عمدت الولايات المتحدة في الماضي القريب الى تصاعد وجودها العسكري باستمرار حول الصين،حيثلم تتوقف سفنها الحربية بالدخول في منطقة بحر شيشا فحسب، كما دخلت القاذفات بشكل مكثف في مضيق تايوان،وأعلنت علنا عن نشر صواريخ كروز أرضية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة "التهديد الصاروخي" من الصين. وفي ظل هذه الخلفية، بدأت تظهر أصوات على الإنترنت تدعو الصين إلى زيادة تعزيز قوتها النووية. وفي الوقت الحاضر، هل قوة الصين النووية كافية للرد على التهديدات؟ ماذا عن وجهة نظر "توسيع الترسانات النووية"؟.
يعتقد الخبير العسكري سونغ تشونغ بينغ، أن تطوير الصين للأسلحة الاستراتيجية الجديدة بات ضروريا للغاية. مشيرا الى أن ذلك يرجع بشكل رئيسي الى اعتبارين: من ناحية، في ظل عدم السلمية اليوم، تقوم الولايات المتحدة ببناء جيل جديد من الأسلحة النووية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للصين؛ ومن ناحية أخرى، الأسلحة النووية الصينية بحاجة أيضًا إلى التحديث المستمر، " يجب على الصين أن تحافظ على القوات النووية القليلة العدد والممتازة الجودة. " وأكد أن هذا مهم للغاية بالنسبة للصين لبناء قوة نووية استراتيجية ذات خصائص صينية.
قال يانغ تشينغ جون، خبير الاستراتيجية النووية ومراقبة الأسلحة النووية، إن اتجاه تطوير الأسلحة النووية في العالم اليوم هو صغر الحجم والتلوث المنخفض وتنويع منصات الإطلاق. واشار يانغ تشينغ جون إلى أن قوة الأسلحة النووية قبل التسعينيات، كانت عادة ما تكون الملايين أو حتى عشرات الملايين من الأطنان من مكافئ مادةTNT، وأن الضرر الناجم عن استخدامهذه الكمية الكبيرة من الأسلحة النووية كبير جدًا، واستخدامها سيسبب أضرار جانبية كبيرة، كما سيدينها المجتمع الدولي. واليوم، نجحت القوى النووية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، في تطوير أسلحة نووية تكتيكية مثل القنابل النيوترونية وقنابل اليورانيوم المستنفد. وعلى الرغم من عدم وجود اختبار قتالي فعلي، إلا أن رائحة البارود تزداد قوة وأقوى، لأن هذه الدول تعتقد أن مثل هذه الأسلحة النووية التكتيكية متاحة بسهولة.
يعتقد سونغ تشونغ بينغ أن اعتبار الولايات المتحدة الأسلحة النووية الخفيفة المكافئة القوة الضاربة الرئيسية لردع الصين، يجعل الاخيرة بحاجة أيضا الى تطوير أسلحة نووية أكثر تقدمًا في نفس الوقت. مشيرا الى أن الحاجة لا تكمن في زيادة الجودة فحسب، بل أيضًا كمية معينة، وذلك للحد بشكل فعال من الضربات النووية الأمريكية والردع النووي. " الصين لا تسعى للمشاركة في سباق تسلح نووي مع الولايات المتحدة، لكن الزيادة المناسبة في عدد الأسلحة النووية تتماشى مع الاحتياجات الفعلية للأمن القومي للصين، لأنها تواجه المزيد والمزيد من التهديدات، خاصة من الولايات المتحدة."
وفيما يتعلق بمسألة عدد الأسلحة النووية، فإن وجهة نظر يانغ تشنغ جون حذرا نسبيا.وكشف للصحفيين أن استراتيجية الصين النووية "قليلة وفعالة"." ما يطلق عليه بالقليلة، يشير الى عدد الاسلحة وحجم القوات، في حين تشير الفاعلية الى فرضية عدم استخدام الاسلحة النووية أولاً، والقدرة على الصمود في وجه الضربة النووية الأولى للعدو،وإمكانية الهجوم المضاد بفعالية أيضًا. وقدم للصحفيين افتراضا متطرفا: الصين لديها ما يكفي من الاسلحة النووية لمواجهة الولايات المتحدة، بالرغم من أن الصين لديها أسلحة نووية أقل من الولايات المتحدة.
وأكد يانغ تشينغ جون بشكل خاص على أن أحد الدلالات الأساسية للسياسة النووية للصين هي أنها لن تقارن أبدًا بعدد القوى النووية من حيث النطاق والكم، قائلا: "عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها الصين في الوقت الحاضر ثلاثة أرقام، لكن قدرتنا الإنتاجية وإمكانياتنا ليست مشكلة."
وعند الحديث عن جودة الأسلحة النووية الصينية، يعتقد سونغ تشونغ بينغ أن جودة الأسلحة النووية الصينية حاليًا ليستجيدة مثل جودة الولايات المتحدة وروسيا، لذلك تحتاج الصين إلى تعزيز جودة وكمية الأسلحة النووية وزيادةالطاقة النووية بشكل معتدل. لكن، ليانغ تشنغ جون وجهة نظر مختلفة، حيث قال إن جودة الأسلحة النووية الصينية لا توجد بها مشكلة على الاطلاق. " الصين لم تسعى أبداً إلى الدخول في حربنووية على مدى التاريخ." قال يانغ تشنغ جون، "الصين لا تتسبب في المشاكل، لكنها لا تخاف منها."