بكين 9 يونيو 2017 / لا تزال أعماق البحار تشكل هاوية من الغموض والأسرار حتى الآن ، ورغم سنوات على عمليات البحث والاستكشاف التي يقوم بها العلماء من جميع أنحاء العالم. ولكن هذه المغامرات لن تتوقف قبل كشف المزيد من خفايا هذا المجهول الكبير، وعليه؛ فإن الصينيين لن يكونوا استثناء من ذلك.
تحرز الصين تقدما كبيرا لتصبح قوة بحرية عالمية، حيث تقوم بدفع التكنولوجيا والأبحاث قدما وعلى جميع الصعد.
مراقبة أعماق البحار
تعمل الصين على تأسيس شبكة مراقبة غواصة، وهي أول مشروع بنية تحتية علمي وتكنولوجي على المستوى الوطني في الميدان البحري.
ومن المقرر إكمال بناء هذا المشروع في غضون خمس سنوات، وبتكلفة إجمالية تزيد على 2.1 مليار يوان ( نحو 310 ملايين دولار أمريكي).
وسيعمل الكابل الرئيسي للشبكة المذكورة على دراسة قاع بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وجمع بيانات ليتم تحليلها في شانغهاي.
كما ستعمل الشبكة أيضا على تشديد الرقابة على البيئة والكوارث البحرية.
الغوص إلى أعماق البحار
لطالما حلم الصينيون بالسفر نحو السماء والغوص في أعماق البحار لتعقب آثار التنانين. وسعيا وراء تحقيق ذلك الحلم الصيني، ستقوم الغواصة الصينية المأهولة "جياولونغ" اليوم الجمعة بغطستها الـ 150 في خندق ياب.
وأكملت "جياولونغ" المسماة تيمنا بتنين الماء الأسطوري ، أول عملية غطس ناجحة لها في العام 2009، ووصلت إلى عمق أقصى وصل إلى 7062 مترا في خندق ماريانا في يونيو 2012.
كما تم قطر كل من الغواصتين غير المأهولتين " هايلونغ 2" و "تشيانلونغ 1" في مركز أعماق البحار الوطني في تشينغداو في شهر فبراير الماضي.
وتم صنع الغواصات الثلاثة محليا، ولكل منها ميزات واختصاصات محددة.
فالغواصة "هايلونغ 2" التي تحتاج إلى سلك يُربط مع سفينة الدعم ، تستطيع العمل على عمق أقصى يصل إلى 3500 متر، أما الغواصة "تشيانلونغ 1" اللاسلكية ، فبإمكانها العمل على عمق أقصى يبلغ 6000 متر.
التنقيب في أعماق البحار
تقترب بعثة التنقيب التي تستمر لأربعة أشهر في بحر الصين الجنوبي من إكمال مهمتها الموكلة إليها، والتي تعتبر جزءا من برنامج دولي لاستشكاف المحيطات.
ومن بين 66 عالما من 13 دولة يقومون بأعمال التنقيب على متن السفينة "جوديز ريسوليوشن" هناك 26 عالما من الجامعات والمعاهد البحثية الصينية.
ومنذ انضمامها إلى البرنامج الدولي لاستكشاف المحيطات في العام 1998، قامت الصين بلعب دور رئيسي في عمليتي تنقيب سابقتين في بحر الصين الجنوبي في عامي 1999 و 2014. وقام العلماء بجمع نماذج وعينات لدراسة التغيرات المناخية وتشكيل الأحواض.
وستواصل الصين تنظيم المهمات الدولية وتأسيس مركز جديد لأبحاث رواسب أعماق البحار الأساسية بين عامي 2018 و 2020، ومن ثم العمل على بناء جيل جديد من سفن التنقيب في أعماق البحار.