كشفت وسائل إعلام أمريكية من خلال تحليل بيانات صادرة عن سلطات ولاية فلوريدا، أن أشخاصا عانوا من أعراض تشبه أعراض وباء فيروس كورونا المستجد في ولاية فلوريدا يناير الماضي، والغريب هو أنه بعد نشر البيانات، حذفت سلطات فلوريدا معلومات مهمة منها.
وأفادت صحيفة "بالم بيتش بوست" مؤخرا أن سلطات الصحة في ولاية فلوريدا حذفت بعض السجلات المهمة المتعلقة بوباء كورونا على موقعها مساء 4 مايو الجاري، دون تقديم أي تفسيرات. ولم يعلق مسؤولو الصحة ومكتب الحاكم على أسئلة صحفية حول هذا الشأن في اليوم التالي. وأظهرت السجلات المحذوفة أنه قبل الإبلاغ عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في الولاية، أصيب ما مجموعه 171 مريضا بأعراض فيروس كورونا بين يناير وفبراير.
وأبلغت فلوريدا عن حالتين مؤكدتين في الولاية لأول مرة في الأول من مارس الماضي، وقالت الصحيفة إنه في الشهرين اللذين سبقا الإعلان الرسمي عن انتشار الفيروس في فلوريدا، ربما كان هناك 171 مصابا.
وتعتقد الصحيفة أنه من غير المرجح أن يتلقى هؤلاء المرضى اختبار فيروس كورونا الجديد في أوائل يناير، لأن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض كانت تفرض شروطا صارمة على الاختبار في ذلك الوقت، وكان مقصورا على المرضى الذين لديهم سجلات سفر إلى ووهان. ومع ذلك، لم يبلغ أي من المرضى الـ171 عن حالات سفر إلى الصين، فيما لم يغادر 103 منهم البلاد في السابق.
ووفقا لبيانات الموقع الرسمي لسلطات الصحة في فلوريدا، بلغ عدد الإصابات بالفيروس في الولاية 39,199 حالة حتى صباح التاسع من مايو الجاري، منها 1669 حالة وفاة.
وأثار تقرير صحيفة "بالم بيتش بوست" تفاعلا كبيرا بين الأمريكيين حيث نشروا تعليقات وسردوا تجاربهم الشخصية مما يثبت صحة التقرير. حيث قال أحد التعليقات "متأكدة من أن زوجي توفى بسبب كورونا في 22 ديسمبر العام الماضي، وأصبت أنا وأسرتي بالمرض في الفترة بين ديسمبر ويناير الماضيين.. يجب على المسؤولين فحص مستشفيات فلوريدا".
ومؤخرا اكتشفت العديد من الإصابات بالوباء في مناطق أمريكية مختلفة في وقت أبكر بكثير من الإبلاغ الرسمي عن أول حالة مؤكدة في البلاد. ونقلت الصحيفة عن كلود دارامراج، الرئيسة السابقة لمكتب الصحة العامة بمقاطعة بينيلاس في فلوريدا، إنه من المرجح أن الفيروس أنتشر في فلوريدا في ذلك الوقت، ولكن في موسم الإنفلونزا، قد يعتقد أنهم أصيبوا بالإنفلونزا.
واعترفت دارامراج أن سكان فلوريدا ربما تعرضوا للفيروس في وقت أبكر مما كان يعتقد سابقا. مضيفة أنه إذا كان الوباء قد ظهر في فلوريدا في الشهرين الأولين من عام 2020، فسيكون من الصعب على مسؤولي الصحة في الولاية تتبعه لأنه كان هناك نقص في أدوات الكشف عن الفيروس في جميع أنحاء البلاد، ما يجعل من المستحيل تتبعه.
وفي جلسة استماع حول فيروس كورونا المستجد بمجلس النواب الأمريكي في 11 مارس الماضي، سأل بعض النواب عن احتمال وجود إصابات بفيروس كورونا الجديد ضمن الذين يُعتقد أنهم توفوا بسبب الإنفلونزا. وردا على ذلك، اعترف روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن فيروس كورونا المستجد قد يكون السبب الحقيقي لوفاة بعض الأمريكيين الذين يُعتقد أنهم لقوا مصرعهم بسبب الإنفلونزا.
فلماذا حذفت سلطات الصحة بولاية فلوريدا المعلومات المهمة المتعلقة بالوضع الوبائي في يناير؟ ما الذي تريد أن تخفيه؟ ما يهمنا هو كشف الحقيقة، فالتهرب من المسؤولية لا يمكن أن ينقذ الأرواح.