6 يونيو 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يعتبر صيف العام الحالي "أصعب موسم تخرج" بالنسلة للخريجين. حيث تجاوز عدد خريجي الجامعات لأول مرة 10 ملايين، بزيادة 1.67 مليون عن العام الماضي. وإلى جانب ضغوط التوظيف الذي تواجهها المدن الكبرى، مثل بكين وشنغهاي، زاد الوباء من صعوبات ايجاد عمل. ووفقًا لـ "تقرير سوق التوظيف لخريجي الجامعات في الربع الأول من عام 2022"، الصادر عن معهد أبحاث التوظيف بجامعة الشعب الصينية وشركة "جيليان"، فإن عدد الباحثين عن عمل من خريجي الجامعات هذا العام قد ارتفع بنسبة 75٪ على أساس سنوي، في حين انخفض الطلب على التوظيف في الشركات بنسبة 8٪ على أساس سنوي.
وبسبب الظروف التي فرضها الوباء، قامت معظم الشركات بتغيير نظام المقابلات إلى الإنترنت. ويقول الطالب شياوقو، بأن هذه الطريقة قد سهلت عليه إجراء مقابلات العمل، واختصرت على الطلاب الكثير من التعب والنفقات.
لكن التأثير الأكبر على الخريجين في ظل الوباء، هو التغيير في العقلية. حيث طرأ تغير على نظرة الشباب للوظائف الجيدة. فإلى جانب الرواتب العالية ومساحة التطور، يحبذ الخريجون أن تتمتع الوظائف بمقاومة عالية للمخاطر والاستدامة، مثل الوظائف الحكومية والعامة، والمؤسسات الكبيرة المملوكة للدولة، والشركات الأجنبية. وقد وصل عدد المسجّلين في امتحان الخدمة المدنية في عام 2022 إلى رقم قياسي جديد عند 2.123 مليون ، سيتنافسون من أجل 31200 وظيفة فقط.
بالإضافة إلى تفضيل الوظائف الأكثر استقرارًا ، أصبحت "العودة إلى مدن الدرجة الثانية والثالثة" أيضًا خيارًا جديدًا لبعض الشباب اليوم.
لين يو طالبة جامعية تخرجت في عام 2021، تقول بأنها عندما دخلت مجال التعليم والتدريب العام الماضي، كان اعتبارها الرئيسي هو الراتب المرتفع وتطابق العمل مع تخصصها.
ولكن بعد موجة تسريح الموظفين التي شهدتها صناعة التعليم والتدريب في النصف الثاني من العام الماضي، شعرت لين يو فجأة بضغوط البقاء في مدن الدرجة الأولى. وأمام فاتورة الإيجار الشهري في بكين وتكاليف المعيشة التي لاتقل عن 3000 يوا. قررت العودة إلى مدينتها الأصلية بحثا عن وظيفة في مدرسة عمومية.
كما يفكر الخريجون الآن بأكثر عقلانية وواقعية في اختياراتهم المهنية.
شياوتنغ، التي تخرجت العام الماضي أيضا، وجدت وظيفة "مختلفة" في بداية هذا العام. وهذه الوظيفة تطلبت منها السفر إلى باكستان، حيث أقامت في مدينة راولبندي.
لم تختر شياوتنغ هذه الوظيفة البعيدة باندفاع، بل بعد دراسة طويلة الأمد وتفكير شامل وعميق.وهي ترى الأسواق الخارجية صعبة وواعدة في نفس الوقت.
وتقول شياوتنغ أن العديد من زملائها الذين يقيمون في الصين للعمل يعانون من ضغوط كبيرة في الحياة والعمل. وتعتبر راولبندي، حيث تعيش مدينة صغيرة هادئة ومريحة، والعمل والحياة هناك يشعرها بالإنجاز والسعادة.vvv