الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: كوريا الجنوبية ستجنى ثمارا مرة لنشرها منظومة "ثاد" على أراضيها

2016:08:01.08:23    حجم الخط    اطبع

بكين 30 يوليو 2016 /رغم محاولات الإقناع من دول الجوار وتواصل الاحتجاجات داخل البلاد والتداعيات الخطيرة المحتملة للزج بشمال شرق آسيا في حالة من الاضطرابات والنزاعات، سرعت كوريا الجنوبية منذ مطلع يوليو الجاري تحركها باتجاه نشر منظومة الدفاعي الصاروخي الأمريكي "ثاد" على أراضيها وسط مخاوف واسعة النطاق لدى المجتمع الدولي.

وأشار الخبراء الصينيون إلى أن نشر كوريا الجنوبية لمنظومة"ثاد" يعد بمثابة زرع لجذور الكوارث، ويدمر السلام في شبه الجزيرة الكورية وشرق شمال آسيا، ويلحق أضرارا بالغة بالثقة السياسية، ويشكل ضربة شديدة للاقتصاد الكوري الجنوبي.

التداعيات الأمنية: تدمير السلام في شبه الجزيرة الكورية

وتنقسم التداعيات الأمنية لنشر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لـ"ثاد" على أراضي الأخيرة إلى شقين:

أولهما، إلحاق ضرر شديد بالمصالح الأمنية الإستراتيجية للصين وروسيا وغيرهما من الدول، وهو ما سيدمر التوازن الاستراتيجي في منطقة شمال شرق آسيا ويثير سباقا للتسلح.

فإن نشر "ثاد" في كوريا الجنوبية يعد خطة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة في تشكيلها نظاما مضادا للصواريخ بمنطقة غرب الباسيفيك. فمدى الاستكشاف الخاص بهذه المنظومة يتجاوز المطالب الدفاعية في شبه الجزيرة الكورية، بل ويمتد إلى وسط البر الرئيسي الصيني، ليلحق أضرارا مباشرة بالمصالح الأمنية والإستراتيجية للصين. ويمكن للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بعد نشر "ثاد" أن تؤثرا على النشر العسكري والحركات العسكرية للصين في المناطق الشرقية والشمالية والمناطق الداخلية، ما يهدد الأمن العسكري للمناطق الجوهرية الصينية.

ومن جانبه، أشار سيرجي لوزيانين رئيس معهد الشرق الأقصى بأكاديمية العلوم الروسية إلى أن دفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية نشر"ثاد" على أراضى كوريا الجنوبية هو أكبر استفزاز عسكري شهدته منطقة شمال شرق آسيا في السنوات الأخيرة.

ورأى تشنغ جي يونغ، مدير مركز الدراسات الكورية بجامعة فودان، إن تحركات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لنشر "ثاد" ستؤدي بشكل مباشر إلى خلل في ميزان القوى الإستراتيجية بشمال شرق آسيا، وبالتالي إلى تصعيد سباق التسلح.

أما الشق الثاني للتداعيات الأمنية فيتمثل في زيادة حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وخلق كوريا الجنوبية لتهديد أكبر على أمنها الذاتي.

وقد برهن التاريخ على مدار أكثر من ستين عاما على أن الأمن في شبه الجزيرة الكورية ينعدم مع شدة المواجهة بين الكوريتين. فأمام تحرك كوريا الجنوبية لنشر منظومة "ثاد"، أعلنت كوريا الديمقراطية أنها ستتخذ إجراءات مضادة لذلك وقامت بتدريبات عسكرية عديدة، ومن هنا يتضح أن نشر "ثاد" على أراضى كوريا الجنوبية يهدد بكل تأكيد الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة.

وقال تشنغ إن إحدى تداعيات سباق التسلح تتمثل في كسر "مزلاق باب الحرب" بين الكوريتين على نحو سيؤدى بدوره إلى ظهور حالة الحرب مجددا بعد أن كانت قد تجمدت، وهو ما يشكل تهديدا لجميع دول المنطقة.

وإذا نجحت الولايات المتحدة في نهاية المطاف في نشر "ثاد" على أراضى كوريا الجنوبية، ستصبح كوريا الجنوبية الجبهة الأمامية للمجابهة العسكرية وتتورط في" لعبة" لا تستطيع تحملها، فلعب كوريا الجنوبية بالنار على القداح الآسيوي، لن تجنى منه سوى ثمار مرة لتبتلعها هي بنفسها.

التداعيات السياسية: إلحاق الضرر بالثقة السياسية المتبادلة

ومن الناحية السياسية، سيلحق نشر "ثاد" على أراضى كوريا الجنوبية أضرارا بالغة بالثقة السياسية المتبادلة بين الدول المعنية، وقد يفضي إلى حرب باردة جديدة في شمال شرق آسيا.

فنشر كوريا الجنوبية لـ"ثاد" على أراضيها يعنى صعودها بنفسها على متن عربة الحرب الأمريكية، ويجعل منها رهنا للتحالف العسكري بين واشنطن وسول وطوكيو الذي تقوده الولايات المتحدة وكذا قطعة شطرنج لإستراتيجية إعادة التوازن الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبفعلها ذلك، ستحلق بكل تأكيد ضررا بعلاقاتها الدبلوماسية مع الصين وروسيا، وتدمر الثقة السياسية المتبادلة بين كوريا الجنوبية والصين، وتجر نفسها في دوامة المجابهة بين القوى الكبرى.

واختارت كوريا الجنوبية، أمام الرغبة الودية الصينية في الصداقة والشراكة مع الجيران والمقترحات الصينية المخلصة للحفاظ على علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وحالة التعاون والمنفعة المتبادلة، اختارت الإعلان وبشكل مفاجئ عن نشر "ثاد" قبل إصدار محكمة التحكيم الدائمة المزعومة لحكم بشأن قضية البحر الصين الجنوبي، وألحقت تحركاتها هذه الأذى بمشاعر الشعب الصيني تجاه كوريا الجنوبية وأساءت تقدير الوضع.

ولفت تشنغ إلى أن كوريا الجنوبية ظنت أن بكين ستقبل نتائج نشر "ثاد" في الوقت الذي دخلت فيه الصين في نزاعات كبيرة مع دول مجاورة لها بسبب قضية بحر الصين الجنوبي. وما قامت به كوريا الجنوبية يعد بمثابة نهب للمنزل أثناء الحريق وصيد في الماء العكر، دمر الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وكوريا الجنوبية.

وإن نشر"ثاد" على أراضي كوريا الجنوبية من شأنه أن يحدث خللا في التوازن الإستراتيجي بمنطقة شمال شرق آسيا، ويزرع جذور الكوارث، ويزيد من حدة التوتر والمجابهة في المنطقة، لدرجة قد تخيم معه سحابة الحرب الباردة فوق المنطقة مرة أخرى.

وأضاف تشنغ أنه "إذا أصرت كوريا الجنوبية على نشر ثاد، سيتشكل وضع حرب باردة جديدة، أخشى أن يجلب معه لشبه الجزيرة الكورية عبئا لا تستطيع تحمله ويصبح معه حلم سلام الأمة الكورية وتوحيدها أمرا بعيد المنال. لذلك، فإن كوريا الجنوبية بحاجة ملحة إلى إعادة التفكير في الأمر بشكل موضوعي".

التداعيات الاقتصادية: دمار شديد لاقتصاد كوريا الجنوبية

شهد التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وكوريا الجنوبية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نموا سريعا ومطردا مع توطيد الثقة الإستراتيجية بين البلدين. وليس هناك أدنى شك في أن نشر "ثاد" على أراضى كوريا الجنوبية سيلحق أضرارا خطيرة بالمصالح الإستراتيجية الصينية ويدمر الثقة الإستراتيجية بين البلدين، وبالتالي سيزعزع أسس تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين وكوريا الجنوبية ويصيب الوضع الكلي للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين بالخلل.

فالصين تعتبر أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، كما إنها أكبر مصدر لفائضها التجاري، إذ وصل حجم التجارة بين البلدين في عام 2015 إلى 2758.2مليار دولار أمريكي.كما قال رئيس الوزراء الكوري الأسبق تشونغ أون -تشان إنه إذا ما فرضت الصين عقوبات اقتصادية متنوعة، فلا شك أن اقتصاد كوريا الجنوبية لن يدعو للتفاؤل نظرا لاعتماده الكبير على الصين. وما يثير القلق الأكبر هو أن "الحرب البادرة الجديدة" بين جبهة )الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان( وجبهة )الصين وروسيا وكوريا الديمقراطية( ستسد طريق التقدم أمام اقتصاد كوريا الجنوبية من جذوره، وأضاف أن "إدارة بارك جيون هيه تجرد البلاد من الأمل في المستقبل باتخاذها هذا القرار".

وقال تشنغ إن شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية المنتجة لنظام "ثاد" لديها تعاون مع عدد من شركات الصناعات العسكرية في كوريا الجنوبية المرتبطة بشركات كبرى مسيطرة على اقتصاد كوريا الجنوبية في البلاد. وإذا اتخذت الدول المعنية إجراءات مضادة لشركات الصناعات العسكرية هذه والشركات الكبرى التي تقف وراءها، سيشهد الاقتصاد الكوري الجنوبي قطعا صدمة شديدة. وبالإضافة إلى ذلك، سيؤثر الإضرار بالعلاقات السياسية بين الصين وكوريا الجنوبية سيؤثر على التبادلات الإنسانية بين البلدين، وقد يحدث تراجعا سريعا في أعداد السائحين الصينيين إلى كوريا الجنوبية.

فنشر "ثاد" على حساب مصالح دول الجوار لن يكفل الأمن لكوريا الجنوبية، ولن يحقق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، ولن يجلب الأمن والازدهار للشعب الكوري الجنوبي. وعلى الحكومة الكورية الجنوبية الإصغاء لصوت الجماهير داخل البلاد والحرص على الوضع التعاوني العام بين الصين وكوريا الجنوبية، ووقف تحركاتها تجاه نشر "ثاد" على أراضيها انطلاقا من الحفاظ على مصالحها الجوهرية الذاتية والسلام والاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×