندد الفلسطينيون اليوم (الخميس)، بتصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ضد الرئيس محمود عباس.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا))، إن "التفوهات التي صدرت عن فريدمان، تدخل سافر ومستهجن وغير مقبول في الشأن الداخلي الفلسطيني".
وأكد أبو ردينة في البيان، أن "الشعب الفلسطيني لن يسمح لأية جهة خارجية أيا كانت أن تقرر مصيره".
وأوردت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية أن فريدمان وجه رسالة تهديد إلى عباس بأنه إذا لم يقبل بالذهاب إلى المفاوضات مع إسرائيل وأوجد فراغا فيها فإن واشنطن ستبحث عن "بديل ملائم يملأ هذا الفراغ".
وعقب أبو ردينة على ذلك بالقول "يبدو أن فريدمان يتحدث باسم إسرائيل أكثر ما يتحدث باسم أمريكا، وينصب نفسه مدافعا عنها وعن المستوطنين، وهو لا يمثل مصالح الولايات المتحدة الامريكية، إنما يمثل عقلية لا تريد سوى توتير الأجواء والاساءة إلى الشعب الأمريكي".
وأضاف أن "هذه العقلية، التي لا تخدم سوى مصالح المتطرفين والمستوطنين، هي التي خلقت داعش والتطرف والعنف"، مطالبا الإدارة الأمريكية "بوضع حد لهذه التصرفات الشائنة التي تسيء إلى الشعب الأمريكي أكثر ما تسيء للشعب الفلسطيني".
وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بأن "توضح موقفها من التفوهات المستمرة لسفيرها، والتي تخرج عن الأعراف الدبلوماسية".
وفي السياق، اعتبرت حكومة الوفاق الفلسطينية، أن "تصريحات فريدمان تتجاوز كافة الخطوط والأعراف المتفق عليها دوليا"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل محاولات المساس بقيادته ورموزه الوطنية ولن يقبل التدخل من أَي طرف كان بشؤونه الداخلية.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان، إن تصريحات فريدمان "تشكل انحيازا سافرا للاحتلال" مشيرا الى أن السفير الأمريكي عبر عن "المشهد المنحدر الذي يسود الآن ويتم العمل به ضد القضية الفلسطينية والمنطقة".
واعتبر المحمود، أن ما صدر عن فريدمان "يحمل رسالة سيئة وغير مسؤولة من شأنها الدفع بالمزيد من التوتر والقضاء على فرص العملية السياسية"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى "مراجعة مواقفها لصالح الانحياز إلى الحق وإلزام موظفيها بالكف عن استخدام لغة التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والاستفزاز والتهديد".
وشدد المحمود على أن القيادة الفلسطينية تعمل ما في وسعها من أجل أن يسود الأمن والسلام والاستقرار بلادنا والمنطقة والعالم بأسره عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل حدود 1967 حسب قرارات الشرعية الدولية.
وفي السياق، وصفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تصريحات فريدمان بحق عباس بأنها "مشينة وتمثل غلاة المستوطنين الإسرائيليين".
وشددت الحركة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، على أن عباس هو "الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني والمؤتمن على المشروع الوطني الفلسطيني والحارس للمقدسات وفي المقدمة منها مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية".
وجاء في البيان أن "على الإدارة الأمريكية أن تتوقف عن الوهم بأنها يمكن أن تجد فلسطينياً واحداً يمكنه أن يقبل بالتنازل عن الأهداف الفلسطينية أو أن يرضخ للتهديد والابتزاز".
واعتبر البيان أن مواقف واشنطن "تزيد من عزلة السياسة الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني والمتعارضة مع الشرعية الدولية ومع مواقف الغالبية العظمى من دول العالم وشعوبه".
وسبق أن طالبت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية بوضع فريدمان على لائحة الإرهاب لـ"مخالفته القانون الدولي ودعمه للاستيطان الإسرائيلي والترويج للتطهير العرقي والعنصرية السوداء بحق الفلسطينيين".
وكان عباس هاجم بشدة قبل أسبوعين فريدمان ونعته بأنه "ابن الكلب" بسبب دفاعه عن الاستيطان الإسرائيلي، كما سبق أن وجه الفلسطينيون انتقادات لفريدمان بسبب مواقفه وتصريحاته التي تدعم إسرائيل وتوسعها الاستيطاني.
وتوترت العلاقات الفلسطينية الأمريكية بشكل حاد منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتوقيعه مرسوما لنقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
وعقب إعلان ترامب طالب الفلسطينيون بآلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.
وجاءت تصريحات فريدمان بعد ساعات من هجوم شنه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على الرئيس عباس.
وقال ليبرمان أمس الأربعاء في تصريحات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية إن "الرئيس عباس داعم الإرهاب أسقط القناع وأزال الكفوف عبر تمويل السلطة الفلسطينية لرواتب وعائلات الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية".
وأضاف ليبرمان "سنعمل لأجل تحصيل قرار سريع باقتطاع أموال الرواتب التي ينقلها عباس للمخربين وسنوقف هذه المهزلة".
وفي السياق، ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بـ"الحملة التحريضية المدروسة التي تقودها الإدارة الأمريكية وإسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني وقيادته".
وقال عريقات في بيان صحفي، إن "تصريحات فريدمان لا يعد خرقا للقانون الدولي وتهديدا لمنظومته فحسب بل يعني إطلاق العنان لحكومة اليمين المتطرف للقضاء على الشعب الفلسطيني ووجوده على أرضه وتصفية قضيته العادلة".
وأشار عريقات، إلى "الانسجام والتعاون الوثيق في هذه الهجمة بين الجهات الأمريكية وإسرائيل وبين فريدمان والمستوطن ليبرمان، اللذين ينتميان لنفس المعسكر".
واعتبر، أن "الهجوم المباشر والشخصي على الرئيس والتحريض عليه من قبل ليبرمان بسبب دفع رواتب عائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين يعد تحريضا ودعوة مفتوحة لتصفية الرئيس جسديا".
ودعا عريقات، "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف هجمة التحريض الشرسة على الحقوق الفلسطينية والرد عليها بالاستناد إلى قواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة ووضع حد لمخالفة إسرائيل لهذا القانون، وعدم تشجيعها والتساوق معها من خلال محاسبتها على خروقاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإنهاء خمسين عاما من الاحتلال".
وفي السياق اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، أن "الحملة الإسرائيلية والأمريكية تعبر عن سقوط وفشل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية التي تحاول الإدارة الأمريكية تسويقها".
وقال بيان صادر عن الوزارة وتلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن "تصريحات فريدمان وليبرمان بصفتهما تمثل سقوطا اخلاقيا بعيدا عن لغة التخاطب السياسي المحترمة ومفاهيم ومرتكزات العلاقات الدبلوماسية المألوفة".
وأضاف البيان، أن "الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يمثل أبشع أشكال الإرهاب وأن الإدارة الأمريكية فشلت في إنجاح جهودها من أجل إستئناف المفاوضات مع إسرائيل في حين أن الرئيس عباس مستعد باستمرار للانخراط فيها".
وتابع البيان، أن "تهديدات فريدمان وتهجمات ليبرمان إمتداد للحرب الأمريكية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه وفرض الإستسلام عليه وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا".