ظهرت حاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" في المياه الاقليمية السورية في الأونة الاخيرة. ووفقا لما ذكرته وسائل الاعلام الروسية، توجهت حاملة الطائرات الروسية الى المياه السورية تلبية لطلب واستدعاء الحكومة السورية لتعزيز جهودها في مكافحة الارهاب. ووفقا لما نشرته صحيفة روسية، صرح الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "تايمز" البريطانية، أن روسيا لا تحاول أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، كما لم تطالب بظهور رئيس الدمية .
اطمئنان سوري وقلق غربي
من الواضح أن وصول حاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية"الأميرال كوزنيتسوف" الى المياه الاقليمية السورية بعث الطمأنينة في نفس الجيش السوري. وتعتقد مجلة "الايكونوميست" البريطانية، أن المساعدات والدعم الذي قدمته روسيا طيلة السنوات الخمسة الماضية عزز الثقة بالنفس عند الجيش السوري. ولكن، بالنسبة للنجاح الروسي، تعتبر الدول الغربية بأن دخول روسيا الى سوريا غير مسؤول وهو تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ومعادية للديمقراطية ولا تحارب الارهاب. وقال لي وي جيان رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية بمعهد شنغهاي للدراسات الدولية:" الدول الغربية بقيادة امريكا غير راضية، ولكن ليس بيدها حيلة."
المصلحة المتبادلة قوة دافعة
صرح الرئيس الروسي فلاديمين بوتين لصحيفة روسية في مواجهة الاصوات المشككة الغربية ، بأن روسيا ليس لديها نية التدخل في الشؤون الداخلية السورية. وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مؤخرا ، أن روسيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية السورية، وليس لديها اي نية اقامة حكومة عميلة. وقال قاوفي، أستاذ في الاكاديمية الدبلوماسية، أن القوة الروسية شهدت تقلصا الى حد ما ، واخدت الاستراتيجية الروسية الكبرى في تقلص ايضا بعد الحرب الباردة. مضيفا، دخول روسيا الى سوريا هو نوع من الاسترخاء الاستراتيجي. وتابع قاوفي قائلا:" ولكن هذه ليست سوى البداية، ولا بد أن تستمر روسيا في السعي للمزيد من الأهداف بعد الانتصار العسكري في سوريا، ومن المرجح أن يكون السعي للمزيد من حقوق الصوت وقوة التأثير الأكبر بعد نجاحها في وضع موطئ قدم قوي في منطقة الشرق الاوسط."
صعوبة تغيير الوضع، وتراجع الصراع
هل الضربات الجوية الروسية ستغير الوضع السوري؟ وفقا لتقارير وسائل الاعلام الاجنبية، الاقتتال في سوريا في الوقت الحاضر اقل مما كان عليه في السنوات السابقة، ولكن ما يقلق اليوم هو امكانية حصول المعارضة الروسية المسلحة والمنظمات الاسلامية المتطرفة على العمالة والمعدات من الخارج، وبالتالي من الصعب تغيير القصف الروسي من الحرب السورية. وعلق قاوفي قائلا: "التدخل الروسي لا يمكن أن يحل الازمة السورية، وأن كل شيء داخلي هو أساس، العوامل الخارجية شروط، وتعمل العوامل الخارجية من خلال العوامل الداخلية، وإن التناقضات السورية الحقيقية داخليا، امكانية عمل قوى خارجية محدود الى حد ما."
لكن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ممثل الدول الغربية سوف تتحسن ولا يمكن أن تستمر في التدهر. وقال قاوفي:" يمكن أن نلاحظ بعد انتخابات الرئاسية الامريكية ، وتركيز دونالد ترامب على نقطة التنمية السياسية والاقتصادية المحلية، وعدم التركيز على منطقة الشرق الاوسط مؤقتا، سيفضي الى تحسين العلاقات الامريكية الروسية."وهذا يعني أن احتمال نشوب نزاع بين الولايات المتحدة وروسيا على الاراضي السورية منخفض، والوضع في سوريا يميل الى تراجع في المستقبل.