بعقوبة، العراق 11 أغسطس 2016 / شهدت مناطق عديدة بمحافظة ديالى شرقي العراق بروز مهنة مستحدثة جذبت اليها خريجي الجامعات العاطلين عن العمل واصبحت مصدرا لكسب عيشهم.
وقال هادي خالد (26 عاما) وهو يحمل كاميرا ويلتقط الصور التذكارية لاسر في محيط مرقد ديني قرب قرية شفته جنوب بعقوبة، مركز محافظة ديالى لوكالة انباء (شينخوا) "تخرجت من الجامعة منذ ثلاث سنوات ولم احصل على اي وظيفة حكومية رغم محاولاتي الكثيرة والعديدة لكن كلها ذهبت بدون جدوى".
وتضم ديالى أكثر من 30 مرقدا ومزارا دينيا منتشرة في عموم المدن والبلدات والقرى خاصة في بعقوبة، والتي تستقطب يوميا آلاف الاسر لزيارتها.
وأضاف خالد أن " الصدفة هي التي دفعته ليصبح مصورا جوالا يوثق ذكريات العوائل التي تزور المراقد والاضرحة الدينية في بعقوبة ومحيطها خلال ايام الاسبوع مقابل أجر مادي مناسب".
وتابع انه " يحب فن التصوير لكن لم يخطر بباله يوما بان الكاميرا ستكون مصدر رزقه، بعدما فقد الامل في نيل وظيفة حكومية رغم انه كان يحلم ان تكون خاتمة سنوات الدراسة الطويلة وظيفة تؤمن له موردا محترما وتساعده في مشوار حياته ".
اما فؤاد صبحي مصور اعراس (28 عاما) قال " المصور الجوال مهنة لم تكن معروفة بشكل عام في ديالى لكن الظروف الاقتصادية هي من خلقتها ودفعت الكثير للانخراط بها لانها ذات مردود مالي مناسب".
وتبلغ معدلات البطالة في ديالى نحو 25 بالمائة، يشكل خريجو الجامعات فيها النسبة الاعلى خاصة في السنوات الاخيرة، التي شهدت تدهورا في الاوضاع الاقتصادية نتيجة تدهور الوضع الامني في المحافظة.
وأضاف صبحي، خريج جامعة أن " مساحة عمل المصور الجوال لا تتركز في مكان معين بل هناك من يعمل في الكازينوهات الشبابية او الحدائق العامة او المراقد والاضرحة الدينية بالاضافة إلى قاعات الاعراس".
واوضح صبحي أنه اصبح افضل حالا من زملاءه العاطلين عن العمل منذ سنوات ما خلق لهم مشاكل نفسية ومجتمعية قاسية والبعض منهم يعمل في مهن لا تؤمن لهم الحد الادنى من العيش المناسب.
إلى ذلك، قالت نجاة عزيز (45 سنة)، مدرسة وهي تلتقط صورة تذكارية مع اسرتها في مرقد ديني قرب بعقوبة " إن اغلب العوائل تحبذ التقاط الصور التذكارية بشكلها التقليدي رغم الحداثة التي طرأت على اجهزة النقال والتي وفرت مساحة واسعة في التقاط الصور العائلية ".
وأضافت عزيز إن " التعامل الايجابي من قبل المصورين الشباب هو من انجح مهنتهم وكسبهم المزيد من الزبائن اضافة إلى ان بعضهم يضيف ميزة جميلة على الصور ويجعلها تنبض بالحياة ".
فيما اشار حسن عزيز يملك قاعة تصوير متواضعة في بلدة بني سعد (20 كلم) جنوب غرب بعقوبة إلى أن المصور الجوال اصبحت اشبه بطوق نجاة للكثير من العاطلين عن العمل خاصة من حملة الشهادات الجامعية.
وكشف عزيز ان ابنه انخرط في مهنة المصور الجوال لانه احبط من انتظار الحصول على وظيفة حكومية وقرر البحث عن فرصة عمل تنقذه من شبح وقسوة البطالة.
ودعا عزيز إلى ضرورة تفعيل مبدأ منح القروض المالية لخريجي الجامعات من أجل تمويل مشاريع مصغرة لهم تساعدهم في بناء مشوار حياتهم لانه ضروري جدا لاعطاءهم الامل بالغد.
من جهتها، أكدت عضو مجلس ديالى نجاة الطائي وجود جيش من العاطلين من حملة الشهادات الجامعية في المحافظة تصل اعدادهم إلى عشرات آلالاف لم ينجحوا في نيل وظيفة في المؤسسات الحكومية بسبب عدم القدرة على استيعابهم ناهيك عن ضعف قدرات القطاع الخاص.
ومضت الطائي تقول إن " الحاجة هي من دفعت إلى بروز مهن لم تكن موجودة أو معروفة في مجتمع ديالى كان للكثير من لخريجي الجامعات نصيب في الانخراط بها لتأمين مصدر رزق لهم ".