بعد فترة وجيزة من رحلته إلى آسيا، حوّل الرئيس الأمريكي بايدن انتباهه إلى الشرق الأوسط. وبحسب ما ذكرته رويترز يوم 1 يونيو، قد يزور بايدن منطقة الشرق الأوسط في أواخر الشهر الجاري للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما يخطط للقاء ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن في العاصمة السعودية الرياض. لكن، رفضت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الابيض التعليق على ما إذا كان بايدن سيزور السعودية، كما قالت إن بايدن لا يزال متمسكًا بآرائه السابقة بشأن ولي العهد السعودي. وفي 4 يونيو، نقلت شبكة CNN عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن رحلة بايدن الأولى إلى الشرق الأوسط قد تم تأجيلها حتى يوليو، ولم يتم الانتهاء من تحديد جدول الرحلة بعد.
وفي ظل الدبلوماسية المكوكية التي يقوم بها مسؤولون أمريكيون وسعوديون، يتواجد بريت ماكغورك منسق مجلس الأمن الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعاموس هوكستين، كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي في الشرق الأوسط منذ شهور. وقال مسؤولون سعوديون في 4 يونيو، إن وفدين سعوديين يعتزمان زيارة الولايات المتحدة هذا الشهر، برئاسة وزير التجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي، ووزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح على التوالي، وسيناقشان الاتفاقيات ذات الصلة في مجالات النقل واللوجستيات والطاقة المتجددة. كما أشادت الحكومة الأمريكية في 2 يونيو بجهود المملكة العربية السعودية لتمديد وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في اليمن وزيادة إنتاج النفط. ويعتقد الراي العام العالمي أن هذا يمثل الإنجاز الأولي لإعادة العلاقات بين البلدين.
وفي مواجهة التقلبات في أسعار النفط العالمية التي نتجت عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، طلب بايدن مرارًا الاتصال بقادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، للدفع بزيادة إنتاج النفط لكبح أسعار النفط، لكن جميع طلبات الاتصال باءت بالفشل. وقالت بلومبرج إن بايدن يتعرض لضغوط متزايدة لتخفيف موقفه والاجتماع مع ولي العهد السعودي مع اقتراب الانتخابات الأمريكية النصفية في نوفمبر بسبب ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية. بالإضافة إلى ذلك، تأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أيضًا في زيادة الإنتاج عبر المملكة العربية السعودية لخفض أسعار النفط والغاز وزيادة قمع روسيا. ومن ناحية أخرى، قد يكون تعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية موضوعًا مهمًا في رحلة بايدن أيضًا.
وبحسب موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي ، فإن إدارة بايدن كانت تتواصل وتنسق مع إسرائيل والسعودية ومصر لتعزيز تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وقال موقع أكسيوس الإلكتروني إن تطبيع العلاقات الإسرائيلية والسعودية في المستقبل سيكون إنجازًا كبيرًا لإدارة بايدن في دبلوماسية الشرق الأوسط. كما أشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني ومفاوضات وقف إطلاق النار في اليمن من المتوقع أن تكون من الموضوعات التي سيناقشها بايدن خلال زيارته أيضًا.
هل يمكن أن تكون الزيارة فعالة؟
لا يزال من غير المعروف في الوقت الحالي ، ما إذا كان من الممكن أن تتم رحلة بايدن إلى السعودية. وقالت وكالة أسوشيتد برس إن العلاقات الأمريكية ـ السعودية تمر بأحد أكثر الأوقات إثارة للقلق وعدم اليقين. ويمكن أن يؤدي اجتماع بايدن مع ولي العهد السعودي إلى تخفيف العلاقات بين الجانبين، أو قد يعرض الزعيم الأمريكي للخزي علنًا. وربما قد يرفض ولي العهد السعودي مقابلة بايدن في اللحظة الأخيرة بسبب نزاعهما السابق . وقد كان بايدن يستعد للقاء ولي العهد السعودي خلال قمة مجموعة العشرين في روما في أكتوبر 2021 ، لكن الأخير لم يحضر القمة. وأشار المحللون إلى أنه منذ تولي بايدن منصبه ، "قلصت الولايات المتحدة استراتيجيتها" في الشرق الأوسط ، في محاولة لتحويل تركيزها الاستراتيجي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك ، نظرًا لعدم اهتمام إدارة بايدن بالمصالح والمخاوف الجوهرية لحلفائها في الشرق الأوسط ، فإن الولايات المتحدة وحلفائها على خلاف دائم والخلاف آخذ في الازدياد. لكن الموقف الأمريكي يتغير مرة أخرى وسط مخاوف من أن يؤدي انسحابها من الشرق الاوسط إلى أن تتحول دول الخليج شرقا، وتعمق العلاقات مع الصين وروسيا، بالإضافة الى استقلالية السياسة الخارجية لدول الشرق الأوسط. كما أختارت دول الشرق الأوسط أن لا تتبع الولايات المتحدة في الصراع الروسي الاكراني ، وإنما إختارت الحفاظ على موقف محايذ وجذر. ومع ذلك، قد تغير المملكة العربية السعودية موقفها بشأن زيادة إنتاج النفط، حيث أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز في الأول من يونيو ، أن السعودية أبلغت الحلفاء الغربيين بأنها مستعدة لزيادة إنتاج النفط إذا انخفض إنتاج الخام الروسي بشدة تحت وطأة العقوبات. وقد أدى تداول هذه الأخبار الى إنخفاض أسعار النفط العالمية بشكل حاد.