الأمين العام لمنظمة شانغهاي للتعاون: الإسهام الصيني في المنظمة كبيرا

بقلم شيه ياهونغ، صحفي بصحيفة الشعب اليومية الصينية

عشية انعقاد المؤتمر الـ17 لمجلس زعماء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، أجرت صحيفة الشعب اليومية مقابلة خاصة مع الأمين العام للمنظمة رشيد عليموف في أستانا عاصمة كازاخستان.

وأشار عليموف الى ان عام 2017 يصادف الذكرى الـ15 لتوقيع "ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون" والذكرى الـ10 لتوقيع "معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي طويل المدى للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون "، وهما وثيقتان تكتسيان أهمية كبيرة في تاريخ المنظمة. وقد لعبت المنظمة دورا كبيرا في صيانة استقرار وأمن الدول الأعضاء والمنطقة، كما تواصل تعزيز الاتصال والتعاون مع مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA) ورابطة الآسيان، والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية، في إطار عملها على توسيع نفوذها. وستنضم الهند وباكستان هذا العام الى منظمة شانغهاي للتعاون، وفي هذا الصدد، يرى عليموف أن انضمام هذين البلدين يعكس تزايد أهمية المنظمة، وقال: " ستثبت المنظمة للمتشائمين بأنها منظمة جديرة بالتطلعات."

" على صعيد بناء المرافق التحتية، تعمل منظمة شانغهاي للتعاون على دفع الدول الأعضاء للتوصل الى توافق، حيث تعتبر "اتفاقية تسهيل النقل البري الدولي بين حكومات الدول الأعضاء للمنظمة شانغهاي للتعاون" التي تم توقيعها في سبتمبر عام 2014 من أهم هذه الثمار." وأضاف عليموف "قبل أكثر من عشر سنوات، كان هناك عدد قليل من الخطوط الجوية بين الصين ودول آسيا الوسطى. أما اليوم، فقد تضاعف عدد الرحلات الجوية 10 أضعاف على الأقل مقارنة مع الماضي. أما السكك الحديدية، فإرتفع عدد قطارات الشحن بين الصين وآسيا بشكل تدريجي، وتلعب آسيا الوسطى وروسيا دور جسر الوصل، كما تجلب زيادة كبيرة في حجم التجارة بين الدول الأعضاء."

تعد التبادلات الانسانية من أهم مجالات العمل للمنظمة أيضا. وفي هذا السياق، صرح عليموف بإن المنظمة تدفع بدون انقطاع التعاون في التعليم العالي والتبادلات بين الشباب، وقال: "إن الشاب يعد مستقبل منظمة شانغهاي للتعاون والدول الأعضاء، ونحن نولي أهمية كبيرة للتنمية الشباب. ومنذ فترة طويلة، شهد التبادل بين الشباب في مختلف دول الأعضاء طفرة كبيرة. مثلا، قمنا مؤخرا بتنظيم الدورة الأولى للملتقى الدولي لشباب منظمة شانغهاي للتعاون. وأنا سعيد لرؤية الجيل الجديد الذي ينمو تحت روح شانغهاي."

كما هناك فضاء واسع للجهود في مجال السياحة. وفي هذا الصدد، قال عليموف:" ان هناك 12% من التراث الطبيعي العالمي يقع في الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون. وهذا الرقم ليس صغيرا، لكن، لا تزال عدة بقع سياحية غير معروفة. لذلك، من واجبنا تدعيم الدعاية العالمية لهذه المواقع. وفي هذا الجانب، شرعت المنظمة في تعزيز أعمال تخطيط التعاون السياحي."

بعد قمة أستانا، ستتولى الصين الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون. ويقدّر عليموف مساهمات الصين الضخمة للمنظمة في السنوات الأخيرة. ويشير الى ان المنظمة تحافظ على تعاون قريب ووديى مع الصين، وقد تم تنظيم عدة فعاليات بنجاح تحت رعاية الصين. كما يتطلع عليموف الى ان تكون قمة المنظمة المنقعدة ببكين في السنة القادمة رائعة وناجحة.

وأكد عليموف على ان التعاون مع المقاطعات والمدن الصينية بات يعد اتجاها هاما لتنمية منظمة شانغهاي للتعاون في المستقبل. مضيفا: "قد تعاوننا مع مدينة كونمينغ لتنظيم سباق الماراثون الدولي 2016 في مقاطعة يوننان الصينية بمشاركة أكثر من 10 آلاف لاعب من 25 دولة، ما أثبتت الامكانات الكبيرة للتعاون الثنائي."

كما يرى عليموف بان مبادرة الحزام والطريق الصينية تعد فرصة هامة لتنمية الدول الأعضاء، وتفتح لهم آفاقا واسعة. حيث قال: "لقد نجحت بكين في استضافة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي قبل فترة قليلة، وقد دعمته منظمة شانغهاي للتعاون بقوة واشتركت فيه بنشاط. وستواصل المنظمة العمل على تعزيز التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية للدول الأعضاء لتحقيق الازدهار المشترك."