هل يمكن إكتشاف موهبة الأطفال من خلال تحليل على الريق؟

2 يونيو 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أجرت زوجة الملاكم الصيني المشهور زو شي مينغ مؤخرا فحصا على جينات الموهبة لدى إبنها. وأظهرت نتيجة التحليل بأن إبنها لديه موهبة التنشيط أكثر من موهبة الملاكمة، وقد أثار هذا الفحص نقاشا واسعا على الإنترنت. في هذا الصدد، تفطن مراسلنا مؤخرا لوجود شركة تعمل في مجال تحليل جينات الأطفال بمدينة نانجينغ. وفي الوقت الذي يستهوي فيه هذا التحليل الطبي الكثير من الآباء والأمهات، يثير سيلا من التشكيك.

لاحظ مراسلنا في ساحة الفحص، بأن معدل أعمار الأطفال القادمين لإجراء تحليل جيني يتراوح بين 6 و7 سنوات، وهناك من الأطفال من لا يتجاوز عمره بعض الشهور. لكن هذا التحليل لا يعتمد على فحص عينة الدم، بل يعتمد على تحليل الريق، حيث أشار الفنيون العاملون بالشركة، بأنهم يقومون بإجراء تحليل جيني داخل المختبر لعينة الريق المأخوذة من الطفل، وإعتماد البيانات الكبرى في تحليل المعلومات، والخروج بتقرير نهائي، وتستغرق مدة التحليل قرابة شهر كامل.

فماهي المعلومات الجينية التي يمكن الحصول عليها من خلال إجراء هذا الفحص؟ وفقا للمنشورات الدعائية التي أصدرتها هذه الشركة فإن التحليل الجيني إلى جانب أنه يمكن صاحبه من الوقاية من الأمراض الوراثية، فإنه بإمكانه أن يكشف عن قدرات التعلم وموهبة القراءة والتركيز والقدرات الرياضية وغيرها من المواهب عند الطفل. لكن بعض الأولياء عبروا عن تشكيكهم في مصداقية التحليل في مايخص هذا الجانب. ووفقا لإستطلاع قام به صحفي من صحيفة يانغزي المسائية، شمل 10 أولياء، عبر 5 أولياء عن إستعدادهم لإجراء هذا التحليل إذا كانت التكلفة مناسبة، في حين عبر 3 أولياء عن عدم تحمسهم لهذا التحليل، بينما أبدى وليان التردد بين إجراء التحليل وعدم إجراءه.

السيدة ليو، من الأولياء الذي أخذوا أبنائهم لإجراء هذ التحليل، وقالت في حوار مع مراسلنا بأن الفضول دفعها لمعرفة موهبة إبنها. لكنها في ذات الوقت قالت بأن نتيجة التحليل يمكن اخذها في الإعتبار خلال تربية الطفل لكن لا يمكن الوثوق فيها بشكل كامل. كما أشارت إلى أن نتيجة هذا التحليل يمكن أن تساعدها على إستكشاف موهبة إبنها خلال أوقات الفراغ.

أما السيد لي فهو من الرافضين لهذا التحليل، ويرى بأنه شيء مثير للسخرية. وقال بأن تعليم الأطفال يجب أن يكون بشكل طبيعي ، وأضاف بأنه خطأ نتيجة التحليل قد يترتب عنه إساءة تعليم وتوجيه الطفل.

وفي البحث عن مدى إستجابة نتائج التحليل لروح العلم والمصداقية العلمية، قام مراسل صحيفة يانغ زيوان بإجراء مقابلة مع الأستاذ بمختبر التحاليل الجينية بالأكاديمية الصينية للعلوم لي روي. الذي أشار إلى أن تحليل الجينات يعد أحد إتجاهات تطور الطب في المستقبل. ولكن هذا النوع من التحاليل يعتمد غالبا في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية. في ذات الوقت، لم ينك الأستاذ لي روي، وجود عنصر الموهبة في التحليل، لأن جينات الموهبة يمكن أن تتجسد في المظهر والقامة والقدرة الرياضية والهواية، والذاكرة والتفكير المنطقي وغيرها من الجوانب. وذكر على سبيل المثال، تحليل جيني أجري في الدول الغربية على عازف بيانو، أظهر بأن عائلة هذا العازف كانت تتمتع حساسية مرهفة على مستوى السمع. لكن الموهبة تبقى ثمرة لتشابك العديد من العوامل، منها الجينية وعوامل المحيط المتعددة والإجتهاد الشخصي. وأضاف بأن العوامل الجينية وحدها لايمكن أن تحدد نجاح شخص ما في مجال ما. ونصح الأولياء بأن لايأخذوا نتيجة هذا التحليل مأخذ الجد، لكي يتيحوا لأبنائهم طرقا مختلفة نحو النجاح.