الخرطوم 18 نوفمبر 2019 (شينخوا) رغم مرور نحو 75 يوما على تشكيل حكومة انتقالية، يكافح السودان لكي يتجاوز مشكلات سياسية واقتصادية متراكمة منذ سنوات، وذلك على الرغم من الحظر الاقتصادي المفروض عليه.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن مستقبل السودان مرهون بمعالجات جذرية وحلول ناجعة فيما يتصل بالقضايا السياسية والاقتصادية.
وقال الخبير الاقتصادي السودانى والمصرفى السابق الدكتور حامد الأمين أحمد، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) " نحن نحصد الآن ما زرعه النظام السابق من تخبط استمر 30 عاما".
وأضاف أحمد "حتى الآن ليست هناك رؤية واضحة فيما يتصل بالقضايا الاقتصادية والسياسية"، على حد قوله.
وتابع "من المؤكد أن الحظر الاقتصادي على السودان يؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي، حتى الآن يتعامل السودان مع خمسة بنوك في جميع أنحاء العالم وبنك عربي واحد فقط، وهذه عزله حقيقة ونحن معزولون أيضا من التمويل الدولي والمؤسسات المالية ومعزولون من المنح".
ومضى قائلا "لا يمكن لاقتصاد بلد أن ينمو بمعزل عن العالم الخارجي".
ذلك وقد وضعت الإدارة الأمريكية السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب العام 1993، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مما أدى إلى فصل السودان عن الأسواق المالية العالمية وخنق اقتصادها، وذلك بسبب مزاعم بدعم حكومة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير للإرهاب.
وفي العام 2017، رفعت واشنطن حظرا تجاريا فرضته على السودان، وكانت تجري محادثات لرفع اسمه من القائمة الأمريكية الراعية للإرهاب عندما تدخل الجيش السوداني في 11 أبريل لعزل البشير.
وعلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع السودان وطالبت بأن يسلم الجيش السلطة لحكومة مدنية.
وما زال السودان غير قادر حتى الآن على الاستفادة من دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نظرا لإدراج البلاد على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
ودعا حامد الحكومة الجديدة إلي إجراء تعديلات اقتصادية ضخمة لوضع السودان فى الاتجاه الصحيح، نحو النمو والرفاهية.
وتابع "على الحكومة الاستمرار في دعم السلع الأساسية والبحث عن قروض للوقود والقمح".
من جانبه، قال الصحفى والمحلل السياسى السودانى نصرالدين العماس، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "اليوم مر نحو 75 يوما على عمر الحكومة الانتقالية، وما زالت الأسئلة والأزمات مطروحة بدون إجابات واضحة والأزمة الاقتصادية ما زالت في مكانها".
وأضاف "الحكومة الانتقالية مجابهة بمشكلات ومهددات وإن لم يتم اتفاق سياسي شامل لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسى".
وتابع "المستقبل معقد مالم تكن هناك رؤية سياسية توازي ثورة هؤلاء الشباب على أرض الواقع، لن يكون هناك مستقبل واضح والأحزاب السياسية مثقلة بتركات عميقة وخلافات قديمة".
وشهد السودان منذ 19 ديسمبر من العام 2018 ثورة شعبية احتجاجا على تردى الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وعزل الجيش السودانى الرئيس عمر البشير فى 11 أبريل الماضى، وشكل مجلسا عسكريا أدار البلاد حتى نهاية أغسطس الماضى.
وشكل العسكريون وتحالف مدنى قاد التظاهرات مجلسا للسيادة وحكومة انتقالية تدير البلاد، منذ الخامس من شهر سبتمبر الماضي، لمدة 39 شهرا.
يشار إلى أن السودان من بين دول العالم الأغنى من حيث الموارد الطبيعية، ورغم ذلك فإنه يعتبر من دول العالم الأشد فقرا.