طرابلس 22 سبتمبر 2022 (شينخوا) دعا رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" في ليبيا عبد الحميد الدبيبة اليوم (الخميس) إلى التفكير بـ "حلول بديلة" في حال استمر تعطيل إصدار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات في ظل تعثر الوصول إلى توافق بين مجلسي النواب (البرلمان) والأعلى للدولة بشأن الإطار القانوني المنظم للانتخابات.
وجدد الدبيبة، في كلمة متلفزة خلال اجتماع مجلس الوزراء العادي، الدعوة إلى "رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة لإصدار قاعدة دستورية عادلة غير مفصلة لتمكن شخص بعينه أو منع آخر"، على حد قوله.
وأضاف الدبيبة "يجب التفكير في حلول بديلة إذا استمر تعطيل إصدار القاعدة الدستورية"، دون الإفصاح عن ماهية هذه الحلول.
وتعذر الوصول إلى توافق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة بشأن الإطار القانوني المنظم للانتخابات، حيث يظل الخلاف قائما في بعض النقاط المتعلقة بآليات انتخاب رئيس الدولة وصلاحياته.
وقال الدبيبة "يجب إكساب القاعدة شرعية من خلال الشعب الليبي، وليس عبر أجسام قد تآكلت شرعيتها بسبب التمديد".
وتابع "لن يتم تعليق مستقبل ليبيا على اتفاق طرفين اختلفا في مادة أو مادتين دستوريتين والنتيجة هي أنهم اتفقوا على تأخير هذه الانتخابات والذهاب في طريق التمديد".
وأكد الدبيبة أن "حكومته متمسكة بخيار الانتخابات للعبور بليبيا لمرحلة الاستقرار"، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي بات متفهما لضرورة إيجاد خارطة طريق نحو الانتخابات لا مجال فيها للتمديد ولا يستطيع أي طرف عرقلتها".
وفشلت ليبيا في إجراء الانتخابات العامة التي كانت مقررة في 24 ديسمبر من العام الماضي، بسبب خلافات بشأن القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، والتي اعتبرت أنها "إقصائية" و "غير دستورية" ولم تحظى بالتوافق بين الفرقاء.
وختم رئيس حكومة الوحدة حديثه قائلا "لا يمكن أن ننسى ما حدث يوم 27 أغسطس من إجرام تجاه الشعب الليبي وسكان مدينة طرابلس خاصة في محاولة الاستيلاء على السلطة باستخدام العنف والقوة، وأقول لأهالي الضحايا الذين تجاوز عددهم 30 شخصا ان دماءكم ليست رخيصة ولن نتهاون فيها وسنستمر في الملاحقة القانونية لكل من تورط في هذا الجرم".
وشهدت العاصمة الليبية في ذلك الوقت، اشتباكات عنيفة استمرت ليومين بين قوات موالية لحكومة الدبيبة وأخرى موالية لمنافستها حكومة فتحي باشاغا، بعد محاولة قوات الأخير التقدم والسيطرة على العاصمة، ما تسبب في مقتل 32 شخصا وإصابة 159 بجروح متفاوتة، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة.
واتهم الدبيبة في حينه من يقفون وراء اشتباكات طرابلس بأنهم "مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار لليبيا"، ووعد بملاحقة كل من تورط في هذا الهجوم بعد أن أعلن عن "دحر العدوان" على العاصمة طرابلس.
وتواجه ليبيا حالة إنقسام سياسي، في ظل تواجد حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة، منبثقة عن اتفاق سياسي قبل أكثر من عام، وتعمل من العاصمة طرابلس، والأخرى برئاسة فتحي باشاغا المكلفة من قبل مجلس النواب، و تمارس مهامها من مدينة سرت .
وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر من العام 2020، وتولى سلطة تنفيذية موحدة إدارة أمور البلاد في فبراير العام 2021.