بكين 9 يونيو 2022 (شينخوا) في الآونة الأخيرة، أرسلت أستراليا وكندا مرارا طائراتهما العسكرية للقيام بعمليات استطلاع استفزازية عن كثب بالقرب من المجال الجوي الصيني، واشتكت كلتاهما من الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين لحماية سيادتها وأمنها.
إن لعبة الاستفزاز أولا ثم الإدانة هذه ليست بالأمر الجديد. فلطالما استخدمت الولايات المتحدة هذا التكتيك لإثارة ما يسمى بالتهديد الصيني في بحر الصين الجنوبي. والآن يبدو أن كانبيرا وأوتاوا تريدان أن تحذوا حذوها.
وللعلم، فإن ردود الصين آمنة ومهنية. غير أن تظاهرهما بأنهما مثيرتان للشفقة لن يخفي النية المحفوفة بالمخاطر للعضوتين بتحالف العيون الخمس، ألا وهي تأجيج التوترات وحتى المواجهة.
يجب أن تدرك أستراليا وكندا الكيفية التي ردت بها الصين على الاستفزازات الأمريكية في مواجهاتهما السابقة. وإذا اعتقدتا أنهما ستُعاملان بشكل مختلف، فقد تعلمتا الآن درسا.
كما أن أكاذيبهما الصريحة لن تغير الحقيقة المتمثلة في أنهما هما اللتان طارتا على بعد آلاف الأميال من شواطئهما لإحداث موجات على أعتاب الصين تحت ذريعة مشكوك فيها في أحسن الأحوال.
ولنأخذ كندا مثالا على ذلك. فقد ادعت البلاد أن طائراتها العسكرية كانت تنفذ عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
في الواقع، لم تفوض قرارات مجلس الأمن الدولي أي دولة بنشر قوات وإجراء عمليات مراقبة في المناطق الجوية والبحرية الخاضعة للولاية القضائية لدول أخرى بغرض تحديد أنشطة التهرب من العقوبات.
ومع عدم وجود سبب وجيه، من يدري ما الذي كانت كندا تحاول التجسس عليه من خلال دعوة نفسها إلى الاقتراب من المجال الجوي الصيني. ولكن هناك شيء واحد واضح: ألا وهو أن الأنشطة الخطيرة التي يقوم بها البلدان تلحق الضرر بالسلام والاستقرار الإقليميين.
كما تشكل هذه الإجراءات تحديات جديدة لعلاقاتهما المضطربة مع الصين. ففي الواقع، بسبب الخطاب والسلوك غير المسؤولين من جانب بعض الساسة في أستراليا وكندا على مدى السنوات الماضية، واجهت علاقاتهما مع الصين بالفعل انتكاسات خطيرة.
وفي حقيقة الأمر، يتوافق وجود علاقات صحية ومستقرة بين الصين وكندا وبين الصين وأستراليا مع المصالح المشتركة للجانبين. وكما أشار جيف رابي، السفير الأسترالي لدى الصين سابقا، فإن العلاقات بين الشعبين الأسترالي والصيني قوية للغاية، ولدى البلدين مصالح مشتركة أيضا.
ينبغي على أستراليا وكندا التوقف عن اختبار عزم الصين على الدفاع عن سيادتها الإقليمية وأمنها الوطني. وإذا واصلتا نفس النهج، فستكونان مسؤولتين عن جميع العواقب.
والأهم من ذلك، ينبغي عليهما نبذ التفكير القائم على المواجهة وتبني سياسة مستقلة وعملية تجاه الصين تصب حقا في صالح شعبيهما، حتى يتسنى لعلاقاتهما مع الصين التغلب على الصعوبات الحالية والعودة إلى المسار الصحيح.