تيلرسون يحث لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس ويدعو لوقف نشاطات حزب الله بالخارج

بيروت 15 فبراير 2018 / حث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم (الخميس) لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، داعيا بالخصوص إلى وقف نشاطات حزب الله في الخارج.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في ختام زيارة قصيرة إلى لبنان لساعات اليوم "على المسؤولين في لبنان التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية".

وتابع أنه "من المستحيل أن نتحدث عن الأمن والاستقرار في لبنان دون معالجة مسألة حزب الله، الذي نعتبره منظمة إرهابية منذ عقدين من الزمن ولا نفرق بين أجنحته السياسية والعسكرية".

وأضاف أنه "على الشعب اللبناني أن يشعر بالقلق تجاه تصرفات حزب الله"، مشيرا إلى "أن الجيش اللبناني هو الوحيد المخول الدفاع عن لبنان".

ويشارك حزب الله اللبناني في النزاع السوري المتواصل منذ نحو سبعة أعوام دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، وهو حليف قوي لإيران.

وقال الوزير الأمريكي إن "وجود حزب الله في سوريا زاد من سفك الدماء ومن نزوح الأبرياء ودعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، البربري"، مكررا التأكيد على "ضرورة أن تنأى حكومة لبنان عن النزاعات الخارجية وأن يوقف حزب الله نشاطاته في الخارج".

وأكد تيلرسون أن زيارته إلى لبنان هي "فرصة للتأكيد على الروابط الوثيقة بين البلدين ولبحث ما يمكن فعله للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة"، مضيفا "أننا ملتزمون بمساعدة لبنان والشعب اللبناني".

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه : "من المهم أن يصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاقية في مسألة الحدود البحرية".

وتصاعد خلاف بين لبنان وإسرائيل في الآونة الأخيرة على خلفية عزم إسرائيل بناء جدار أسمنتي على الحدود الجنوبية، وإدعائها امتلاك رقعة في المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة للبنان طرحتها بيروت في مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز بها.

وتقوم الولايات المتحدة بوساطة بين الجانبين لاحتواء الخلاف، حيث قدم مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، للرئيس اللبناني ميشال عون "اقتراحات" للحفاظ على الاستقرار والهدوء في المنطقة الحدودية.

وقال تيلرسون "لم نطلب من أي من الطرفين التخلي عن أي شيء، لكن طلبنا إيجاد حلول".

وتابع أن "نقاشاتنا مفيدة في موضوع العثرات بمسألة النفط في البحر وطلبنا من لبنان وإسرائيل إيجاد حل"، موضحا أن "أمريكا ليست في موقف أن تضمن شيء لأي دولة أخرى ويمكن أن نلعب دورا في الوصول لاتفاق على الحدود".

وأكد تيلرسون "أننا متفائلون بأن كل هذه المباحثات ستوصل إلى حل نهائي على مسألة رسم الحدود بين لبنان وإسرائيل".

وفي جانب آخر، لفت تيلرسون إلى "معالجة أوجه الخلل في الاتفاق النووي" مع إيران، وقال "لن أجزم بأننا سننسحب من الاتفاق".

وتابع أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى أنه يريد أن يرى أوجه الخلل في الإتفاق النووي مع إيران ونعمل مع الشركاء الأوروبيين لمعالجة الموضوع".

وحول العلاقة مع تركيا، قال تيلرسون إن "العلاقة إيجابية مع تركيا ونبني على القواسم المشتركة معها، وهناك بعض الخلافات التكتيكية ولكن الهدف الرئيسي مشترك"، لافتا إلى "أننا لم نزود الأكراد في سوريا بأي أسلحة ثقيلة".

بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني إنه أبلغ تيلرسون "أننا ملتزمون بسياسة النأي بالنفس في لبنان، وهي مسؤولية جماعية، ونريد أفضل العلاقات مع الدول العربية".

وتابع أنه أكد للوزير الأمريكي أيضا "حق لبنان في استكشاف موارده الطبيعية في مياهنا اللبنانية"، في إشارة إلى الخلاف مع إسرائيل، مضيفا أنه طلب من تيلرسون "العمل لإبقاء الحدود الجنوبية هادئة".

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قد التقى تيلرسون في وقت سابق اليوم، وطلب منه أن "تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على منع إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية".

كما التقى تيلرسون أيضا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حسب بيان صدر عن مكتبه.

ووصل تيلرسون إلى لبنان في وقت سابق اليوم في زيارة قصيرة دامت ساعات، في إطار جولة شرق أوسطية شملت مصر والأردن والكويت.