رام الله 22 سبتمبر 2022 (شينخوا) أعلنت فصائل فلسطينية اليوم (الخميس) رفضها عزم بريطانيا نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس، معتبرة الخطوة "انتهاكا فاضحا" للقانون الدولي.
وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) صبري صيدم، للصحفيين في رام الله إن التوجه البريطاني "مرفوض جملة وتفصيلا من قبل الشعب الفلسطيني وقيادته ويعتبر سابقة تاريخية".
وتابع صيدم أن بريطانيا عليها مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وهناك مسار في التاريخ يجب تصحيحه حيث أن "نكبات الفلسطينيين ارتكزت على وعد بلفور البريطاني".
وشدد على ضرورة أن تخطو بريطانيا خطوة للأمام من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة لتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته وليس نقل السفارة للقدس.
وحذر صيدم من أن قيام بريطانيا بتنفيذ الخطوة على أرض الواقع سيكون بمثابة "وعد بلفور جديد وصفعة تاريخية بحق الشعب الفلسطيني".
ونشرت الإذاعة العبرية العامة أن رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، أبلغت نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد، خلال لقاء جمعهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأربعاء أنها تفكر في نقل سفارة بلادها في إسرائيل إلى القدس.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان تراس نيتها نقل سفارة بلادها إلى القدس "انحيازا للاحتلال الإسرائيلي واصطفافا معه في عداء الشعب الفلسطيني".
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، في بيان إن الخطوة "لا يمكن أن تمنح الاحتلال الإسرائيلي شرعية على شبر واحد من الأرض الفلسطينية"، مؤكدا أن القدس أرض محتلة وهي خالصة للشعب الفلسطيني ونقل السفارة لها "لن يغير من الحقائق أو يزور التاريخ فيها".
وفي السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن عزم بريطانيا نقل سفارتها إلى القدس "اعتداء استعماري بشع" على الشعب الفلسطيني، الذي سيواجه الخطوة البريطانية ويتصدى لها حال تم إقرارها.
وقال المتحدث باسم الحركة طارق سلمي، إن موقف تراس يجب أن يقابل بموقف ورد فعل واسع، لاسيما وأن بريطانيا مسؤولة بشكل مباشر عن مأساة الشعب الفلسطيني من خلال وعد بلفور.
ووعد بلفور، وهو ما اصطلح على رسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر جيمس بلفور، في العام 1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل روتشيلد بتأييد بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وكانت الولايات المتحدة نقلت في مايو 2018 سفارتها من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي لاقى تنديدا ورفضا فلسطينيا واسعا.
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.