العاهل المغربي يدعو القارة الافريقية إلى التحدث "بصوت واحد" في مؤتمر المناخ بمراكش

مراكش 16 نوفمبر 2016 / دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم (الأربعاء) القارة الافريقية إلى ضرورة التحدث "بصوت واحد" للمطالبة بالعدالة المناخية خلال الدورة ال 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22).

وقال الملك في خطاب وجهه في افتتاح قمة عقدها قادة ومسؤولو الدول الإفريقية تحت عنوان "قمة العمل الإفريقية" على هامش الدورة ال 22 لمؤتمر المناخ في مراكش إنه "من الأهمية بمكان أن تتحدث قارتنا بصوت واحد وتطالب بالعدالة المناخية وبتعبئة الامكانات الضرورية وأن تتقدم بمقترحات متفق عليها في مجال مكافحة التغيرات المناخية".

وعُقدت هذه القمة بدعوة من العاهل المغربي بهدف تنسيق جهود بلدان القارة السمراء بشأن مواجهة التغيرات المناخية والعمل على تحقيق تنميتها المستدامة.

ودعا الملك في خطابه "إلى تأسيس إفريقيا صامدة في وجه التغيرات المناخية، وثابتة على درب التنمية المستدامة، افريقيا حريصة على ترشيد استعمال مواردها (..) في انسجام تام مع مقومات هويتها والتي تتمثل في ثقافة التشارك والانصاف والتضامن".

وحذر من أن القارة السمراء هي الأكثر تضررا، قائلا "إن قارتنا تدفع ثمنا غاليا في المعادلة المناخية، وهي بدون شك القارة الأكثر تضررا"، رغم أنها "لاتنتج سوى 4 بالمائة من انبعاثات الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري".

وأوضح أن عدد اللاجئين بالقارة بسبب تغير المناخ بلغ عشرة ملايين شخص.

وتابع أنه بحلول سنة 2020 سيضطر ما يقرب من 60 مليون شخص للنزوح بسبب ندرة المياه إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.

وذكر الملك بأن "الخزان الهائل للمياه، الذي كانت تشكله سابقا بحيرة تشاد فقد حتى الآن 94 بالمائة من مساحته، وهو مهدد بالجفاف التام. كما تختفي كل سنة أربعة ملايين هكتار من الغطاء الغابوي بإفريقيا بنسبة تفوق بضعفين المعدل العالمي".

وحدد الملك متطلبات ضرورية يتعين إنجازها لتجاوز هذه الوضعية تضمنت، تحديد الإجراءات الضرورية للوصول للتمويلات بغية تنظيم الجهود الرامية لتحقيق تكيف القارة، وتحديد الآليات التي يجب وضعها لدعم تنفيذ البرامج الرائدة.

كما شملت تعزيز القدرات المؤسساتية للقارة الافريقية، واستغلال الفرص التي تتيحها التنمية منخفضة الكربون ودراسة آثارها في مجالات الطاقة والابتكار التكنولوجي والمهن المرتبطة بالأنشطة الخضراء.

وحث الملك على دعوة الشركاء الاستراتيجيين للقارة السمراء لدعمها، معتبرا أن ذلك "أصبح ضرورة" بجانب العمل الذاتي للمساهمة في رفع "الحيف المناخي" عن القارة.

وعرف هذا الاجتماع رفيع المستوى مشاركة زعماء الدول ورؤساء الحكومات ووفود من 50 بلدا إفريقيا.

كما تشهد هذه القمة مشاركة ممثلي مجلس التعاون الخليجي ورؤساء وفود منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الإفريقي، والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية.