الأمم المتحدة 7 نوفمبر 2016 / بعد الزيادة الأخيرة في الهجمات العشوائية القاتلة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إلى بذل الجهود لحمايتها وتحسين قدرات عمليات حفظ السلام في مواجهة العنف الحديث للتطرف والإرهاب.
وجاءت هذه المناشدة خلال نقاش جرى بعد مقتل جندي حفظ سلام من توغو وجرح سبعة آخرين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، في هجوم على قافلة تابعة لقوات حفظ السلام الأممية يوم الأحد في شمال مالي.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون إن عمليات حفظ السلام الأممية تواجه بشكل متزايد تهديدات أمان غير متناظرة من الجماعات المتطرفة والإرهابية العنيفة
وردا على ذلك، أعرب عن اعتقاده أن الأمم المتحدة تحتاج إلى تعزيز قدرات عمليات حفظ السلام والحصول على فهم أعمق للبيئة التشغيلية، داعيا إلى اتخاذ تدابير محددة ووقائية لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن ما مجموعه 129 عنصرا من قوات حفظ السلام قد قتلوا في عام 2015، و69 آخرين قد قتلوا خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
وقالت ميشيل جان، الأمين العام للمنظمة الدولية الفرانكفونية، إن "التهديدات مستمرة".
ولفتت جان إلى أنه ينبغي على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة امتلاك قدرات أكثر مرونة وقوة في عملياتها وذلك من أجل حماية نفسها في نفس الوقت.
وأفادت أنه من أجل تحقيق هذه الغاية، فإنه من الضروري السعي نحو إقامة تعاون فعال متعدد الأطراف مع البلد المضيف والمنظمات الإقليمية.
من جهته، أكد وزير خارجية السنغال، مانكور ندياي، رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، على حاجة الأمم المتحدة إلى تكييف عمليات حفظ السلام مع البيئة لضمان فعاليتها، قائلا إن الهجمات العشوائية، سواء كانت من جانب إرهابيين أو عناصر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، تعتبر خطيرة.
ولدى إشارته إلى أهمية القدرات الحديثة، ولا سيما في قطاع الاستخبارات، قال إن التنسيق مع الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب يعد أمرا بالغ الأهمية.
من جانبه، قال ليو جيه يي، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، للمجلس، إنه "يجب علينا النظر في قدرة عمليات حفظ السلام في تنفيذ تفويضها" و"القدرات الحالية لمثل هذه العمليات التي تمكنهم (قوات حفظ السلام) من مواجهة هذه الأخطار".
ودعا ليو إلى إدخال تحسين منهجي في عمليات حفظ السلام، بما في ذلك تعزيز الاستجابة لحالات الطوارئ والتحذيرات الأمنية وقدرات الحماية.
وتعتبر الصين هي أكبر مساهم في قوات حفظ السلام من بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، إذ أنها مشاركة بأكثر من 2600 عنصر من أفراد القبعات الزرقاء في 11 بعثة في الوقت الراهن، وبإجمالي يصل إلى نحو 30 ألف عنصر من قوات حفظ السلام على مر السنين.
بدوره، قال خيرت عبدرحمانوف، سفير قازاقستان، إن عمليات حفظ السلام المختلطة الحالية مثل بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة "كلها أكثر ضعفا وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة لخطة ممنهجة للحد من ارتفاع المخاطر عن طريق تكييف المناهج الحالية أو إنشاء إستراتيجيات جديدة".
وأضاف أن تحسين فهم السياق السياسي والتاريخي "هو أمر ضروري للغاية" بالنسبة للبعثات متعددة الأطراف الموجودة في أوضاع خطرة.
كما أعرب السفير القازاقي عن اعتقاده بأن الدعم الفني مهم أيضا، مشيرا إلى إمكانية استخدام الطائرات بدون طيار "لأغراض المراقبة فقط"، واستخدام معدات استخباراتية لمراقبة البيئة.