بيروت 15 فبراير 2018 / دعا الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الخميس) واشنطن الى العمل على منع اسرائيل من استمرار "اعتداءاتها" على السيادة اللبنانية، خلال لقاء عقده مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وذكرت الرئاسة اللبنانية في بيان، أن عون طلب من تيلرسون الذي زار بيروت اليوم لبضع ساعات أن "تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على منع اسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية".
كما طلب عون من وزير الخارجية الأمريكي ان تعمل بلاده ايضا على التزام اسرائيل بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 "حفاظا على الاستقرار الذي ينعم به الجنوب اللبناني منذ العام 2006".
واكد الرئيس اللبناني "تمسك لبنان بحدوده المعترف بها دوليا" مجددا رفضه "ادعاءات اسرائيل بملكية اجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية".
وأضاف انه "لن يألو جهدا للوصول الى حلول لمسألة الحدود البرية والبحرية"، داعيا أمريكا والامم المتحدة والمجتمع الدولي الى "لعب دور فاعل في هذا المجال".
واكد عون التزام بلاده بالهدوء على حدودها الجنوبية وان "لبنان لا يريد الحرب مع احد في حين ان اسرائيل تواصل اعتداءاتها".
ووصل تيلرسون الى بيروت في زيارة قصيرة التقى خلالها اضافة الى عون رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وسعد الحريري في اطار جولة شرق اوسطية شملت مصر والاردن والكويت.
وتأتي الزيارة في وقت تصاعد فيه التوتر بين لبنان واسرائيل على خلفية بناء الأخيرة جدارا عند الحدود بين البلدين وخطط لبنان للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط.
وعلى صعيد مكافحة الارهاب، دعا عون الى تعاون جميع الدول لمكافحته مؤكدا مواصلة بلاده تفكيك خلاياه في الداخل بعد تحرير اراضيها عند الحدود الشرقية مع سوريا.
وأكد على التزام لبنان "تجفيف الموارد المالية للمنظمات الارهابية والتزام الاجراءات المعتمدة على الا يؤدي هذا الامر الى الاضرار به وباقتصاده لا سيما وان اضرارا لحقت بلبنان بعدما تخوف المغتربون والمستثمرون من بعض هذه الاجراءات".
وحول الازمة السورية وتداعياتها على لبنان اكد عون ان بلاده لم تعد باستطاعتها تحمل المزيد من التداعيات جراء وجود اكثر من مليون و850 الف نازح سوري على اراضيها.
ودعا واشنطن الى المساعدة في تأمين "عودة آمنة ومتدرجة" للسوريين الى بلادهم والعمل من اجل اقرار حل سلمي للازمة السورية يعيد الامن والاستقرار اليها ويضع حدا لمعاناة النازحين السوريين.
واضاف انه "كلما تقدمت جهود تحقيق السلام على الجبهة السورية وفي المنطقة انعكس ذلك ايجابا على الوضع في لبنان والمنطقة وانتفت الحاجة الى السلاح وحلت محله لغة الحوار".
واكد ان "لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاما تاما ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه لعدم القدرة على التأثير في ذلك".
وابلغ عون تيلرسون ان خفض واشنطن لمساهمتها في وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (اونروا) الى 60 مليون دولار لايستفيد منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان "سيضاف الى الاعباء الملقاة على بلاده في رعاية شؤون هؤلاء اللاجئين الذين اصبحوا يشكلون مع النازحين السوريين نصف عدد سكان لبنان".
واعرب عن شكره للدعم الامريكي المستمر للجيش والقوى الامنية اللبنانية مؤكدا ان بلاده تعلق "اهمية خاصة" على مشاركة امريكا ودعمها لنجاح المؤتمرات الدولية الثلاثة التي ستعقد في باريس وروما وبروكسل لدعم اقتصاد لبنان وتعزيز قدرات جيشه وقواه الامنية ومساعدته في رعاية النازحين.
وقال بيان الرئاسة اللبنانية ان وزير الخارجية الامريكي اكد امام عون دعم بلاده للبنان ومؤسساته وللجيش والمؤسسات الامنية فيه ومشاركتها في المؤتمرات الثلاثة التي ستعقد لدعم لبنان في روما وبروكسل وباريس.