القاهرة 25 مارس 2018 / توقع محللون سياسيون يوم الأحد، فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة ثانية خلال انتخابات الرئاسة التي ستجرى على مدار ثلاثة أيام اعتبارا من يوم غد الاثنين.
لكن المحللين تباينوا حول مدى إقبال الناخبين على التصويت، حيث توقع بعضهم نسبة مشاركة عالية لتجديد الثقة في السيسي، بينما رأى آخرون أن "نجاح السيسي مضمون، وهذا لا يوفر الحافز لدى كثير من الناس للمشاركة في الانتخابات".
ويتنافس في الانتخابات، كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس حزب (الغد) موسى مصطفى موسى.
ودعي للانتخابات المرتقبة أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 13 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف قضائي كامل.
وقال الدكتور جمال عبدالجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن نتيجة الانتخابات الرئاسية "شبه محسومة للرئيس عبدالفتاح السيسي، واتوقع فوزه باكتساح".
وفاز السيسي بأول ولاية رئاسية له في عام 2014، حيث تنافس مع السياسي البارز حمدين صباحي في الانتخابات التي جرت بعد نحو عام من عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي إثر احتجاجات حاشدة طالبت برحيله عن الحكم.
واكتسح السيسي الانتخابات الماضية، حيث فاز بنسبة 96.91% من الأصوات.
وأضاف عبدالجواد في تصريح لوكالة أنباء الصين ((شينخوا))، أن السيسي سيفوز في الانتخابات القادمة لسببين، الأول أنه حقق إنجازات كثيرة على الأرض خلال السنوات الأربع الماضية.
وأردف أن السيسي "يتمتع بدرجة عالية من المصداقية لدى المواطنين، فيما يخص سياساته المتعلقة بإعادة إحياء الاقتصاد الوطني وبناء البنية التحتية بجانب المشروعات القومية الكبيرة".
وتابع أن "السبب الثاني هو أنه لا يوجد مرشح قوى منافس للسيسي، فالمرشح موسى مصطفى موسى لا يملك أي فرصة في المنافسة الانتخابية، بدليل أنه لا يحظى بدعم من الأحزاب أو حتى الشخصيات السياسية البارزة".
وأردف أن الحملة الانتخابية الخاصة بموسى مصطفى موسى " ضعيفة، ودون محتوى سياسي مهم".
وواصل أنه "على الجانب الآخر، فإن السيسي لديه برنامج انتخابي يعد استمرارا للسياسات التي نفذها خلال فترة رئاسته الأولى، بالإضافة إلى وعده بقرب الانتهاء من الإرهاب، وأيضا الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي".
وتتعرض مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عقب ثورة 30 يونيو 2013 لعمليات إرهابية من حين لآخر، كان أكثرها دموية تلك التي استهدفت في نوفمبر الماضي مسجد "الروضة" في محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، حيث قتل أكثر من 300 شخص.
وعقب العملية الإرهابية، كلف السيسي الجيش بالقضاء على الإرهاب في غضون ثلاثة شهور، وفي سبيل ذلك شن الجيش في التاسع من نوفمبر الماضي عملية شاملة لتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية.
وأسفرت تلك العملية عن مقتل 157 إرهابيا، و22 عسكريا مصريا، حسب إحصاءات رسمية.
وتشهد مصر تراجعا في عدد العمليات الإرهابية، التي تقلصت من 481 حادثا في عام 2014 إلى 22 حادثا في عام 2017، بنسبة انخفاض 85%، حسب وزارة الداخلية.
وعن توقعه بمدى إقبال الناخبين على المشاركة في الانتخابات، قال عبدالجواد " اعتقد أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات سوف تكون أقل من الانتخابات الماضية".
وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة التي جرت في عام 2014 حوالي 47.45%.
وعزا الأمر إلى أن "نجاح السيسي مضمون، وهذا يجعل كثيرا من الناس ليس لديها الحافز للمشاركة في الانتخابات".
لكن الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية)، خالفه الرأي متوقعا إقبالا كبيرا من المصريين على التصويت.
وقال اللاوندي لـ ((شينخوا))، إن غالبية الناخبين سوف تشارك في الانتخابات وهذا رهانها لتحقيق الاستقرار، خلافا لجماعة (الإخوان المسلمين) التي تتبارى في الدعوة لمقاطعة الانتخابات وتكرس القنوات الفضائية التابعة لها لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن المصريين يضعون في اعتبارهم أن النظام الحالي حماهم من مصير دول عربية تشهد منذ سنوات نزاعات مسلحة اندلعت عقب ما سمي بـ"الربيع العربي" كاليمن وسوريا وليبيا، لافتا الى "النظام السياسي أنقذ المصريين وعصمهم من النزوح".
وأشار إلى أن الحادث الإرهابي الذي وقع أمس في الإسكندرية كان الهدف منه تهديد الناخبين، لكن اتوقع أن يخرج المصريون بأعداد غفيرة للمشاركة في الانتخابات.
وقتل شخصان أحدهما شرطي أمس السبت في تفجير سيارة مفخخة كان يستهدف مدير الأمن بمحافظة الاسكندرية شمال غرب القاهرة.
وردت الشرطة اليوم الأحد بتصفية مرتكبي الحادث، وهم ستة عناصر إرهابية تنتمي لحركة "حسم" الجناح المسلح لجماعة (الإخوان المسلمين).
ورأى اللاوندي أن الانتخابات التي ستجرى غدا "فاصلة تؤكد أن الشعب يحكم، وليس مأمورا من أحد، والشعب سيشارك فيها لتحقيق الاستقرار".
وشاطره الرأي الدكتور جمال سلامة عميد كلية العلوم السياسية بجامعة السويس، قائلا إن تفجير الإسكندرية وغيره من التهديدات الإرهابية لن تؤثر على سير الانتخابات الرئاسية.
وقال سلامة لـ ((شينخوا))، إن هذه التهديدات سوف تعطي رسالة عكسية، تجعل الشعب يشارك بكثافة في الانتخابات.
وأضاف أن أي عملية إرهابية سوف تزيد تصميم الشعب على التصويت في الانتخابات الرئاسية، وتوضح أن خطر الإرهاب لم ينته، ويحتاج للمزيد من الحسم.
وأوضح أن "مظاهر التأييد للرئيس السيسي في الشوارع تؤكد أننا أمام تجديد ثقة الشعب في الرئيس، الذي تخطى بمصر مرحلة في غاية الحرج والخطورة".
ورأى أن السيسي حقق نجاحات كثيرة في الداخل والخارج، والقاصي والداني يشهد بذلك، وأدى دورا جيدا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية./نهاية الخبر/