بغداد 17 ابريل 2016 / واصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم لقاءاته بكبار القادة العراقيين للوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف نتيجة الازمة التي نشبت بعد تصويت النواب المعتصمين على اعفاء رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه من مناصبهم.
وذكر بيان رئاسي عراقي انه في إطار الجهود التي يواصلها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم من أجل تقريب وجهات النظر المختلفة وتدارك الأزمة السياسية الحالية فقد التقى اليوم (الاحد) مع عدد من القادة الحكوميين والسياسيين.
وافاد البيان بان الرئيس معصوم التقى صباحا بعمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى، مبينا أن الزعيمين أكدا على ضرورة تعاون الجميع من أجل الالتزام بالدستور وايجاد الحلول للمشكلات السياسية وبما يؤمن استقرار البلد ويصون وحدته ويحقق الإصلاح المنشود.
وأوضح بيان صادر عن مكتب سليم الجبوري رئيس البرلمان أن الجبوري استقبل بمكتبه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بحضور عدد من قيادات تحالف القوى الوطنية (التحالف السني)"، مبينا أنه جرى خلال اللقاء التباحث في مستجدات الوضع السياسي وسبل الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وبما يدعم مسيرة العملية السياسية.
وأضاف البيان "أن الجانبين بحثا أيضا ملف الإصلاح بجميع جوانبه وأكدا أهمية الإسراع في حسم تطبيق هذا الملف وتلبية تطلعات الشارع العراقي، بما يعزز الأمن والاستقرار ويحفظ هيبة الدولة ويجنب المسار الإصلاحي أي تلكؤ أو تأخير ممكن".
إلى ذلك قال بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أن العبادي بحث مع الرئيس معصوم خلال زيارة الاخير للعبادي، الاوضاع الامنية والسياسية والانتصارات المتحققة على عصابات داعش الارهابية واهمية ادامة زخم هذه الانتصارات.
وأشار البيان إلى أنه تم التأكيد على ضرورة توفير الاستقرار السياسي والخروج من الانقسامات والخلافات واضطلاع مجلس النواب بدوره التشريعي والرقابي.
واكد اللقاء على أهمية أن تستمر الحكومة بعملها لادارة الحرب وتوفير الامن والخدمات للمواطنين ومعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والتحديات التي تواجه البلد نتيجة انهيار اسعار النفط عالميا والحلول والاستراتيجيات للسير بالبلد الى الطريق الصحيح، وفقا للبيان.
كما التقى الرئيس معصوم مع إبراهيم الجعفري وزير الخارجية ورئيس التحالف الوطني في إطار اللقاءات التي يجريها الرئيس معصوم مع عدد من قيادات الدولة والأحزاب والكتل لتبادل وجهات النظر والعمل على تجاوز الازمة السياسية الراهنة. وفقا لبيان رئاسي.
وكان البرلمانيون الذي اعتصموا في البرلمان قرروا يوم الخميس الماضي في جلسة عقدوها برئاسة أكبر الاعضاء سنا اعفاء رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه من مناصبهم، وأعلنوا أن 171 عضوا حضروا وصوتوا بالاجماع على هذا القرار، في حين أن المعارضين شككوا بهذا الامر وقالوا إن 131 نائبا فقط صوتوا وهذا مخالف للدستور لان النصاب القانوني لم يكتمل.
ووصف حيدر العبادي ما جرى في البرلمان بأنه فوضى سياسية ستنعكس بصورة سلبية على محاربة الارهاب وعمل الحكومة داعيا الجميع الى الحوار، مؤكدا استمراره في مشروع الاصلاح والتغيير الحكومي.
وشهدت الساحة العراقية يوم امس تطورا خطيرا بعد الهجوم العنيف الذي شنه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي، الذي رد حزبه ببيان مماثل ما أدى إلى توتر الاوضاع بين الجانبين، الامر الذي انعكس بصورة سلبية على موقف النواب المعتصمين، حيث انسحب بعضهم نتيجة هذا التراشق.
على صعيد متصل اتهم ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق الدول الاقليمية الكبرى بالتدخل في الشان الداخلي العراق لاجهاض عملية الاصلاح وانهاء المحاصصة الطائفية والاقصاء والتهميش.
وقال الائتلاف في بيان له اليوم "لقد وصلت العملية السياسية إلى طريق مسدود بعد ان شابها الفساد والمفسدين وتلوثت بالطائفية والمحاصصة المقيتة، وفاقمت التدهور الاقتصادي وشرعت الابواب بوجه تدخل الدول الاجنبية والاقليمية".
وأضاف البيان"إن إعتصام النواب وحراكهم في مجلس النواب والذي كان تلبية للحراك الجماهيري في محافظات العراق المختلفة، كشف الأخطاء الجسيمة في العملية السياسية والنواقص، بهدف الأصلاح الحقيقي والجذري، وسعى من أجل أنهاء الفساد والمحاصصة البغيضة".
واكد الائتلاف وقوفه مع النواب المعتصمين قائلا " نشيد بالمواقف الشجاعة والمسؤولة لكل ممثلي الشعب المعتصمين من اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات".
وفي تطور أخر هذا اليوم بدأ متظاهرون محتجون تابعون للتيار الصدري في نصب خيام للاعتصام بوسط بغداد مطالبين باعلان حكومة تكنوقراط خلال 72 ساعة فيما حاصر أخرون بعض مباني الوزارات مطالبين باستقالة وزرائها.
ويصر النواب المعتصمون على عقد جلسة برلمانية يوم غد الاثنين سيقاطعها النواب المعترضون، فيما يحاول الرئيس معصوم تقريب وجهات النظر لكي يعقد البرلمان جلسة يحضرها الجميع والتوصل إلى حل يرضي جميع الاطراف.