بروكسل 22 مارس 2018/بعد عشاء عمل سادته مناقشات بينية، أعطى زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس موافقتهم للمزاعم البريطانية بأنه "من المحتمل جدا" أن روسيا مسؤولة عن تسميم الجاسوس السابق على الأراضي البريطانية، وهو ما تنفيه روسيا تماما.
وبعد عشاء العمل مساء الخميس، كتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تغريدة جاء فيها "المجلس الأوروبي يتفق مع الحكومة البريطانية بأنه من المحتمل جدا أن تكون روسيا مسؤولة عن هجوم سالزبوري، ولا يوجد تفسير معقول آخر."
ووفقا لما استنتجه المجلس الأوروبي ، فإن زعماء الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي "يدينون بأشد العبارات الهجوم الذي وقع في سالزبوري، ويعربون عن عميق تعاطفهم مع جميع من تعرضت حياتهم لتهديد، ويعربون عن دعمهم للتحقيق الجاري."
وأضاف المجلس "نقف بتضامن تام مع المملكة المتحدة بمواجهة هذا التحدي الخطير لأمننا المشترك."
وأشار أيضا إلى أنه "بما أن استخدام أسلحة كيميائية يشكل تهديدا أمنيا لنا، فإننا سننسق مواقفنا وخطواتنا على ضوء الأجوبة التي تقدمها السلطات الروسية."
وفي وقت سابق من يوم الخميس، وبعد أن التقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ادعى متحدث باسم الحكومة البريطانية "أن المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا يؤكدون أنه لا يوجد تفسير معقول آخر ينفي مسؤولية روسيا."
واتفق الزعماء الثلاثة أيضا على "أهمية إرسال رسالة أوروبية قوية ردا على التصرفات الروسية، واتفقوا على مواصلة الاتصال الوثيق خلال الأيام المقبلة."
ولدى وصولها لبروكسل للمشاركة بقمة الاتحاد الأوروبي ، كانت ماي التي جاءت إلى هنا لحشد دعم نظرائها الأوروبيين، قد صرحت للصحفيين بأن "روسيا قد شنت هجوما فاضحا وبغيضا على المملكة المتحدة عندما حاولت قتل شخصين في شوارع سالزبوري."
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد قالوا في بيان يوم الاثنين إن الاتحاد المكون من 28 عضوا "يدين بشدة الهجوم" و"يعبر عن تضامنه ودعمه التام مع المملكة المتحدة، ولاسيما في ما يتعلق بجهود المملكة المتحدة لإيقاف المسؤولين عن هذه الجريمة أمام العدالة."
يذكر أن العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال(66 عاما) وابنته يوليا(33 عاما) قد عُثر عليهما غائبين عن الوعي على مصطبة خارج مركز تسوق في مدينة سالزبوري جنوب غربي بريطانيا في 4 مارس الحالي، ومازالا في حالة حرجة بالمستشفى.
وادعت بريطانيا أن الاثنين قد تعرضا لغاز الأعصاب ، وحملت روسيا مسؤولية ذلك. ولكن الحكومة الروسية تنفي تماما أي علاقة لها بالحادث.
وبعد هذا الحادث، قامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا، وأعلنت تجميد أرصدة مصرفية تابعة لروسيا في بريطانيا، وتعليق كافة الاتصالات الرفيعة المستوى المخططة، والمقاطعة الرسمية على المستوى الوزاري أو أعضاء العائلة المالكة، لمباريات كأس العالم التي ستجري في روسيا هذا العام.
وردا على الخطوة البريطانية، قامت روسيا بطرد عدد مماثل من الدبلوماسيين البريطانيين. وتنفي موسكو أي علاقة لها بتسميم الجاسوس السابق سكريبال في بريطانيا، وتصر على المشاركة المباشرة في التحقيق المتعلق بالحادث.
وقال فلاديمير يرماكوف، مدير قسم وزارة الخارجية الروسية، المعني بكبح انتشار الأسلحة والسيطرة عليها، خلال إطلاعه دبلوماسيين أجانب "إن روسيا تصر بقوة على تحقيق شامل حول ما حدث في سالزبوري. ونحن مستعدون لأقصى مشاركة فعالة في التحقيق."