الخرطوم 8 أغسطس 2016 / أنهت المعارضة السودانية المنضوية تحت لواء (تحالف نداء السودان) شهورا من الجدل حول "خارطة الطريق" الافريقية بعد التوقيع عليها اليوم (الاثنين) بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ويفتح التوقيع على الوثيقة التى اقترحتها الوساطة الإفريقية فى مارس الماضى نافذة للأمل بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضع حدا للمشكلات السودانية لاسيما فى إقليم دارفور ومنطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ووقع على وثيقة الاتفاق ممثلا حركتى "العدل والمساواة" و"تحرير السودان" المسلحتين بإقليم دارفور ومندوب الحركة الشعبية - قطاع الشمال المتمردة بجنوب كردفان والنيل الأزرق ورئيس حزب الأمة القومى المعارض وذلك بحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقى.
وقال محمود كان رئيس مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي بالسودان في تصريح أورده المركز السوداني للخدمات الصحفية "ان توقيع المعارضة السودانية والحركات اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا علي خارطة الطريق خطوة مهمة وتاريخية من شأنها ان تسهم في تحقيق السلام الشامل ودفع عجله التنمية والاستقرار بالبلاد".
وأضاف ان "صدق النوايا والنزاهة هما الضامن الاول لنجاح العملية والتي بدورها ستؤدي إلي الإسراع لوقف العدائيات ووقف إطلاق نار بصورة نهائية في كافة مناطق السودان المتأثرة بالحرب".
وتسود حالة من التفاؤل الأوساط السياسية السودانية كون ان توقيع تحالف نداء السودان المعارض على اتفاق "خارطة الطريق" من شأنه المساعدة على إيجاد أرضية مناسبة لحوار جاد من أجل التوصل إلى اتفاقيات سلام فيما يتصل بقضيتى دارفور ومنطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وتعهد إبراهيم محمود حامد رئيس وفد الحكومة السودانية المفاوض ، فى تصريحات صحفية بالخرطوم قبيل التوقيع على خارطة الطريق ، بالدخول فى مفاوضات جادة مع تحالف نداء السودان بعد إقراره الوثيقة.
وقال ان "الوفد الحكومى سينخرط مباشرة في عقد اجتماعات مع قوى نداء السودان عقب التوقيع مباشرة على خارطة الطريق".
وأعرب حامد عن الأمل في أن تكون الأطراف الأخرى بنفس الإرادة السياسية والقوة التي يدخل بها الوفد الحكومى للمفاوضات.
واوضح بشارة جمعة أرور عضو الوفد الحكومى ، فى تصريح صحفي " أن الجلسة التي ستنطلق الثلاثاء بين وفد الحكومة وتحالف نداء السودان ستناقش الترتيبات الأولية المنصوص عليها فى خارطة الطريق، التي تختص بوقف العدائيات، ووقف دائم لإطلاق النار، والعمل على إسراع المساعدات الإنسانية".
من جانبه ، قال أحمد بلال عثمان المتحدث باسم الآلية التنسيقية لمؤتمر الحوار الوطني المعروفة بـ (7+7) " إن توقيع قوى نداء السودان على خارطة الطريق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سيفتح الباب واسعا للتوصل لرؤية وطنية مجمع عليها من الأطراف كافة".
وأضاف عثمان ، فى تصريحات أوردها موقع (الشروق) الحكومى ، ان "المحك الرئيسي في المرحلة الحالية هو توافر الإرادة السياسية لدى الأطراف ، هناك حالة من الرشد والتعقل قائمة في الوقت الراهن غير حالة التهور والاندفاع التي كانت سائدة سابقا".
وأعرب الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي المعارض في بيان صحفى ، قبل التوقيع على خارطة الطريق ، عن تفاؤله بالتطورات على صعيد التفاوض بين الخرطوم وتحالف نداء السودان.
ووصف المهدي التوقيع على خارطة الطريق بأنه حدث وطني تتطلع إليه جماهير الشعب السوداني كافة باعتباره يحقق الاستقرار في ربوع الوطن.
وقدمت الوساطة الإفريقية وثيقة "خارطة الطريق" ، فى 21 مارس الماضى ، ووقعت عليها الحكومة السودانية، بشكل منفرد انذاك ، ورفضها تحالف نداء السودان.
وتنص الخارطة على ترتيبات متعلقة بوقف اطلاق النار فى منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق واقليم دارفور والدخول فى عملية سياسية ، واشراك الحركات المسلحة فى اعمال مؤتمر الحوار الوطنى المنعقد بالخرطوم.