بكين اول اغسطس 2016 / بنشر النظام الصاروخى ثاد المضاد للصواريخ فى كوريا الجنوبية فإن واشنطن لا تربط سول بالعربة الأمريكية فحسب، بل تلقى ايضا بظلال حرب باردة جديدة فوق شمال شرق آسيا بما يسبب الضرر للسلام والاستقرار الاقليميين.
وبالنسبة للصقور فى واشنطن فإن نشر نظام ثاد الصاروخى على شبه الجزيرة الكورية يعد انتصارا مرحليا لجهودهم فى صياغة نسخة آسيوية من منظمة حلف شمال الاطلنطى (الناتو)، حيث ان نظام ثاد فى كوريا الجنوبيا يمكن أن يتكامل مع الانظمة المقامة بالفعل فى القواعد العسكرية الأمريكية فى اليابان وجزيرة جوام بالمحيط بالهادىء.
وبالنسبة لكوريا الجنوبية فإن الاتفاق مع واشنطن ينظر اليه على نطاق واسع على أنه ضرر جسيم لثقتها السياسية المشتركة مع جاراتها ودعوة لعقوبات اقتصادية لا تستطيع سول تحملها.
وبالإضافة الى ذلك فإن النشر أسفر عن غضب عام من رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون- هيى وإدارتها فى الداخل ما أدى الى انخفاض غير مسبوق فى تأييدها شعبيا. وقد اظهر استطلاع الرأى العام الذى اجرته الاسبوع الماضى وسائل اعلام محلية ان نسبة تأييدها فى اوساط الشباب فى العشرينات انخفض حتى الى اقل من 10 فى المائة .
وفى الوقت نفسه فان النشر سوف يكثف المواجهة بين الكوريتين حيث ان بيونج يانج سوف تستفز نتيجة لانعدام الأمن الاستراتيجى وستواصل تطوير الصواريخ أو حتى أسلحة نووية محظورة .
ومع نشر رادار الموجة اكس الذى يراقب منطقة تمتد الى اكثر من 1200 ميل (1900 كم) من شبه الجزيرة الكورية، فإن الولايات المتحدة يمكنها التجسس على قرابة نصف أراضى الصين والجزء الجنوبى من اقصى شرق روسيا ما يعرض الامن القومى للصين وروسيا للخطر.
وما هو أسوأ أن قرار سول قصير النظر والمتهور يكسر أيضا التوازن الاستراتيجى فى شمال شرق آسيا. بل ان بعض المحللين يرى ايضا ان ذلك سوف يجبر بكين وموسكو على اتخاذ اجراءات استراتيجية مضادة توشك أن تجعل هناك امكانية للدخول فى جولة جديدة من سباق التسلح وفى النهاية حرب باردة جديدة ستكبد شبه الجزيرة الكورية آلاما لا تطاق وتدفعها بعيدا عن حلم إعادة التوحيد.
ومن اجل كل ذلك فإن كوريا الجنوبية بموافقتها على نشر نظام ثاد تكون قد وضعت العربة امام الحصان فى سعيها للأمن القومى.
وحيث يلوح شبح الحرب الباردة فإن على سول ان تفكر من جديد قبل تنفيذ عملية النشر الذى سوف يجعلها قربانا لشهية واشنطن التى لا تشبع للسيطرة والتفوق العسكرى . / نهاية الخبر /