9 يونيو 2017 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تنطلق فعاليات الاجتماع السابع عشر لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في أستانا بكازاخستان في 9 يونيو الجاري. وبفضل الجهود المشتركة من قبل الدول الأعضاء، تطورت منظمة شانغهاي للتعاون إلى منظمة للتعاون الإقليمي ذات مفهوم متقدم ونفوذ دولي هام، حيث لا تلعب دورا هاما في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة فحسب، بل تسهم في زيادة التبادلات الاقتصادية والتجارية الثقافية. ويعتقد عدد من الخبراء الصينيين والأجانب خلال مقابلات أجراها معهم مراسلون من صحيفة الشعب اليومية مؤخرا أن تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي يساعد على إزالة الخلافات وتحقيق التنمية السلمية والمستقرة.
وقال الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني هان شيوي دونغ إن منظمة شانغهاي للتعاون تتمسك بمبادئ "السلام والتعاون والانفتاح"، وهي منظمة غير منحازة وغير تصادمية وغير عسكرية، وتدعو إلى تحقيق التنمية الصحية والحفاظ على الأمن الإقليمي وتحسين مستوى التنمية الاقتصادية الإقليمية من خلال الحوار والتعاون. كما أشار إلى أنه ينبغي على الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون التكيف بنشاط مع إتجاه العصر لتحرير وتسهيل التجارة ودفع عملية التكامل الاقتصادي، حتى تتمكن من مقاومة المخاطر في عملية التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء. من جهة أخرى، يجب تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الأعضاء، لتقريب المسافات بين الشعوب وكسر "الحواجز الناعمة" والقضاء على "العقبات الناعمة"، ما يتيح للدول الأعضاء تحقيق التنمية المشتركة والرخاء المشترك.
وقال سيد حسن جاويد، مدير مركز الدراسات الصينية لكلية العلوم الإجتماعية والإنسانية التابعة للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في باكستان إن الشعب الباكستاني يشكر الشعب الصيني على تأييده الدائم والثابت لإنضمام باكستان إلى منظمة شانغهاي للتعاون. وأضاف أن باكستان لديها علاقات ديبلوماسية مع جميع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، وترغب في تبادل خبراتها مع جميع الدول الأعضاء وتقاسم مزاياها في بناء الدولة وإنعاش الاقتصاد، وتحرص على ممارسة أهداف ومبادئ "ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون". واقترح على الدول الأعضاء حل المشاكل ذات الصلة والعمل بنشاط على تنفيذ الإجراءات الملموسة لضمان المصالح طويلة الأجل. كما قال أنه من الضروري على الدول الأعضاء الأعتماد على أفكارها ومواردها لتحقيق أهداف المنظمة. واقترح مواصلة تطوير وتحسين منظمة شانغهاي للتعاون من أجل صيانة الأمن الإقليمي والدولي ودفع النمو الاقتصادي الإقليمي والعالمي بصورة أفضل.
ويعتقد كونستانتين سيرويزكين، الباحث الكبير في معهد الرئاسة الكازاخية للدراسات الاستراتيجية، أن كازاخستان باعتبارها واحدة من الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، فإنها تولي اهتماما كبيرا لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، وأكد أن الأولوية الحالية هي تحقيق الالتحام بين "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"الدرب المضيئ"، وهذا هو الاتجاه الأكثر أهمية للتعاون الثنائي بين الصين وكازاخستان.
وقال الأستاذ من مركز بحوث الصين وجنوب شرق آسيا لجامعة جواهر لال نهرو بالهند، ديباك إن التجارة والترابط والتواصل المتبادل تعد أفضل الطرق للحفاظ على أمن المنطقة واستقرار الدول الأعضاء. واقترح على الدول الأعضاء التخلى عن الخلافات والسعي لتحقيق السلام والإستقرار والتنمية الإقليمية وفقا لمبادرة الحزام والطريق. وأضاف أنه في ظل صعود الحمائية التجارية العالمية وازدياد الوضع الأمني الإقليمي، ينبغي على منظمة شانغهاي للتعاون التكيف مع الوضع الجديد ودعم تحرير وتسهيل التجارة، للإسهام في دفع عملية التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية الإقليمية.
ويذكر أنه مع انضمام الدول الجديدة إلى منظمة شانغهاي للتعاون، ستصبح أكبر منظمة للتعاون الإقليمي من حيث عدد السكان والمساحة، وتتمتع بإمكانات كبيرة للتنمية والتعاون.