بكين 8 نوفمبر 2016 / يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع في أنحاء الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء) لانتخاب رئيس جديد، والاحباط يتملكهم كونهم أمام اثنين من أقل المرشحين المرغوب فيهم ربما على مدار تاريخ سياسة الانتخابات الأمريكية بأسره وكونهم يواجهون مستقبلا غامضا.
وإن اقتراب ما شهدته الأشهر الماضية من حملة انتخابات رئاسية يشوبها التشهير وتدفعها الإهانات وتعصف بها الفضائح اقترابها من نهايتها لا يريح سوى فئة قليلة، إذ أن مزيدا من التصريحات الأكثر حدة أو الوعود الزائفة قد تتبعها حتى بعد تولى إدارة جديدة لزمام الحكم.
وفي سعيهما إلى أن يحلا محل الرئيس الأمريكي المنتهية فترة ولايته باراك أوباما، كان المتنافسان في السباق إلى البيت الأبيض عديما الضمير ومتنافرين للغاية.
فقد أعلنت وفاة الفكرة التقليدية التي تقول إن أي سباق للرئاسة ينبغي أن يكون سباقا يضم أفضل خيارات عالم السياسة. فقد اتبع المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون كل الوسائل الممكنة تقريبا لإقناع الدوائر الانتخابية بافتقار الآخر لمؤهلات تقلد هذا المنصب بالبيت الأبيض.
ونجحا معا في كشف أحلك جانب من جوانب النظام السياسي الذي تعتزم واشنطن فرضه على بقية العالم.
وإن وصول ترامب إلى مركز الصدارة في السياسة الأمريكية لم يأت بالتأكيد من قبيل الصدفة. فقد جاء صعوده إلى حد كبير بسبب سخط شعبي قوى إزاء المؤسسة السياسية القائمة في واشنطن التي فقدت التواصل مع الطبقة العاملة.
ومع ذلك، يشعر أنصاره بصورة شبه مؤكدة بخيبة أمل. فقطب العقارات الذي تحول إلى سياسي يحظى بدعم ضئيل داخل دائرته. وقدرته على تقديم هذا النوع من التغيير الذي يريده أنصاره أمر مشكوك فيه إلى حد كبير، ناهيك عما إذا كان هذا الملياردير يرمى حقا إلى الوفاء بما وعد به.
وعلى نحو مغاير لترامب، تعد كلينتون سياسية مخضرمة تصقلها الخبرة، ولكن استطلاعات الرأى المتكررة أظهرت أن الكثيرين يؤمنون بأنها لن تصبح زعيمة جديرة بالثقة.
فعلى السيدة الأولى سابقا، التي تسعى إلى العودة إلى البيت الأبيض كرئيسة للبلاد، أن تخفي أو تحرف قائمة طويلة من الحقائق المزعجة التي لا تريد الجماهير معرفتها.
فرسائل البريد الإلكتروني التي حاولت إخفائها عن أنظار الرأى العام يمكن بسهولة أن تذكر الناس بفضيحة ووترغيت والأشرطة السرية للرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون. وبهذا، تبدو خبرتها السياسية الغنية الآن عائقا أكثر من كونها ميزة.
ومن ناحية أخرى، فإن نهج المرشحين تجاه السياسة الخارجية مثير بالمثل للقلق.
فربما تتحول إدارة يقودها ترامب بعيدا عن اللاجئين السوريين الذين ينبغي أن تستقبلهم بلاده. فقد فقدوا ديارهم بسبب حرب دامية وقائمة منذ فترة طويلة ساعدت واشنطن على اشعال شرارتها واستدامتها.
وبالنسبة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، يعتقد أن كلينتون تدفع عقيدة الصقور. ففي ظل إدارة تقودها كلينتون، لن يصبح حدوث مزيد من المغامرات العسكرية الخارجية أمرا مفاجئا.
إن تكتيك إلقاء اللوم على روسيا في مسألة تسريب الرسائل الإلكترونية لن يساعد كثيرا في تعزيز حملة كلينتون، ولكن من شأنه أن يجعل من الصعوبة بمكان على كلينتون إذا ما أصبحت رئيسة التواصل مع دولة ربما تجد على مضض ضرورة العمل معها في العديد من الشؤون الملحة في العالم مثل إنهاء الحرب في سوريا.
ويجرى حاليا الإدلاء بالأصوات وأيا كانت النتائج، فالمشكلات وحدها هي الأمر المضمون بالنسبة للولايات المتحدة وبالنسبة للعالم.