تقرير إخباري: جهود عربية وافريقية لبحث تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا

القاهرة 7 نوفمبر 2016 /تبذل أطراف عربية وأفريقية جهودا مكثفة لبحث التطورات في كل من سوريا وليبيا، وسبل التعامل مع مستجدات الأوضاع فيهما.

على صعيد الأزمة السورية، وفي اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصرية سامح شكرى اليوم (الاثنين) من نظيره الروسي سيرجي لافروف، بحثا تطورات الأوضاع في سوريا والجهود المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلي المواطنين السوريين في حلب .

و قال المستشار أحمد ابو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن شكري ولافروف تناولا أيضا مشروع القرار "المصري - النيوزلندي - الإسباني" المطروح أمام مجلس الامن حاليا للتعامل مع الأوضاع الإنسانية في سوريا وتمكين الامم المتحدة من توصيل المساعدات الإنسانية إلي حلب.

واستعرض شكري الجهود التي تقوم بها بعثه مصر الدائمة لدي الأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر بين أعضاء مجلس الامن حول مشروع القرار.

وشدد علي أهمية أن يتعامل مجلس الأمن بأكبر قدر من الجدية مع المعاناة الانسانية للشعب السوري، وأن يتجاوز الخلافات القائمة التي كشفت عنها المداولات حول مشاريع القرارات التي طرحت أمام أعضاء المجلس خلال الفترة الماضية بشأن سوريا.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، شهدت حلب مواجهة عسكرية، وصفت بأنها "الأشد عنفا" منذ حوالي أربع سنوات في أعقاب هجوم واسع النطاق لمقاتلي المعارضة المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب.

ويهدف الهجوم، الذي قامت به عدة فصائل إسلامية متشددة، وأطلقوا عليه اسم "ملحمة حلب الكبرى"، لكسر حصار الجيش السوري على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب.

ويفرض الجيش السوري منذ أشهر حصارا على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب، ودعاهم مرارا إلى مغادرة الأحياء الشرقية إلى مناطق أخرى تحت سيطرتهم في محافظة إدلب شمال غرب سوريا

على نفس الصعيد، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مع رئيس الدائرة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا هيثم المالح، ومدير مكتب الائتلاف بالقاهرة عادل الحلواني لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال المالح في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، انه تم خلال اللقاء، استعراض الأوضاع في سوريا، وطلب نقل ملف سوريا من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف المسئول السوري أنه تم المطالبة خلال اللقاء ايضا بمقاضاة المتورطين في القتل من النظام السوري ومن الجهات المتطرفة الأخرى.

وأردف "كان الحديث شاملا حول سوريا، وأدلينا ببعض الآراء السياسية حول الأوضاع العامة في سوريا والمنطقة العربية، وضرورة أن تأخذ الجامعة العربية زمام المبادرة وأن تعمل من أجل تسوية الأوضاع في سوريا بما يحفظ للشعب السوري حقوقه وكرامته".

وفي الآونة الأخيرة شن الجيش السوري العديد من الهجمات على مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة بهدف استعادتها وتأمين محيط العاصمة.

فيما تعمل الحكومة السورية، خاصة وزارة المصالحة الوطنية على التوصل إلى اتفاق مع المسلحين في مدينة دوما أهم معقل لمقاتلي المعارضة المسلحة بريف دمشق للخروج منها.

وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفا دوليا يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وأعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015.

أما على صعيد الأزمة الليبية، تستضيف العاصمة الأثيوبية، أديس ابابا، غدا الثلاثاء اجتماع على مستوى القمة حول تطورات الأوضاع المتأزمة في ليبيا.

ويضم الاجتماع الدول أعضاء اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا (جنوب أفريقيا – الجابون – إثيوبيا – النيجر – موريتانيا)، ودول جوار ليبيا ( مصر – السودان – تشاد – الجزائر – النيجر- تونس)، بالإضافة إلى كل من ليبيا وأوغندا والكونغو.

وبدأت جهود الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الأزمة الليبية في أعقاب ثورة 17 فبراير 2011، حيث قام الاتحاد الأفريقي بتشكيل لجنة رئاسية رفيعة المستوى معنية بليبيا بهدف التواصل مع أطراف الأزمة إلى أن صدر قرار مجلس الأمن رقم 1973 والمتضمن وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية ووقف الهجمات ضد المدنيين.

وقال المستشار أحمد ابو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية ، إن الاتحاد الأفريقي بدأ مرة أخرى في تنشيط مساعيه للتعامل مع الوضع في ليبيا من خلال القرار الصادر عن قمة الاتحاد في يناير 2016 بشأن تشكيل لجنة رئاسية جديدة رفيعة المستوى معنية بليبيا.

وأشار أبو زيد إلى قيام الاتحاد الأفريقي بتعيين الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي كمبعوث جديد للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا.

ونوه إلى أن اللجنة رفيعة المستوى عقدت اجتماعا واحدا في 21 سبتمبر الماضي بنيويورك على هامش فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة دول جوار ليبيا.

وأوضح أن وزير الخارجية، سامح شكري سيمثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القمة الأفريقية حول ليبيا، مشيرا إلى أن المشاركة المصرية تهدف إلى طرح رؤيتها الخاصة بالتعامل مع الوضع فى ليبيا.

كما تستهدف المشاركة المصرية، التأكيد على محورية اتفاق الصخيرات، ودعم كافة الجهود التى تستهدف تحقيق الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي أو الدولي.

الأمر الذي تناوله شكري أيضا خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من نظيره الروسي لافروف، تطورات الأوضاع في ليبيا والجهود المبذولة لمساعدة الاطراف الليبية للتوصل إلي التوافق المطلوب لتنفيذ اتفاق الصخيرات.

ويُعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الخميس المقبل اجتماعا غير عادي للمندوبين الدائمين لاختيار مبعوث الجامعة العربية الخاص لليبيا.

ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) عن مصدر مسئول بالجامعة العربية قوله إن الاجتماع يعقد تفعيلا للقرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد في 8 سبتمبر الماضي بشأن تعيين ممثل للامين العام لليبيا.

وأضاف المصدر أن الاجتماع يعقد بدعوة من الأمين العام للجامعة العربية، موضحا أن أبو الغيط سيقوم خلال الاجتماع بطرح اسم المرشح لشغل هذا المنصب .

وأشار إلى أنه تجرى مشاورات حاليا بين الأمين العام للجامعة العربية ومسئولي الدول العربية للتوافق بشأن اسم المرشح .

كان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أعلن مؤخرا أن المرشح لمنصب مبعوث الجامعة العربية بشأن ليبيا ليس مصريا وأنه سيتم تكليفه بمهامه قريبا. /نهاية الخبر/