نور سلطان 8 يونيو 2022 (شينخوا) شارك عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الصين ودول آسيا الوسطى، في العاصمة القازاقية نور سلطان يوم الأربعاء.
ترأس الاجتماع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القازاقي مختار تليوبيردي، وحضره أيضا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركماني رشيد ميريدوف، ووزير الخارجية القيرغيزي جينبيك كولوبييف، ووزير النقل الطاجيكي عظيم إبراهيم، والقائم بأعمال وزير الخارجية الأوزبكي فلاديمير نوروف.
قال وانغ إن الصين وآسيا الوسطى، وهما متقاربتان للغاية، تتشاطران السراء والضراء وتتقدمان جنبا إلى جنب كمجتمع ذي مستقبل مشترك.
وشدد على أنه بغض النظر عن الكيفية التي قد يتغير بها المشهد الدولي، فإن الصين ستدعم دائما دول آسيا الوسطى بقوة في حماية سيادتها واستقلالها، واتباع مسارات التنمية المناسبة لظروفها الوطنية، وبناء آسيا وسطى مستقلة.
وأضاف أن الصين تدعم بثبات دول آسيا الوسطى في الحفاظ على الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي، وبناء آسيا وسطى سلمية؛ وتدعم دول آسيا الوسطى في تسريع التنمية الاقتصادية، وتحسين رفاه شعوبها وبناء آسيا وسطى مزدهرة؛ وتدعم دول آسيا الوسطى في تعزيز التضامن والتنمية الذاتية، والسعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، وبناء آسيا وسطى تعاونية.
وقال وانغ إن الصين، مسترشدة بمبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتضامن والمنفعة المتبادلة، تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التضامن والتنسيق مع دول آسيا الوسطى والعمل بشكل مشترك على بناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك بين الصين وآسيا الوسطى.
وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، طرح وانغ اقتراحا من خمس نقاط في الاجتماع.
أولا، تحتاج الدول الست إلى تحسين أطر العمل اللازمة لتحقيق المزيد من التعاون. وأكد أن إنشاء آلية لعقد قمم بين رؤساء الدول بصيغة "الصين ودول آسيا الوسطى الخمس" أمر ذو أهمية استراتيجية بالغة. وستستضيف الصين منتديات للتعاون على المستوى المحلي، والفكري، والصناعي والاستثماري، والاقتصادي والتجاري، لإطلاق إمكانات تعاون "الصين ودول آسيا الوسطى الخمس".
ثانيا، يتعين على الدول الست بناء محرك قوي للتعافي الاقتصادي في فترة ما بعد الجائحة، يشمل التعاون في مشاريع خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، وخدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، وخط السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، وممر النقل عبر بحر قزوين، والبناء المشترك لـ"طريق حرير رقمي" و"طريق حرير أخضر"، واستكشاف أنماط جديدة من التعاون في الزراعة الحديثة، وزيادة توسيع نطاق التسوية بالعملات المحلية.
ثالثا، تحتاج الدول الست إلى حماية السلام الإقليمي في كل من المجالات التقليدية وغير التقليدية، الأمر الذي يتطلب عملا مشتركا لمكافحة "قوى الشر الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، فضلا عن مكافحة تهريب المخدرات والجرائم المنظمة العابرة للحدود، ومكافحة الجائحة، وتعزيز سلامة الإنتاج وإدارة الكوارث، وتحسين قدرات ومستوى إدارة الطوارئ، والاستفادة الجيدة من اجتماع وزراء الخارجية بين الدول المجاورة لأفغانستان ومجموعة الاتصال لمنظمة شانغهاي للتعاون مع أفغانستان.
رابعا، يتعين على الدول الست استكشاف مسارات متعددة للتبادلات الشعبية، من بينها إنشاء مراكز ثقافية وتدريب القوى العاملة الماهرة، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الحد من الفقر، وتعزيز التعاون في مجالات مثل معالجة تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة.
خامسا، يتعين على الدول الست حشد القوى الإيجابية للحوكمة العالمية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي بشكل صحيح، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، والتمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وممارسة التعددية الحقيقية، وتعزيز القيم المشتركة بين البشرية جمعاء، ودعم جميع البلدان في حماية مصالحها الجوهرية.
وشدد وانغ على أن الصين لن توقف وتيرة التنمية والنهضة الخاصة بها، ولن تتراجع عن تصميمها على التعاون مع الدول الأخرى.
وقال إن الصين ستظل مساهما هاما في النمو الاقتصادي العالمي ومدافعا قويا عن النزاهة والعدالة على الصعيد الدولي، مضيفا أن الصين النامية والمزدهرة لا تعني بَركَة للعالم فحسب، بل توفر أيضا فرصا جديدة لتنمية دول آسيا الوسطى.
وأشادت جميع الأطراف بآلية تعاون "الصين ودول آسيا الوسطى الخمس"، قائلة إن الصين نعم الجار والشريك لدول آسيا الوسطى وكذلك أكبر شريك تجاري واستثماري لها، وإن الجانبين يتمتعان بثقة متبادلة قوية وتعاون مثمر.
وتوجهت دول آسيا الوسطى بالشكر للصين على قيامها بتقديم دعم قوي لبناء بنيتها التحتية، وتحسين معيشة الناس وتحقيق الربط بين بلدانهم، وعلى أخذ زمام المبادرة في مساعدة بلدانهم على مكافحة الجائحة، مشيرة إلى أن علاقاتها مع الصين تتمتع بأساس متين وآفاق رحبة، وأن التصميم على تعميق الصداقة التقليدية وتعزيز التنسيق الاستراتيجي وتوسيع التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين لم يتغير أبدا.
وقالت جميع الأطراف إنها مستعدة للعمل بشكل مشترك على تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه رؤساء الدول الست، والاستفادة من إمكانات آلية تعاون "الصين ودول آسيا الوسطى الخمس"، وبناء آسيا وسطى يعمها السلام والصداقة والمساعدة المتبادلة والوئام.
وذكرت دول آسيا الوسطى أنها تدعم بشكل كامل البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق وبناء طريق حرير أخضر ورقمي، وتتطلع إلى التعلم من التجربة التنموية الناجحة للصين، لمساعدة دول آسيا الوسطى على استكشاف مسارات التخفيف من حدة الفقر وبلوغ التنمية لتحقيق تنمية مبتكرة ومستدامة.
وفي مواجهة التحديات الجديدة التي يفرضها الوضع الدولي المضطرب الحالي، أعربت جميع الأطراف عن استعدادها لتعزيز التنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف، وحماية السيادة والأمن والقيم الوطنية، ودعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والعمل بشكل مشترك على مكافحة "قوى الشر الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، وحماية الأمن الغذائي، والحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة وآسيا.
وأشادت جميع الأطراف بدور الصين البناء في منع الأزمة الإنسانية بأفغانستان، وستلتزم معا بتعزيز السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان.
واتفق جميع المشاركين في الاجتماع بالإجماع على إنشاء آلية لعقد القمم بين رؤساء الدول بصيغة "الصين ودول آسيا الوسطى الخمس".
وتمت الموافقة على أربع وثائق من قبل جميع الأطراف، وهي إعلان مشترك للاجتماع الثالث لوزراء خارجية الصين ودول آسيا الوسطى، وخارطة طريق لتنفيذ توافق القمة الافتراضية بين الصين ودول آسيا الوسطى، ومبادرة لتعميق التعاون في مجال الارتباطية والتعاون بين الصين ودول آسيا الوسطى، ومبادرة للتعاون بين الصين ودول آسيا الوسطى في مجال أمن البيانات.