9 أغسطس 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يصادف اليوم 9 أغسطس، اليوم السابع من الشهر السابع حسب التقويم القمري الصيني، يوم "تسي سي"، وهو ما يعرف بعيد الحب في الثقافة التقليدية الصينية. وقبل حلوله بأسبوع، بدأ "إقتصاد الرومنسية" يشهد رواجا كبيرا، وشرعت العديد من المحلات التجارية في تقديم مختلف التخفيضات التجارية. لكن تحول الأعياد التقليدية إلى مناسبات تجارية، ظل ظاهرة تثير الجدل.
"ظلت مبيعات المجوهرات تشهد إرتفاعا ملحوظا خلال أعياد الحب التقليدية في السنوات الأخيرة، ونحن نطرح عروضا خلال هذه المناسبة من كل عام." تقول بائعة بمحل للمجوهرات بمتجر هواليان ببكين، ويعد عيد الحب الصيني فرصة لترويج المنتجات المناسبة للإحتفال بهذا العيد، لذلك قامت محلات المجوهرات بطرح أصناف مميزة من المجوهرات لجذب الزبائن الكامنين.
"تسجل مبيعات الهدايا ومختلف السلع التجارية والمطاعم إرتفاعا في الإيرادات في عيد الحب الصيني من كل عام. كما تقوم مختلف العلات التجارية بطرح فعاليات ترويجية بهذه المناسبة." يقول أحد المسؤولين بالفضاء التجاري جوي سيتي بمنطقة شيدان من مدينة بكين.
إلى جانب المجوهرات، تعد الورود والشكولاطة من بين الهدايا المحبذة في عيد الحب الصيني، لذا تشهد أسعار الورود إرتفاعا كبيرا خلال هذه المناسبة. تظهر بيانات متجر تيانماو الإلكتروني، أن متوسط مبيعات الزهور قد بلغت 2.1 مليون يوان يوميا في عام 2014، وفي عيد الحب الصيني التقليدي لعام 2015، بلغت مبيعات الزهور 41.5 مليون يوان، بزيادة 97%.
ويشير مسؤول من متجر تيانماو، إلى أن مبيعات الزهور في عيد الحب الصيني التقليدي وعيد الحب 14 فيبراير، تمثل أكثر من 10% من إجمالي مبيعات العام الكامل، وتفوق مبيعات الزهور في عيد الحب الصيني بنسبة كبيرة المبيعات في 14 فيبراير.
في ذات الصدد، إنتبه مراسلنا إلى أن عدة متاجر أخرى، حاولت أن تربط منتجاتها بعيد الحب أيضا.
مثلا، طرحت بعض علامات الأحذية الرياضية على منصة تيانماون "أحذية العشاق"، وقد بدأت طلبات الشراء على هذه الأحذية منذ نهاية شهر يوليو، ونظرا للعدد الكبير من الزبائن، يجد المتجر نفسه أحيانا غير قادر على تلبية جميع طلبات الشراء.
إضافة إلى إزدهار المبيعات على الإنترنت وفي الفضاءات التجارية، ساهم عيد الحب في دفع قطاع تجاري آخر، وهو الحجوزات الفندقية، إذ وفقا للبيانات الإحصائية لموقع "تشونار" السياحي، بلغت نسبة الحجوزت الفندقية في مختلف أنحاء الصين يوم 5 أغسطس ليوم عيد الحب الصيني 96%، أي أكثر من العام الماضي بـ 34%.
هل يوافق الناس على دفع فاتورة تحول الأعياد التقليدية إلى مناسبات تجارية؟
تسعى المحلات التجارية لإغتنام فرصة عيد الحب لترويج سلعها، في المقابل لدى المستهلكين وجهة نظرهم الخاصة لتحول هذا العيد إلى مناسبة تجارية. "في الماضي كنت لا أهدي لزوجتي هدية إلا في عيد الحب، أما اليوم، فتحولت آيام 20 ماي، واليوم السابع من الشهر السابع حسب التقويم الصيني إلى أعياد أيضا، وأصبحت نوعية الهدايا التي يجب شرائها مسألة تحتاج إلى تفكير." يقول الشاب لي يان متذمرا. فبعد أن أهدى لزوجته طقم ماكياج في 20 مايو، سرعان ما حل عيد الحب الصيني، وهو لايدري ماذا عليه أن يشتري.
"ليس هناك مشكلة مادية، فشراء الهدايا في الأعياد شيء ضروري، لكن أشعر أن الشكل قد غلب على المعنى في هذه الأعياد. وأحيانا أفكر في أن العلاقات بين جيل أمهاتنا وآبائنا لم تتأثر بعدم إهداء الهدايا." يقول لي يان متنهدا.
يرى لي يان أن الأعياد التقليدية مثل عيد الحب، قد أخذت منحا تجاريا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. ويقول أحد المتخصصين في دراسة العادات والتقاليد أن قصة عيد الحب الصيني تتذكر ولاء الحب بين الزوجين وليس العشاق العاديين. لذا فإن إعتبار عيد الحب الصين على أنه عيد حب، هو إبتذال لثقافة هذا العيد.
"عيد الحب الصيني، عيد الحب، و20 مايو، هي في الحقيقة فرصا لتحفيز الإستهلاك والبحث عن المتعة." في هذا السياق، تقول سيدة إسمها تشو، حاورها مراسلنا بأنها عادة ماتخرج للعشاء أو التسوق مع زوجها في عيد الحب، ولاتبالغ في الإحتفال، لكنها تبع أن تستمتع.
"في الحقيقة، لاداع لإعطاء هذا العيد أهمية أكثر مما يستحق من أهمية، هو مجرد فرصة للراحة وتخفيف ضغوط العمل والحياة اليومية." تقول السيدة تشو.