أزمة مرض فيروس كورونا الجديد تدفع الشباب المصريين إلى تغيير خطط الزواج

القاهرة 6 مايو 2020 (شينخوا) دفع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الشباب المصريين إلى تغيير خططهم بشأن الزواج، بشكل تسبب في تغيير طقوسه وتراجع معدله في البلاد.

وأصيب نحو 7588 مصريا بالمرض منذ ظهور في البلاد حتى اليوم (الأربعاء)، فيما توفي 469 آخرين، حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة والسكان.

"كان من المفترض أن يكون زفافي في شهر أبريل الماضي، لكن بسبب ظهور مرض فيروس كورونا الجديد قررت تأجيل الفرح إلى العام القادم"، قال محمد فرج (30 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وأضاف فرج، الذي يعمل مندوب مبيعات في إحدى شركات الاتصالات، أن "خطيبتي رفضت أن نتزوج دون إقامة حفل، وفشلت في إقناعها، وتقبلت الأمر لأن من حقها أن تفرح بالطريقة التي تراها".

وتوقفت حفلات الزفاف في الفنادق والنوادي والقاعات، بسبب قرار الحكومة حظر التجمعات، في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار المرض في مصر.

وتمنى الشاب المصري، الذي كان قد أقام حفل خطوبته قبل عامين، أن تنتهى أزمة مرض كورونا في القريب العاجل.

وقال إن "الدولة اتخذت إجراءات جيدة جدا لمواجهة أزمة مرض كورونا منذ بداية ظهور المرض فى مصر، واتمنى من المصريين أن يلتزموا أكثر بهذه الإجراءات لكى نعبر الأزمة قريبا".

ومع ذلك، رأى فرج أن للأزمة وجه إيجابي يتمثل في توفير تكاليف حفل الزفاف بالنسبة للشباب الذين يقررون الزواج دون حفل.

وشاطره الرأي على منصور (29 عاما) الذي تزوج في مارس الماضي بعد أن اتفق مع عروسه على إقامة حفل زفاف بسيط للغاية في المنزل.

وقال منصور، وهو مدير وردية فى أحد المصانع، لـ ((شينخوا))، "لقد كان من الممكن تأجيل الزواج، لكني أصررت بالاتفاق مع زوجتي على إتمام الزواج، لأنه لا أحد يعرف متى ستنتهي أزمة مرض فيروس كورونا الجديد".

واختلف حفل زفاف منصور عما كان يخطط له، حيث حضره 30 شخصا فقط من أسرتي الزوجين والأقارب، الذين اضطروا لارتداء الكمامات، واستخدام المطهرات، واتخاذ مسافات فيما بينهم، كإجراء احترازي للوقاية من مرض فيروس كورونا الجديد.

وتابع الشاب المصري، " لقد كانت أسرة زوجتى ترفض فى البداية أن نتزوج فى هذا التوقيت، لكن بمتابعة الأخبار الخاصة بمرض فيروس كورونا الجديد أدركنا أنه سيستمر فترة طويلة، وأنه من الصعب إقامة حفل زفاف تقليدي، فقررنا الزواج بهذا الشكل".

وأردف "بالطبع كنت أتمنى أن أقيم حفل الزفاف فى قاعة كبيرة، وأدعو كل أصدقائي وأقاربي للحضور، لكن الظرف الطارئ الذى نمر به أجبر الجميع على إتباع الإجراءات الوقائية حتى لا نصاب بهذا المرض".

ولم يقتصر التغيير على حفل الزفاف فقط بل امتد أيضا إلى شهر العسل، حيث كان يخطط منصور وزوجته لقضاء أول أسبوعين من هذا الشهر في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، وهو ما لم يحدث أيضا.

وأشار منصور إلى أنه سيقوم بتعويض زوجته بعد انتهاء أزمة مرض فيروس كورونا الجديد.

ودعا الشاب المصري، الحكومة إلى السماح بإقامة الأفراح في القاعات، مع تطبيق الإجراءات الوقائية.

بدوره، قال نقيب المأذونين إسلام عامر إن "نسبة الزواج في مصر تراجعت دون شك منذ ظهور مرض فيروس كورونا الجديد"، مشيرا إلى أن هذه النسبة تتراوح بين 20 إلى 30 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأضاف عامر لـ ((شينخوا)، أن المأذونين يتخذون قبل عقد القران الإجراءات الاحترازية، ويشترطون لكتابة العقد وجود العريس والعروس وولي أمرها وشاهدين فقط، منعا للتجمعات.

ويوجد حوالي 4618 مأذونا شرعيا في مختلف محافظات مصر يتولون عقد القران، حسب عامر.

وأشار نقيب المأذونين، إلى أن مرض فيروس كورونا الجديد لم يؤثر فقط على مراسم الزواج (أي عقد القران) بل أيضا على العادات والتقاليد الخاصة بحفل الزفاف، حيث يرفض بعض الأزواج إقامة أية حفلات زفاف.

وكما تراجعت نسبة الزواج، "تقصلت أيضا نسبة الطلاق أكثر مما يتخيل أحد"، وفقا لعامر.

وأوضح أنه خلال الشهر الأول من حظر التجوال الليلي قام بإجراء 10 عقود زواج، مقابل حالتين طلاق فقط، مؤكدا أن مرض فيروس كورونا الجديد تسبب في إعادة الألفة في البيوت المصرية.