وقع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز يوم 8 ابريل الجاري على ثماني اتفاقيات، وست مذكرات تفاهم،وثلاثة برامج تنفيذية للتعاون في مجالات مختلفة تشمل التعليم والصحة والزراعة والطاقة وغيرها. وقررت الدولتان بناء جسر عبر البحر أيضا ، من أجل تشجيع الصادرات الثنائية وخلق فرص العمل في المنطقة.
وصل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة يوم 7 ابريل الجاري في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام، وأوضح بيان رئاسي مصري، أن الزيارة تشكل نقلة نوعية في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين. وعقدت في القاهرة قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز مباشرة بعد وصول الاخير الى القاهرة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك،والتنسيق بين الطرفين،وتقديم خطة شاملة للتنمية المستقبلية للعلاقات بين القوى الكبرى في المنطقة.
وذكرت صحيفة " الاهرام " المصرية، أن ما اتفق عليه قادة البلدين تكليل لجهود المجلس التنسيقي بين البلدين طيلة الاشهر الماضية ويشمل ما يقرب 35 مشروعا،منها بناء المجمع الصناعي السعودي اكبر مشروع في شمال محافظة الفيوم، بالاضافة الى 1.5 مليار دولار لتمويل مشروعات تنمية اقتصادية في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك بناء تسع مستوطنات وطريق بطول 90 كلم.ووفقا لما كشفته صحيفة الاهرام الالكترونية، فإن زيارة ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز الى مصر جلبت استثمارات بقيمة 22 مليار دولار امريكي.
تتطلع مصر والسعودية الى تعاون شامل بين البلدين. وقال عماد غنيم رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي في لقاء صحفي مع مراسل صحيفة الشعب اليومية ،أن بناء المجمع الصناعي بالفيوم سيغطى صناعة المواد الكيميائية والورق والأسمنت، والإطارات، وتجهيز الأغذية والجلود والنسيج والأدوية وغيرها من الصناعات. مصيفا:"نحن نفكر في أن نجعل التعاون بين البلدين شاملا، و اكثر اثمارا." ومن جهتها، قالت الباحثة المصرية إيمان في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة في مقابلة صحفية مع مراسل صحيفة الشعب اليومية، إن التنمية الاقتصادية في مصر صعبة، وضغوطات تحسين معيشة الشعب ليست صغيرة، وبحاجة ملحة الى أن تستمر السعودية وغيرها من الدول في ضخ الدم ، وفي نفس الوقت، تقف مصر الى جانب السعودية بحزم وتدعم مواقفها في القضايا الاقليمية بما في ذلك الصراع في اليمن.
تأمل السعودية ان تحصل على دعم مصري ايضا. وقالت ايمان، أن الاستقرار في مصر أمر بالغ الاهمية للمصلحة الوطنية السعودية. وبالرغم من زيادة العجز في الميزانية السعودية بشكل كبير بسبب انخفاض اسعار النفط العالمية،إلا أن السعودية لا تزال تقدم مجموعة متنوعة من الدعم لمصر.وبالنسبة للسعودية،فإن الاستقرار والتنمية في مصر اساس هام للاستقرار والتنمية الشاملة في الدول العربية، وفي نفس الوقت ، ينبغي أن تشمل الاستراتيجية السعودية في المنطقة كسب التأييد والدعم المصري.
مصر والسعودية لاعتبارهما اكبر دولتين في المنطقة يجب ان تلعبا دورا مهما،والسير يدا بيد وبذل الجهود اللازمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتحقيق السلام في الشرق الاوسط . وأن استمرار اليوم الوضع مضطربا في الشرق الاوسط،وعدم تحسن الوضع في سوريا بعد ،ووصول المفاوضات بين الحكومة والمعارضة المسلحة الى طريق مسدود، بالاضافة الى حالة الفوضى التي تعيشها اليمن والعراق وبلدان اخرى ، وبوجه خاص والجدير بالاهتمام هو الفتنة بين السنة والشيعة المخفية وراء الاضطرابات، ومواصلة تنظيم" الدولة الاسلامية" الاستفادة من الفوضى في الشرق الاوسط، يحول مياه المنطقة اكثر اثارة وموحلة، ولا يهدد الاستقرار في غرب آسيا وشمال افريقيا فقط،وأنما ايضا في اوروبا والامريكتين،ويزيد الضغط على المكافحة الدولية للإلاهاب. وقال خبراء ان زيارة العاهل السعودي لمصر في هذا الوقت، سوف تزيد من تعزيز التنسيق بين الدولتين حول القضايا الاقليمية.
وتعتقد ايمان، أن الزيارة تدل على العلاقات غير العادية بين مصر والسعودية، " السعودية هي دولة عربية اقوى اقتصاديا ، في حين أن مصر الدولة العربية الاكثر كثافة سكانية ، وبلا شك فإن التعاون الشامل بين البلدين له اهمية كبيرة في حل النزاعات الحالية في المنطقة ولعب دور مهم في حل المشاكل في سوريا واليمن و محاربة الإرهاب. "